القاهرة – تستهدف شركة الوادي لتنمية الحاصلات الزراعية، دالتكس، التوسع في التصدير وفتح اسواق جديدة لمنتجاتها، خاصة في قارة أمريكا اللاتينية وأفريقيا، بجانب الأسواق الرئيسية في اوربا وشرق آسيا.
قال المهندس هشام سمير النجار، العضو المنتدب لمجموعة شركات الوادي لتنمية الحاصلات الزراعية،دالتكس، إن شركته تمتلك نحو 80 ألف فدان موزعه فى كافة أرجاء الدولة المصرية، منوهًا إلى أن هذه المساحة الشاسعة مزروعة بمحاصيل متنوعة منها برتقال، وبطاطس، وبطاطا، وبصل، وجزر، وعنب، وليمون، وفول وغيرها من المنتجات التى يتم تصديرها إلى ما يزيد عن 70 دولة حول العالم.
وأضاف النجار، فى مقابلة صحفية مع وكالة أنباء غرفة التجارة العربية البرازيلية ANBA، أن دالتكس، تضع التوسع فى السوق اللاتيني على رأس أولويتها خلال العام الجاري، موضحاً أن شركته تؤمن أن السوق اللاتينى سوق ضخم ويحظى بكثافة سكانية، إلى جانب أن المستهلك يقدر الجودة.
وأوضح أن دخول السوق البرازيلى يُسهل على شركته اقتحام الكثير من الاسواق اللاتينية، مثل الارجنتين وبيرو والاروجوي، واستطرد، نحرص على تننويع المنتجات وحرصنا على التواجد فى منتدى الغرف العربية البرازيلية لفهم مطالب السوق ومستوى الجودة المطلوبة وطبيعة المستهلك والكثافات السكانية، خاصة وان البرازيل تضم الكثير من التركيابات السكانية المتنوعة.
الشركة بدأت التصدير في ستينيات القرن الماضي لأسواق هولندا وانجلترا.
وعن تاريخ شركته وقدراتها التصديرية، أوضح أن دالتكس، تم تأسيسها فى ستينات القرن الماضى، وبالتحديد فى 1964، ومنذ ذلك التاريخ وهى تستهدف التصدير إلى الأسواق الخارجية، وكانت البداية من خلال التصدير إلى السوق الإنجليزى والهولندي، حيث نجحت الشركة فى توفير جزء من احتياجات هذاين السوقين من محصولى البطاطس والبرتقال.
وأشار إلى أن نجاح شركته فى دخول السوق الأوروبى فتح شهيتها أواخر الستينات لإنشاء أول محطة تعبئة وتغليف للمنتجات الزراعية فى مصر تابعة للقطاع الخاص.
وأضاف، الطلب المتزايد من جانب المستوردين دفع دالتكس فى أواخر ثمانينات القرن الماضى، على الحصول على أراضى وزراعتها بنفسها بدلًا من الاعتماد على تجميع المحاصيل من المزارعين، لاسيما وأن الأسواق الخارجية كانت تشترط منتجات ذات جودة معينة لضمان سلامة مستهلكيها خاصة السوق الانجليزى.
وأشار إلى أن شركته دائما ما تحرص على التوسع وتنوع منتجاتها، حيث بدأت فى مطلع تسعينات القرن الماضى بانشاء محطة موالح بغرض التصدير، وهو الأمر الذى كان قاصرًا فى تلك الفترة على شركات القطاع العام، لافتًا إلى أن محطة الموالح كانت الأولى من نوعها، حيث اعتمدت على التكنولوجيا وتصوير المنتجات بكاميرات معينة للكشف عن مدى جودتها.
وعن الطاقات الانتاجية لشركته من المحاصيل المختلفة، أكد انتاج شركته من البطاطس يصل إلى نحو 400 ألف طن سنويا يخصص جزء منها للتقاوى والاستهلاك المحلى، والجزء الأخر يتم تصديره، وتابع، ننتج ما يتراوح بين 50 إلى 60 ألف طن من الموالح سنويا إلى جانب 5 ألف طن من العنب.
وعن مستهدفات شركته خلال العام الجارى فى ظل التغيرات التى يشهدها الاقتصاد العالمى، أكد أن الأحداث التى شهدها العالم فى السنوات الأخيرة ألقت بظلالها السلبية على حركة التجارة بشكل عام وفى مقدمتها قطاع المنتجات الزراعية.
