ساو باولو – أصبحت ألواح الصابون عادة في الحمام البرازيلي بين أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي، وكان هذا بفضل الشركات الأجنبية، وخاصة الأمريكية الشمالية، التي حطّت في البرازيل واستثمرت بكثافة في التسويق- وفي منتجات أرخص وبأسعار معقولة. في السابق، كان الحمام عبارة عن ماء و لربما قطعة من الصابون المحايد أو صابون جوز الهند. و حتى ذلك الحين، كان الصابون عنصرًا فاخرًا، و امتيازًا للنخبة. لكن بعد عقود، أصبحت البرازيل هي التي تصدر الصابون إلى العالم، موفّرةً مجموعة متنوعة من العلامات التجارية والأسعار والحجم والرائحة، وفي كثير من الحالات، لا يخلو الأمر من لمسة برازيلية.
وفقًا للبيانات الصادرة في بداية العام من قبل الرابطة البرازيلية لصناعات النظافة الشخصية والعطور ومستحضرات التجميل (Abihpec)، فإنّ الصابون قد مثَّل، في عام 2022، 19 ٪ من صادرات المواد في القطاع ككل. يقول جواو كارلوس باسيليو، الرئيس التنفيذي لـ Abihpec: “تم تصدير 148.1 مليون دولار أمريكي من الصابون، 83٪ (122.5 مليون دولار أمريكي) إلى الأرجنتين وتشيلي وبيرو وكولومبيا وباراغواي وفنزويلا والمكسيك وأوروغواي”. من الجدير بالذكر بانّه رغماً أنّ معظم الصابون هو بشكل ألواح (67٪)، فإنّ الطلب على الصابون السائل ينمو كل عام.
شهد القطاع ككل نموًا كبيرًا في المبيعات الخارجية: زادت منتجات العناية الشخصية والعطور ومستحضرات التجميل بنسبة 10.9٪ في الصادرات العام الماضي، لتصل إلى 776.5 مليون دولار أمريكي، مقابل 700 مليون دولار أمريكي في عام 2021. أفضلها مبيعًا في هذه الفئة هي منتجات العناية الشعر. و يأتي الصابون في المرتبة الثانية منذ عام 2015. بالإضافة إلى بلدان الوجهة الثمانية المذكورة أعلاه، وكلها في أمريكا اللاتينية، تظهر دول مثل هولندا والإمارات العربية المتحدة بشكل بارز في القائمة.
وفقًا لباسيليو، على الرغم من الوباء والأزمة الاقتصادية، فقد كانت تحديات التصدير مسبقاً أكبر مما عليها الآن. يقول: “لقد تطورنا كثيرًا في السنوات الأخيرة”. و يضيف: “إذا نظرنا إلى الوراء، فقد قمنا بشكل متزايد بتوسيع عدد بلدان المقصد لصادرات قطاعنا. ففي مشروع التدويل القطاعي الخاص بنا، Beautycare Brazil، و الذي تم تنفيذه بالشراكة مع ApexBrasil، لدينا نتائج إيجابية تدريجية، بالإضافة إلى زيادة مستمرة في مشاركة الشركات في المعارض الدولية الرئيسية “. ApexBrasil هي وكالة ترويج التجارة والاستثمار البرازيلية.
لا تزال هناك عقبات وحواجز يجب التغلب عليها، مثل التكاليف اللوجستية والسياسات التي تركز على التجارة الخارجية. “علينا أيضًا أن نتطور في الحاجة إلى تنظيم الاستخدام المستدام للتنوع البيولوجي البرازيلي، والأمر الذي بدوره لديه القدرة على توسيع وتسريع القدرة التنافسية لمنتجاتنا حول العالم”، يضيف باسيليو.
في السوق الداخلية، هناك تحديات كبيرة أيضًا. إذ كان الصابون، من ناحية، حليفًا كبيرًا في مكافحة كوفيد -19، لكن من ناحية أخرى، فقد خفضت الطبقة الفقيرة من السكان استهلاكها لقطع الصابون؛ بسبب الزيادة الكبيرة في الأسعار في السنوات الأخيرة. بينما اعتمدت الطبقة متوسطة الدخل، النسخة السائلة، أثناء الوباء؛ لأنها كانت أكثر عملية وأمانًا.
