على الرغم من التداعيات السلبية التي خلفتها جائحة كورونا (كوفيد-19) على الإقتصادات العالمية، فما زال قطاع الأعمال الزراعية في البرازيل يحافظ على معدل نمو إيجابي من المتوقع أن يستمر حتى نهاية العام الجاري. كما أن التوقعات الإيجابية لنمو الناتج المحلي الإجمالي للقطاع ولزيادة حجم صادراته، تجعل منه القطاع أكثر جذباً للشراكات الدولية في الوقت الحالي.
تشير توقعات معهد الأبحاث الاقتصادية التطبيقية (Ipea) إلى أن الناتج المحلي الإجمالي للأعمال الزراعية البرازيلية سيشهد نمواً بنسبة 2,4%، وهذه بلا شك نتيجة جيدة، فيما لو أخذنا بعين الإعتبار أننا نمر بعام طغت عليه أزمة عالمية غير مسبوقة. وفي سياق الأعمال الزراعية من المتوقع أن يشهد المجال الزراعي نمواً بنسبة 2,8%، وأن يشهد مجال الثروة الحيوانية نمواً بنسبة 2%. كما أنه من المتوقع أن ينمو إنتاج الصويا بنسبة 6,4%، والبن بنسبة 15,4%، والألبان بنسبة 2,9%، ولحوم الأبقار بنسبة 1,1%.
والجدير بالذكر أن الفضل الأكبر لهذا الأداء الجيد يعود للمبيعات الدولية. فخلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري شهدت صادرات قطاع الأعمال الزراعية البرازيلية نموا بنسبة 17,5%. وأهم السلع المصدرة هي الصويا والقطن الخام والخشب والعسل الطبيعي والتوابل. علماً بان بعض السلع سجلت أرقام قياسية فيما يتعلق بحجم صادراتها خلال شهر أبريل، كالصويا، ولحوم الأبقار، والقطن.
ما هي القطاعات المستهدفة من قبل المستهلك البرازيلي؟
كما هو الحال في معظم بلدان العالم، فقد حافظ قطاع التجزئة البرازيلي، لا سيما قطاع السوبر ماركت، على اتجاهه الصعودي منذ بداية الأزمة الناتجة عن تفشي فيروس كورونا. وتبين الدراسة التي أجرتها شركة "نييلسن" للأبحاث (NIELSEN) التغيرات الجذرية التي طرأت على السلوك الشرائي للمستهلك الأمريكي اللاتيني خلال الجائحة، وخاصة فيما يتعلق بزيادة كمية المشتريات من المواد الغذائية ومنتجات التنظيف. فعلى سبيل المثال ازداد شراء المستهلكين للأطعمة المصنعة ذات فترة الصلاحية الطويلة، مثل الأطعمة المعلبة.
وقد تبنت الحكومة البرازيلية بعض الإجراءات لدعم المواطنين الذين فقدوا مصادر دخلهم، والشركات التي تأثرت أنشطتها جراء أزمة كورونا. وقد بوشر بتقديم الإعانات المالية للمواطنين، مما يعوض إلى حد ما الخسائر المحتملة على الاستهلاك والاقتصاد نتيجة تدني معدلات الدخل والتوظيف. هناك أيضاً مساعي مكثفة كي تواصل منظومة النقل اللوجستية أنشطتها، لا سيما بنقل المواد الغذائية، لتلبية احتياجات السوق الداخلية والعالمية.