وأشار إلى أن قطاع تصدير المحاصيل الزراعية معتاد على الأزمات، لكن لم يشهد العاملون فيه أزمات بهذا القدر أو التأثير من قبل، خاصة بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية التى أدت إلى ارتفاع تكلفة الانتاج واللوجستيات، ورسوم الشحن الدولى، والأسمدة والمبيدات بشكل جنونى، ضاربًا المثل بارتفاع رسوم الشحن من 600 دولار إلى 6000 دولار نظرًا لقلة الخطوط الملاحية، خاصة إلى السوق الروسى أو الأوكرانى، والتى لا تزيد فى أفضل الأحوال عن خطين على أقصى تقدير، بعد أن كانت تصل إلى 5 خطوط ملاحية، الأمر الذى أثر بشكل واضح على صادراتنا إلى روسيا، وافقدنا بشكل شبه كامل السوق الاوكرانى، وتابع، السوق الروسى يستحوذ على ما يقرب من 9 % من صادراتتا الخارجية، وللأسف أدت الحرب إلى تراجع هامش الربح بشدة بسب زيادة رسوم الشحن، حيث صبت هذه الحرب فى صالح شركات الشحن على حساب الفلاح والمصدر والمستهلك، لذا نسعى لفتح أسواق جديدة وعلى رأسها السوق اليونانى والاسترالى والبرازيلى والافريقى لتوزيع المخاطر.
وعن أهم الأسواق التى تعتمد عليها دالتكس فى الوقت الراهن، أكد أن سوق الاتحاد الاوروبى يأتى فى مقدمة الأسواق التى تسعى الشركة لتعزيز تواجدها فيه باستمرار، يليه سوق الصين وروسيا والهند، ونوه إلى أن السوق الافريقى تظل مشكلته الأساسية هى النقل واللوجستيات، التى تقف عائقا كبير نحو التوسع فى التصدير إلي هذه الدول، فعلى سبيل المثال نصدر إلى هولندا وانجلترا والعراق برسوم شحن أقل من التى نصدر بها إلى السودان المتاخمة لمصر مباشرة.
وعن جدوى التوسع فى التصدير إلى الأسواق الأفريقية، أكد أن التبادل التجاري بين الدول الافريقية يعتمد على الناتج المحلى بشكل أكبر، خاصة فى المحاصيل الزراعية، لاسيما وأن الطبقة المتوسطة تتلاشى باستمرار، لكن ما يجعلنا نستهدف التواجد فى هذا السوق هو أن هناك دولا تشهد نموا ملحوظا فى الاونة الأخيرة، ومنها رواندا والكونغو، ونحرص على التواجد بمنتجاتنا فى ظل هذه المرحلة التاريخية من عمر هذه الدول، لكى يرتبط منتجنا بهذه الفترة، خاصة وأننا نمتلك مزايا عديدة عن منافسينا فى هذا السوق، ومنها المزايا السعرية لمنتجاتنا إلى جانب ميزة انضمام مصر لاتفاقية الكوميسا.
دالتكس، هى أول شركة مصرية تصدر الموالح للسوق الياباني الموسم الماضي
وعن السوق اليابانى، أكد أن، دالتكس، كانت حريصة على دخول السوق اليابانى الذى يتسم بصعوبة شروطه وضوابطه، والتى للأسف لم تقوى الشركات المصرية العامة أو الخاصة على تجاوزها طيلة السنوات الماضية، وتابع، قررنا خوض التحدى وتجاوز كافة الشروط والضوابط التى يضعها الحجر الزراعى المصرى للتصدير إلى اليابان، واستطعنا بالفعل التوافق معها، وعند وصول منتجاتنا إلى اليابان استغرق فحص حاوية واحدة ما يزيد على يومين من جانب الحجر الزراعى اليابانى، وهو انجاز يحسب لفريق عمل الشركة الذى استطاع تلبية احتياجات هذا السوق الصعب والمرهق، وهى شهادة ثقة ومكسب كبير على المدى البعيد، فعلى سبيل المثال كانت الشركات المصرية تصدر مطلع تسعينات القرن الماضى ما يصل لـ 120 طن بطاطس إلى السوق الألمانى، أما الآن فأصبحت تصدر نحو 80 ألف طن بطاطس سنويا، لتصبح بذلك أكبر مورد لهذا السوق الواعد متفوقة بفارق كبير على أقرب منافسيها، والذى يأتى من بينهم اسرائيل والمغرب وقبرص، مشيرًا إلى أن السوق الألمانى مثله مثل السوق اليابانى والنيوزيلاندى، سوق يقدر معنى الجودة.
وعن الخطة الاستثمارية لشركته، أكد أن، دالتكس، تستهدف التوسع راسا من خلال تحسين جودة ما تملتكه من أراضى وتطوير المحطات والثلاجات من أجل التواكب مع متطلبات السوق الخارجى، لاسيما وأننا نؤمن أن وقت الأزمات تقتنص الفرص، لذا نحرص باستمرار على الاستعداد للانقضاض على أى فرصة فى أى بلد، وتابع “نستهدف التوسع فى زراعة الموالح بشكل عام خاصة العنب والبرتقال.
وأضاف أن شركته تستهدف الوصول بصادراتها من البطاطس إلى 200 ألف طن سنويًا، كما سبق وأن وصلت إليه فى 2019 قبل أزمة جائحة كوفيد-19، مشيرًا إلى أن هذا الرقم من الصعب الوصول إليه خلال العام الجاري، الذى نتوقع أن تصل صادراتنا من البطاطس فيه نحو 140 ألف طن، وتابع، نأمل الوصل إلى تصدير 50 ألف طن من البرتقال، ومواصلة الزيادة المطردة فى تصدير العنب.