القاهرة – عقد المركز المصرى للدراسات الاقتصادية، اليوم الاثنين الموافق 20 يونيو، مؤتمر بعنوان: نحو COP27 وما بعده، بمشاركة المبعوث الخاص للأمم المتحدة للتنمية المستدامة، والمدير التنفيذي بصندوق النقد الدولي، ورائد المناخ للرئاسة المصرية لمؤتمر COP27، دكتور محمود محيي الدين، والذي أكد علي أن أفريقيا ضحية التغيرات المناخية وهي مصدر رئيسي للحل أيضًا.
ووصف محيى الدين، الأوضاع التى يمر بها العالم حاليا بأنها الأتعس منذ الحرب العالمية الثانية، حيث تسيطر ظروف عدم اليقين على العالم، ولا يوجد اتجاه لمجالات تعاون عالمى فى التجارة والاستثمار، الى جانب وجود قيود على حركة العمالة، ليس فقط نتيجة حرب روسيا – أوكرانيا التى أدت لارتفاع أسعار المحاصيل والغذاء والطاقة والسلع.
وأضاف ان أزمة كورونا التى كانت كاشفة ومعجلة بقدر من التغييرات، وهى مشكلات ممتدة منذ الأزمة المالية العالمية عام 2008، وهى الأزمات التى دفعت لمشكلات أكبر تتعلق بأزمات التمويل الدولية.
وأشار إلى أن ملفات تغيرات المناخ بقدر ما تحمل من أزمات، إلا أنها أيضا تنطوى أيضاً على فرص للتعاون والعيش المشترك، الذى بدونه سيذهب أى جهد فردى هباءا.
لفت محيى الدين، إلى أن أفريقيا رغم أنها لم تكن المسئول الأكبر عن هذه التغيرات إلا أنها تعد أكبر المتضررين، واصفا إياها بالـضحية، فهى مسئولة فقط عن 3% من الانبعاثات الضارة فى الكوكب، مقابل 4 % لروسيا وحدها، والهند مسئولة عن 8%، وأمريكا 16%، والصين 30%.
وأكد محيى الدين، أن القمة المقبلة يجب أن تعطى المساحة المناسبة لأفريقيا ليس فقط فيما يتعلق بمشكلة التكيف والتمويل، ولكن أيضا فى أن تكون جزءا من الحل العالمى للأزمة، بما يمكن أن توفره من الطاقة النظيفة، والتحول الرقمى والثورة الصناعية الرابعة، حيث تملك أفريقيا كل المصادر الطبيعية لتحقيق ذلك
وأوضح أنه من منطلق اقتصادى سليم ستكون أفريقيا هى مصدر السلع، والمواد الأولية، ومجال التصنيع المشترك والإنتاج، لافتا إلى توقيع مصر و5 دول أفريقية تحالف من أجل إنتاج الهيدروجين الأخضر إيمانا منها بأهمية المعايير المنضبطة.
تشهد قارة أفريقيا استثمارات ضخمة فى مجال الطاقة الجديدة والمتجددة، حيث توجد أحد أكبر مشروعات الطاقة الشمسية فى بنبان بأسوان، وهناك 23 دولة أفريقية تعتمد الطاقة الجديدة والمتجددة، وهو ما يؤكد إمكانية أن تكون أفريقيا مصدرا للحل العالمى.
وأشار محيى الدين، إلى استمرار ضعف دور القطاع الخاص فى الاستثمار بمجالات التكيف، حيث مازلنا نعتمد بالأساس على التمويل العام فى مجال التكيف، لأن النفع العام المتحقق منه أكبر بكثير من النفع الخاص، ولكن هناك بعض المجالات التى يمكن أن يكون للقطاع الخاص دور أكبر فى الاستثمار بها.
ودعا محيى الدين لأن تكون مصر واحدة من الدول المنشئة لأسواق الكربون، كدولة رائدة فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ويجب وضع معايير عالمية لما هو أخضر، حيث تقوم بعض الجهات بأمور تخالف المعايير، وهناك تضارب فى المعايير الدولية، وهو ما يطلق عليه الغسل الأخضر.
ولفت إلى أن هناك لجنة لوضع معايير عالمية متفق عليها، تستضيف مصر أعمالها، ومن المتوقع أن تنهى أعمالها هذا العام، وإعلان نتائجها فى قمة شرم الشيخ.
وزيرة البيئة المصرية تعلن عن وضع المبادرة الأفريقية للطاقة الجديدة والمتجددة والتكيف على طاولة القمة المقبلة
وقالت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة شئون البيئة المصرية خلال المؤتمر، أن مناطق وسط وغرب افريقيا، وقلب القارات، ووسط وجنوب آسيا، قد شهدت عواصف وجفاف وفيضانات خلال آخر عشر سنوات، بنحو 15 ضعف ما شهدته هذه المناطق قبل العام 2010.
وأكدت فؤاد، أن قضية تغير المناخ تحدى عالمى، وقمة COP27 ستكون قمة لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه فى القمة السابقة، خاصة ما يتعلق بالتوافق على هدف عالمى للتكيف، وهو أمر مرتبط بالتمويل، وتعويض الدول الأكثر هشاشة والأكثر عرضة لتغيرات المناخ ومضاعفة تمويل التكيف من خلال الصناديق الدولية، خاصة القارة الأفريقية التى تجد صعوبة فى الحصول على التمويل.
وشددت وزيرة البيئة المصرية، علي ضرورة الإجابة علي عدة تساؤلات خلال القمة المقبلة، في مقدمتها، ما هى آليات إتاحة تمويل الـ 100 مليار دولار التى أقرتها قمة كوبنهاجن لتيسير التحول الأخضر، وكيفية الانتقال العادل للطاقة وخفض انبعاثات الصناعة والبترول، وطرح مبادرة للزراعة والغذاء على المستوى الدولى.