ساو باولو – أكد كبير الخبراء الاقتصاديين في بنك BTG Pactual وسكرتير الخزانة الوطني السابق مانسويتو الميدا يوم الخميس 6 شباط/فبراير، خلال فعالية في الغرفة التجارية العربية البرازيلية في ساو باولو بأن الاقتصاد البرازيلي لايزال في حالة جيدة ومن المتوقع أن يزيد هذا من الميزان التجاري بالمقارنة مع العام 2024، وهناك مؤشرات اقتصادية أفضل مما كانت عليه قبل عشر سنوات. ومع ذلك أشار إلى أنه يجب احتواء الدين العام المتزايد، وأن السيناريو العالمي المضطرب يولد حالة من عدم اليقين.
وكان الميدا قد شارك في اللقاء الأول الذي أقامته الغرفة التجارية العربية البرازيلية للعام 2025 – CCAB Conecta، وهو حدث يبحث في المواضيع التي تصب في اهتمام الشركات الأعضاء في الغرفة العربية البرازيلية. كما شارك إلى جانب ألميدا في هذه النسخة التي أقيمت تحت عنوان: “الآفاق الاقتصادية للعام 2025” ، الرئيسة التنفيذية لبنك أبو ظبي الأول لأمريكا اللاتينية أنجيلا مارتينز. حيث افتتحت الفاعلية بكلمة لرئيس الغرفة التجارية العربية البرازيلية ويليام ديب جونيور، ثم أدار الحوار نائب رئيس الغرفة العربية البرازيلية للتجارة الخارجية دانيال حنون.
.” هناك حكومة جديدة في الولايات المتحدة الأمريكية، ورئيس جديد (دونالد ترامب) وهو يتبنى زيادة التعريفة الجمركية ولا أحد يعرف بالضبط حجم هذه الزيادة”. هذا ما قاله ألميدا مشيراً إلى أن الزيادات الجمركية في التجارة العالمية تميل إلى التأثير على النمو الاقتصادي وتسبب تحركات تضخمية. وتجدر الإشارة إلى أن التضخم في الولايات المتحدة يؤدي إلى زيادة في أسعار الفائدة وارتفاع قيمة الدولار وانخفاض قيمة العملات الأخرى.
وأردف الخبير الاقتصادي قائلاً: “ومع ذلك، فإن البرازيل محمية إلى حد ما، ولكن ليس بشكل كلي، لأن علاقتنا الثنائية مع الولايات المتحدة الأمريكية تتمتع بفائض تجاري قليل لصالح الولايات المتحدة، وهذا يختلف كلياً عن الحال مع المكسيك وكندا والصين. وبالتالي، فبشكل مباشر، لا يوجد ما يبرر لدخول الولايات المتحدة في مسار تصادمي من خلال زيادة التعريفات الجمركية على الواردات البرازيلية. أما بشكل غير مباشر فإن أي شيء قد يمس سلسلة الانتاج، وقد تعلمنا ذلك في فترة ما بعد وباء كورونا، سيكون لديه تأثير قوي على الاقتصاد بالكامل”.
كما أكد ألميدا أن البرازيل قد أظهرت على صعيد السيناريو المحلي نمواً مستمراً حيث حققت فوائض متزايدة ومتتالية في الميزان التجاري ومن المتوقع أت تحصد محصولاً هائلاً من الحبوب هذا العام. من جهة أخرى، يجب أن يستمر سعر الفائدة بالارتفاع لنتمكن من احتواء التضخم.
وأضاف ألميدا: “على الرغم من عدم وجود أي مشاكل قطاعية كبيرة إلا أنه لدى البرازيل مشكلة خطيرة للغاية وهي القضية المالية التي تؤدي إلى زيادة الديون في سيناريو سوق العمل الضيق وارتفاع تكاليف التضخم التي تدفع البنك المركزي إلى رفع أسعار الفائدة لخفض التضخم”. وعلى الرغم من هذه التحديات قال ألميدا بأن الاقتصاد البرازيلي اليوم أكثر إيجابية مما كان عليه منذ 10 سنوات .
الفرص مع العرب أكبر وأكثر من التحديات
أما أنجيلا مارتينز، فقالت إنه إذا كان هناك حالة من عدم اليقين حول الاقتصاد العالمي وعلاقة البرازيل مع الولايات المتحدة الأمريكية، فهناك بيئة مواتية لشراكة وفرص مع الدول العربية الخليجية.
وأكدت الرئيسة التنفيذية لبنك أبو ظبي الأول لأمريكا اللاتينية بأن دول الخليج العربي وخاصة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، ملتزمة بتحول الطاقة وتراهن عليه كجزء أساسي من تنويع اقتصادها. وأضافت إن القطاعات غير النفطية في الإمارات العربية المتحدة تمثل بالفعل نصف الناتج المحلي الإجمالي.
وأضافت أنجيلا: “إن المستثمرين العرب قد طالبوا بمشاركة أكبر للشركات البرازيلية على أراضيهم. ” لقد فكرت البرازيل دائماً على مر السنين في الصادرات البرازيلية وجذب الاستثمارات العربية إلى البرازيل، لكن كان هناك توقع من الجانب العربي بأن يتغير هذا في مرحلة ما وأن تكون هناك زيادة في كل من صادرات الدول العربية إلى البرازيل والاستثمارات البرازيلية في منطقة الخليج. وقد نما هذا بقوة أكبر في السنوات الأخيرة”.
كما أشارت أنجيلا إلى بضع قطاعات في دول الخليج العربي التي يمكن للشركات البرازيلية استكشافها إما بسبب وجود طلب أو لأن البرازيل قادرة على المنافسة فيها. وأشارت من بين هذه القطاعات إلى الصحة والتعليم والخدمات اللوجستية والتكنولوجيا والاستدامة وتحول الطاقة والغذاء، حيث أن الأمن الغذائي يمثل تحدياً مستمراً لدول الخليج العربي.