بقلم السفير بدر عباس الحليبي
يصادف الـ 26 من حزيران/يونيو 2024، اليوبيل الذهبي للعلاقات البحرينية البرازيلية، احتفالاً بمرور خمسين عاماً على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين بلدينا. إن هذا الإنجاز الهام لا تأتي أهميته من حيث المدة الزمنية فحسب، بل هو شهادة على الصداقة الدائمة والتعاون متعدد الأوجه والتطلعات المشتركة التي ميزت علاقتنا الثنائية. وبصفتي سفير لمملكة البحرين لدى جمهورية البرازيل الاتحادية، يشرفني أن أسلط الضوء على التاريخ الغني لعلاقاتنا الثنائية والآفاق الواعدة التي تنتظرنا.
تميزت علاقاتنا دائماً بالتعاون والتنسيق القوي والمرن ويتجلى ذلك في الزيارات الثنائية الرفيعة المستوى والحوار المستمر. وكانت الزيارة التاريخية للرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو إلى البحرين في تشرين الثاني/نوفمبر من العام 2021 قد شكلت لحظة محورية باعتبارها الزيارة الأولى لرئيس برازيلي إلى مملكتنا. كما شكلت هذه الزيارة سابقة جديدة للتواصل بين البحرين والبرازيل، مما عزز علاقاتنا الاجتماعية والثقافية والسياسية والتجارية والاستثمارية المتنامية.
إن افتتاح كل من السفارة البرازيلية في البحرين في العام 2021 والسفارة البحرينية في برازيليا في العام 2018 قد أدى إلى تعزيز حورانا الدبلوماسي بشكل كبير، حيث جعل تفاعلنا وتواصلنا أكثر ديناميكية وشمولية. ومن الأمثلة البارزة على مرونة دبلوماسيتنا، الاجتماع الافتراضي الذي عقد بين جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة والرئيس جايير بولسونارو في آذار/مارس 2021، هذا اللقاء الذي أكد قدرتنا على الحفاظ على علاقات دبلوماسية قوية حتى في خضم التحديات العالمية.
وكان الزعيمان خلال حواراتهم الافتراضية قد أعربا عن التزامهما بتطوير العلاقات التجارية والاستثمارية، آخذين بعين الاعتبار وضع البرازيل كاقتصاد عالمي هام وأساسي والتحول الاستراتيجي في البحرين نحو التنويع الاقتصادي. لقد عزز الحوار تصميمنا المتبادل على دعم المشاريع المشتركة، وبالتالي زيادة تكامل اقتصاداتنا وتشجيع الابتكار.
الشراكة مع البحرين
وتتجلى شراكتنا أيضا في العديد من مذكرات التفاهم الموقعة بين بلدينا، مما يعكس اتساع وعمق تعاوننا. ومن بين الاتفاقيات الرئيسية مذكرة التفاهم حول التعاون بين بنكي البرازيل والبحرين المركزيين والتي تعزز الاستقرار المادي والسياسات الاقتصادية التعاونية.
علاوة على ذلك، فإن الاتفاقيات الموقعة بين الغرفة التجارية العربية البرازيلية وغرفة تجارة وصناعة البحرين تهدف إلى تعزيز الروابط المؤسسية، وبالتالي تعزيز دور القطاع الخاص في علاقتنا الثنائية. كما يمتد تعاوننا إلى القطاع الزراعي من خلال قنوات حوار بين السلطات لتسهيل الوصول إلى المنتجات التجارية الزراعية البرازيلية في البحرين، وكذلك التعاون في مجال الدفاع، والتركيز على البحث والتنمية.
شهد التبادل التجاري بين البحرين والبرازيل نمواً ملحوظاً، مما يسلط الضوء على الطبيعة التكاملية لاقتصاداتنا. في العام 2023، قُدِرَتْ صادرات البحرين إلى البرازيل بإجمالي 215.03 مليون دولار أمريكي، حيث تضمنت البولي ايثيلين وسبائك الألومنيوم غير المطاوع والمواد الصناعية الأخرى. من ناحية أخرى، فإن واردات البحرين من البرازيل والتي بلغت حوالي 1.39 مليار دولار أمريكي قد تألفت بشكل رئيسي من خام الحديد والماشية ومنتجات اللحوم ومجموعة واسعة من المواد الغذائية، فضلاً عن الإمدادات الطبية والأدوات الصناعية والمركبات.
هذه العلاقة التجارية مهمة لكلا الاقتصادين ، حيث تعزز خلق فرص العمل والاستقرار الاقتصادي والنمو المستمر. وفي الواقع، إن الزيادة المطردة في حجم التجارة تسلط الضوء على الاستكشاف المستمر للفرص التجارية بهدف زيادة تعزيز تبادلنا التجاري المشترك.
بينما نحتفل باليوبيل الذهبي، فإن احتفالنا لا يقتصر على مرور 50 عاماً على تأسيس العلاقات الدبلوماسية، وإنما نحتفل كذلك بشراكة ديناميكية ازدهرت في خضم مشهد عالمي دائم التغيير. إن التزامنا الراسخ بالحوار والتعاون قد عزز من علاقاتنا، وهو مثال يحتذى به في الصداقة والتعاون الدوليين. وإذ نحتفل بهذا الإنجاز الهام، فإننا نؤكد من جديد التزامنا بتعميق العلاقات بين البحرين والبرازيل، ونتطلع إلى مستقبل يتسم بالازدهار المشترك والابتكار والصداقة الدائمة.
سعادة السيد بدر عباس الحليبي هو سفير مملكة البحرين لدى البرازيل
إن الآراء الواردة في المقالات هي مسؤولية المؤلفين