القاهرة – تخطط شركة المنصورة جلاس لمنتجات الزجاج رفع قدراتها الإنتاجية 4 أضعاف خلال 5 سنوات لتصل بإنتاجها اليومي إلي 200 طن مقابل 50 طن فقط حاليًا.
وقال محمد حامد مدير تسويق شركة «المنصورة جلاس» أن شركته حصلت مؤخرًا على قطعة أرض جديدة لإقامة عدد من الأفران عليها وذلك في إطار خطتها لمضاعفة طاقاتها الإنتاجية خلال السنوات الخمس المقبلة إلى 200 طن يوميًا بدلًا من 50 طن يتم إنتاجها في الوقت الراهن.
وعن تأثر حجم أعمال شركته بما شهده الاقتصاد العالمي خلال السنوات الماضية، أكد « حامد» وفي مقابلة صحفية مع وكالة الأنباء العربية البرازيلية “ANBA” علي أن «المنصورة جلاس» نجحت في استغلال الأزمات الأخيرة لصالحها، وذلك عن طريق التوسع في التصدير وفتح أسواق جديدة، خاصة خلال العام الماضي وحتى الربع الأول من العام الجاري، قبل أن تقوم الحرب الروسية الأوكرانية التى أثرت على حركة التصدير وزيادة معدلات التضخم وارتفاع أسعار الغاز وتتسبب في حالة ركود عالمي.
وعن أبرز الأسواق التى تعتمد شركته في التصدير إليها، أوضح أنه وبحكم موقع شركته في مصر تمكنت من التوسع في سوق الشرق الأوسط وشمال وجنوب وشرق أفريقيا وبدأت في دخول سوق غرب أفريقيا خلال الفترة الأخيرة، كذلك استطاعت التواجد بقوة في غرب وجنوب قارة أوروبا من خلال دول مثل أسبانيا وإيطاليا المانيا وهولندا، وفى شرق القارة العجوزة استطاعت قبل نشوب الحرب الروسية الأوكرانية في تلبية طلبات من أوكرانيا وروسيا ورومانيا وتركيا.
البرازيل استحوذت علي نصف الصادرات
وأستكمل مدير التسويق بالشركة، “السوق الجديد الذى يستحوذ على اهتمام الشركة نظرًا لمعدلات نموه المرتفعة هو سوق البرازيل وأمريكا اللاتينية، لافتًا إلى أن شركته بدأت العمل في هذا السوق في عام 2018 وزاد اهتمامها به وبمعدلات طلبه المرتفعة في 2020 ، كما تمتلك طلبا جيد من أسواق فنزويلا و شيلي بعكس دولة الأرجنتين التى علقت عمليات الاستيراد من الخارج في الفترة الأخيرة”.
وعن رؤيته لسوق البرازيل والحصة التصديرية التى يستحوذ عليها من إجمالي صادرات شركته، أوضح أن حجم الطلب المقدم من السوق البرازيلي لشركته خلال 2021 كان أكبر من طاقاتها الإنتاجية بشكل كامل.
وأشار إلى أن شركته وازنت بين تلبية هذا الطلب وبين الطلبات الأخرى واستحوذت البرازيل على نحو 50% من طاقات الشركة التصديرية خلال العام الماضي، أما في العام الجاري فتأثر الطلب العالمي بشكل عام والبرازيلي بشكل خاصة بحالة الركود التى ضربت معظم دول العالم.
مراحل تطوير الشركة
أوضح «حماد» أن «المنصورة جلاس» تم تأسيسها مطلع عام 1985 من قبل الحاج عبد الله الشريعي الذى بدأ في صناعة الزجاج بالطريقة التقليدية _هاند ميد_ في محافظة المنصورة والتي تبعد عن العاصمة المصرية “القاهرة بنحو 120 كيلو ومع الوقت توسعت الشركة وحصلت على قطعت أرض في مدينة العاشر من رمضان الصناعية لإقامة مصنع أكبر لتلبية الطلب المتزايد على منتجاتها داخل مصر وخارجها وفى نفس الوقت يتماشى مع أحدث النظم العالمية في إنتاج الزجاج ليصبح لدى الشركة تنوع في المنتجات اليدوية والحديثة.
وأشار إلى أن مصنع شركته الجديد في العاشر من رمضان بدأ العمل في 2009 ومع الوقت تضاعفت طاقته الإنتاجية من 15 طن يوميًا إلى 45 طن يوميًا.
وقدر حامد الطاقة الإنتاجية لمصنعي الشركة في المنصورة ومدينة العاشر من رمضان الصناعية، بنحو 50 طن يوميا، يستحوذ مصنع العاشر علي 45 طن منها .
وعن مستقبل صناعة الزجاج في مصر في ظل ارتفاع أسعار الطاقة عامة والغاز الطبيعي على وجه الخصوص، ذكر أن أسعار الغاز الطبيعي ارتفعت عالميا ما اثر بشكل واضح على أسعار الخامات التى تدخل في صناعة الزجاج، ما أدى لزيادة تكلفة الإنتاج بشدة، لاسيما وأن مصر تعتمد على استيراد معظم الكيماويات التى تتطلبها تلك الصناعة و يأتي في مقدمتها كربونات الصوديوم.
وأكد علي أنه رغم تلك الزيادات تظل صناعة الزجاج في مصر مستقرة بفضل ما يتمتع به السوق المصري من انخفاض أسعار الغاز التى مازالت تنافسية مقارنة بما هي عليه في دول الاتحاد الأوروبي، ما يعطى المنتج المصري فرصة للتوغل أكثر في هذا السوق الواعد الذى ما زالت صناعة الزجاج فيه قائمه على امتلاك ماكينات باهظة الثمن تنتج منتجات ذات جودة عالية أسعارها مرتفعة.
وعن مزايا السوق الأوروبي للشركات المصرية العاملة في صناعة الزجاج، قال : ” السوق الأوروبي متميز وواعد لكن له شروطه التى تتوافق معها لتحقيق عوائد جيدة، خاصة وأن صناعة الزجاج لديهم تراجعت لاحتياجهم الى جهد أكبر وطاقة وارباحها اقل مقارنة بصناعات أخرى، موضحًا أن منتجات شركته أقل من نظيرتها في الاتحاد الأوروبي بـ 50% تقريبًا”.
القطاع جاذب للاستثمار لوفرة الخامات
وقال حامد إن صناعة الزجاج في مصر مازالت جاذبة للمستثمرين سواء محليين أو أجانب، لاسيما وأننا نمتلك أهم عنصر في هذه الصناعة وهى الرمل _السلكا _ الذى يتم تصديره إلى كثيرًا من دول العالم، إضافة إلى أن امتلاك مصر أفضل أنواع الحجر الجيري في العالم وهو ما يعرف بالكالسيوم، بالإضافة إلى سعر الغاز الطبيعي والعمالة مقارنة بالكثير من الدول المجاورة.
يذكر أن صادرات مصر من الزجاج ومصنوعاته قفزت بنسبة 32% خلال الفترة من يناير إلى مايو لتصل إلى 226 مليون دولار مقابل 171 مليون دولار خلال نفس الفترة من العام الماضي، وفقًا لتقرير صادر عن المجلس التصديري لمواد البناء والحراريات والصناعات المعدنية.
قفزت صادرات مواد البناء والصناعات المعدنية بنسبة 36% خلال الفترة من يناير إلى مايو 2022 لتصل إلى 3.177 مليار دولار، مقابل 2.345 مليار دولار خلال نفس الفترة من العام الماضي.