يتذكر باسيليو أيضًا أن السوق، اليوم، ضخم ومتنوع، و به تخصّصات لجماهير مختلفة. هناك منتجات مرطبة ومضادة للبكتيريا، ومجموعة متنوعة من العطور والأشكال و طرق التعبئة والتغليف، وهناك أنواع بالزيت والكريم و أُخرى تحتوي على مكونات من التنوع البيولوجي البرازيلي.
وجه البرازيل
التنوع البيولوجي موضوع عزيز على القطاع. و في يومنا هذا تكتسب العلامات التجارية التي تصدّر الروائح الأصلية من البرازيل مساحة أكبر. إنّ الشركة التي عرفت كيف تستحوذ على مذاق العملاء الدوليين، دون أن تفقد لمستها الآتية من ريو دي جانيرو، كانت شركة Granado التقليدية، التي عززت نفسها بصناعة صابون الجلسرين. كان تم إنشاؤها في عام 1870، و من ثمّ اشتراها الإنجليزي كريستوفر فريمان في عام 2000، والذي قام لاحقًا بدمج Phebo في الكتالوج. في عام 2013، في شراكة مع سلسلة Le Bon Marché الفرنسية، بدأوا عملية التدويل. و بعد ثلاث سنوات، باعوا جزءًا من الشركة لشركة Le Puig الإسبانية، مما زاد من وجودهم على الأراضي الأوروبية، ومن هناك، إلى بلدان أخرى.
أصغر من Granado، ومع مرور عشرين عامًا على وجودها، بدأت شركة Avatim، من باهيا، أيضًا في تجربة العملاء الأجانب، حيث افتتحت الشركة صالة عرض في كاشكايش، البرتغال في عام 2022، وتقوم بالفعل بالتصدير إلى أوروبا. و مع مجموعة عطور بِسِمات و خصائص برازيلية مثل أنديروبا والكستناء وكوبواسو، نجحت Avatim في صنع هديّة اسمها “وجه البرازيل”. يتم تصنيع جميع المنتجات في المصنع في ايليوس، جنوب باهيا. و من المتوقع أن يكون للشركة 235 امتيازًا في البرازيل بحلول نهاية العام.
يقول ميرو مينيزيس، المدير التجاري لشركة Avatim : “لدينا اليوم نوعان من الصابون، صابون الألواح و السائل، مع أكثر من 20 عطرًا مختلفًا”، يمثل المنتج 16٪ من إجمالي المبيعات. و هذا بحسب قوله: “رقم ممتاز في ضوء تنوع محفظة منتجاتنا، والتي تشمل كل شيء من خط معطرات الجو، كتلك الناشرة للعطر، إلى منتجات الجسم، كتلك التي تستخدم في تقشير البشرة”.
في الوقت الذي تسعى فيه الشركة إلى زيادة القدرة على العمل في العواصم الرئيسية والداخلية في البرازيل، تريد الشركة تنويع خطوط إنتاجها (مع التركيز على العناصر المستدامة) وزيادة تواجدها في العالم الرقمي. “بالإضافة إلى ذلك، نريد أن نفهم بشكل أفضل عادات الاستهلاك للعملاء المحليين والدوليين”، يضيف مينيزيس.
على الرغم من التحديات الداخلية والخارجية، فإن Abihpec واثقة من أن المنحنى سيستمر في النمو. “لقد أثبت قطاع النظافة الشخصية و العطور و مستحضرات التجميل بالفعل، على مدى السنوات الثلاث الماضية، أنه قطاع ضروري ومرن، و قد أدى إلى استئناف فائض الميزان التجاري الذي كان يعاني من عجز خلال العقد الماضي. إنّ تحقيق هذا التدفق في التجارة الدولية و الذي يتجاوز مليارات الدولارات هو نتيجة جهد كبير من قبل صناعة هذا القطّاع المُصدِّرة.
تقرير لديبورا روبين/ خاص بالأنباء