القاهرة – لجأت الحكومة المصرية لاتخاذ عدد من الإجراءات الاستثنائية لتخفيف الأحمال عن الشبكة القومية للكهرباء، لضمان استمرار التيار الكهربائي دون تأثير على القطاعين الصناعي والمنزلي، خاصة في ظل الارتفاع الشديد في درجات الحرارة والتي تراوحت بين 40 إلي 45 درجة مئوية علي مدار الأسبوع المنقضي.
وقال الدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء المصري هناك تنسيقاً كاملاً بشكل يومي بين وزارتي الكهرباء والطاقة المتجددة، ووزارة البترول والثروة المعدنية فيما يخص تشغيل محطات الكهرباء، موضحاً أن محطات الكهرباء في مصر، تعتمد في تشغيلها بشكل رئيسي على الوقود الاحفوري، وهو مزيج بين الغاز الطبيعي والمازوت الذي نستخدمه لتشغيل الجزء الأكبر من محطاتنا، إلى جانب الطاقة الجديدة والمتجددة والتي ترتبط بالسد العالي ومشروعات الطاقة المتجددة من الشمس والرياح التي تتوسع الدولة المصرية في تنفيذها.
وقدر رئيس الوزراء حجم المطلوب اليومي من الغاز الطبيعي والمازوت، بنحو 129 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي والمازوت، ولكن نتيجة لارتفاع درجات الحرارة وزيادة متوسط استهلاك الكهرباء في الأيام العشر الأخيرة، تم الوصول في حجم الاستهلاك الفعلي من الغاز الطبيعي والمازوت كمتوسط لحوالي 144 إلى 146 مليون متر مكعب في اليوم الواحد.
وأضاف انه لولا تخفيف الاحمال، وقطع للكهرباء، لارتفاع المتوسط اليومي من الاحتياج إلى 160 أو 165 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي والمازوت للاستهلاك يومياً، ولم تكن تلك الكميات متاحة أو في الحسبان لأزمة مستمرة على مدار 10 أيام.
وشدد رئيس الوزراء على ان الجهات المعنية بالأرصاد الجوية أكدت ارتفاع درجات الحرارة بصورة غير مسبوقة خلال شهر أغسطس المقبل، مؤكدا علي ان تلك الأزمة ترتبط بشكل مباشر بدرجات حرارة غير مسبوقة في هذا التوقيت، ولا سبيل لتجاوز الأزمة سوى بترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية، لتقليل فترات انقطاع التيار الكهربائي.
لفت إلي أن الدولة قررت عدة إجراءات، في مقدمتها استيراد شحنات إضافية من المازوت للأيام القادمة، وتدبير ما بين 250 إلي 300 مليون دولار لهذا الغرض، كما تم توجيه الجهات بتحقيق المزيد من الترشيد في الإنارة العامة لكافة المقار العامة، مثل إنارة الشوارع، والمباني الحكومية، والمباني الخدمية.
وأضاف: اعتبارا من الأحد 6 أغسطس، سيتم تخفيض أيام العمل من المكتب إلي 4 أيام أسبوعيا، وان يكون يوم الأحد يوم عمل من المنزل حتي نهاية شهر أغسطس، لتخفيف الأحمال الناتجة من الإنارة والتكيفات والأجهزة الإلكترونية في المصالح الحكومية والمباني الخدمية غير المرتبطة بالتعامل المباشر مع المواطنين.
وطالب رئيس الوزراء القطاع الخاص الخدمي ذات العمل المكتبي، وليس الإنتاجية، على اتخاذ نفس المسار لتخفيف وترشيد الأحمال الكبيرة على الكهرباء، كما توجيه وزير الشباب والرياضة بأن تُلعب المباريات قبل المغرب مباشرة، حتى يمكن تقليل استهلاك الكهرباء في المنشآت الرياضية والاستادات. والصالات المغلقة.
وشدد على الرغم من تلك الإجراءات سيكون لدينا احتياج لتخفيف الأحمال أيضًا طالما تتجاوز درجة الحرارة الـ 35 درجة مئوية، نظرا لأن المشكلة الحقيقية هي ارتفاع درجات الحرارة بصورة كبيرة، التي نقول عنها 38 في الظل، بينما تكون فعليًا في الشمس 43 درجة مئوية أو 44 درجة مئوية.
وتابع: ما دامت مستويات درجات الحرارة مرتفعة بهذا الشكل، سنضطر أيضًا إلى الدخول في إجراءات تخفيف الأحمال بنحو ساعة أو ساعتين يوميًا، وعلى العكس كلما قلت درجات الحرارة قلت معدلات تخفيف الأحمال.
وأشار إلى أنه سيتم الإعلان عن مواعيد وتوقيتات على مستوى الجمهورية في جميع المناطق التي سيتم تخفيف الأحمال بها، حتى يمكن لكل مواطن يقطن بأي حي أو مدينة، أو محافظة أن يتعرف على الفترة الزمنية التي سيتم انقطاع التيار الكهربائي خلالها، مؤكدا على ان الحديث عن انقطاع التيار على الأحياء السكنية فقط، وليس المستشفيات ولا المنشآت الاستراتيجية.