ساوباولو – شارك ثلاث طلاب برازيليين مطلع العام الحالي في العمل التطوعي التبادلي من خلال منظمة Aiesec في العاصمة المصرية القاهرة، وهى منظمة دولية تهدف الى تنمية الطلبة الشباب من الناحية الشخصية والمهنية.
لياندرو أليشاندري، طالب هندسة معمارية، تياجو جوميز، يدرس هندسة البرمجيات، ورامون سانتانا، طالب الهندسة الانتاجية، تحدث الطلاب الثلاث في مقابلة مع وكالة أنباء الغرفة التجارية العربية البرازيلية “ANBA” عن تجربتهم في الخدمة التطوعية لمدة 45 يوم في مصر بداية من الأول من شهر يناير 2022.
شارك لياندرو أليشاندري صاحب الـ 23 عاماَ في مشروع الهندسة المعمارية والاستدامة، وعمل تحديدا في مجال الهندسة المعمارية الاسلامية من خلال التبادل الطلابي، يدرس لياندرو حالياً الهندسة المعمارية في جامعة أنيامبي مورومبي في مدينة ساوباولو.
قال أليشاندري أن المشروع كشف له عن فن الهندسة المعمارية الاسلامية التي ازدهرت بعد القرن السادس الميلادي في القاهرة، وأستفدت أكثر مما تعلمته من دروس التاريخ، كما أن المشروع عزز من تعلمي للتراث، حيث أن المشروع أظهر لي أن مصر يوجد بها الكثير لاستكشافه الى جانب الأهرامات.
قام أليشاندري بعمل زيارات ميدانية بمرافقة منسقة مصرية تحدثت عن تاريخ المباني التراثية، وكيف ازدهرت مدينة القاهرة، كما تحدثت المنسقة عن المستقبل وعن مشاريع الترميم.
وذكر أليشاندري أنه الى جانب التعرف على مدينة القاهرة وهندستها المعمارية، فانه تعرف على العادات الشعبية، حيث يهدف المشروع الى توعية المواطنين بأهمية مصر، خاصة أن القاهرة تستقبل السائحين من دول مثل السويد والولايات المتحدة الأمريكية.
قال أليشاندري بأنه سيقوم بانتاج مواد وخرائط تصويرية، مثل كتيبات ورسومات معمارية اسلامية حتى يبرز خصائصها الأساسية، كما أن لديه مشروع استدامة عن نهر بنييروس في ساوباولو وعن نهر النيل في القاهرة.
وأضاف، من الشيق التفكير في وجود ترابط بين العديد من عناصر الهندسة المعمارية الاسلامية التي تم دمجها مع الهندسة المعمارية البرازيلية، مثل المشربيات، وهي نوع من الدعامات خشبية مزخرفة، تكون في النوافذ وتسمح بمرور الهواء، كما أنها توفر خصوصية للبيئة المحيطة لمستخدمي هذه النوافذ.
توجد المشربيات عادة في المساجد وفي المنازل التقليدية في فترة الامبراطورية العثمانية، والتي تعرف في البرازيل تحت اسم كوبوجوس cobogós، وهي تقارب المشربيات في تصميمها، لكنها مصنوعة من الخرسانة والسيراميك، علي سبيل المثال متحف كايس دو سيرتاو في مدينة ريسيفي.
وشدد أليشاندري على أهمية التعليم التراثي، والاهتمام بهؤلاء الأشخاص الذين يقومون بهذا العمل اليدوي جيل بعد جيل، من أجل الحفاظ على الترات الثقافي للبلد وعلى عمل هؤلاء الأشخاص.
مصر هي الدولة العربية التي تعرف عليها أليشاندري، كانت صدمة ثقافية كبيرة لي من ناحية رؤية المدينة والطريقة العيش بها، ولهذا السبب تعتبر دولة غنية، فطريقة استقبال الاشخاص لي كانت ايجابية للغاية، وعندما عرفوا انني برازيلي، قاموا بالاحتفال بي، كما كانوا يقومون بتوقيفنا للتصوير معنا.
ينوي الطالب لياندرو أليشاندري اكمال دراسته للحصول على الماجيستير والدكتوراه في مجال التراث والبيئة.
تياجو جوميز (صورة الغلاف)، البالغ من العمر 21 عاماً، يدرس هندسة البرمجيات في جامعة بونتيفيسيا الكاثوليكية (PUC) في مدينة بيلو هوريزونتي بولاية ميناس جيرايس.
عمل جوميز كمتطوع دولي لمنظمة Aiesec في وسط القاهرة، وقام بتدريس علم الحوسبة والتكنولوجيا للأطفال اللاجئين، وإعطاء دروس محادثة في اللغة الانجليزية لكبار السن من اللاجئين، وكانت هذه هى الرحلة الاولي التي استخدم فيها طائرة، كما أنها المرة الأولى التي سافر فيها خارج البرازيل.
اختار جوميز مصر لما لديها من ثقافة مختلفة جداً عن البرازيل، ثقافة ذات دين آخر ولغة أخرى، كما أنها توجد في قارة أخرى.
قال جوميز، انه شيئ مرضي للغاية أنني أساعد أشخاص عن طريق المعرفة، ففي أثناء دروس المحادثة باللغة الانجليزية، كان جوميز يقوم بتبادل المعلومات عن التكنولوجيا، وسوق العمل، الى جانب الفرص والمجالات المتاحة، كما أن هذا المجال آخذ في الازدهار كثيراً بسبب وباء كورونا، كما أن لدى متلقي العلم شغف كبير لتبادل المعلومات.
وأشار إلي أنه حصل علي فرصة لأعطاء دروس في التكنولوجيا للأطفال، الذين لم تسمح لهم الفرصة للتعامل مع أجهزة الكمبيوتر، ولهذا كان من الضروري إثبات أهمية هذه المعرفة لهم، ليكون لديهم أساسيات المعرفة حال تعاملوا مع هذه التكنولوجيا مستقبلاَ.
وأوضح جوميز أن الفصول الدراسية كانت صعبة وكان بها بعض الحواجز، مثل اللغة، لأن العديد من الأطفال لا يتحدثون الإنجليزية.
قام جوميز بتعليم الأطفال كيفية تشغيل أجهزة الكمبيوتر، وكيفية استخدام لوحة المفاتيح والماوس، وشرح لهم كيفية استخدام برامج الـ Windows والـ Word، جاء اللاجئون بشكل رئيسي من سوريا وجنوب السودان.
وصف جوميز الشعب المصري بروح المرح وبطريقة وإيقاع مشابه جدًا لروحنا في البرازيل، فالطريقة التي يتعاملون بها مع الأجانب تعتبر أخوية للغاية، كما أنهم حنونون مع بعضهم البعض. كما أنهم أيضاً يعشقون كرة القدم، يعشقون المقاهي التي نسميها نحن بالحانات، يشاهدون كثيرًا كرة القدم، ولديهم طريقة الحياة البرازيلية.
كان الطالب تياجو جوميز قد احتك بلاجئين في البرازيل، حيث قام بتدريس اللغة البرتغالية الى لاجئين فنزويليون في ساو باولو.
قال جوميز بأنه أحس بالأمان في مصر، والذي أسعده هو هذا الاختلاف الثقافي بين البلدين، من المقرر أن يتخرج في عام 2023، ويعتزم فتح وكالته الخاصة لتطوير البرمجيات.
قال رامون سانتانا، ذو الـ 62 عاماً، الذي يدرس في المرحلة الثامنة لدورة هندسة الانتاج في جامعة اسبيريتو سانتو الاتحادية UFES، بأن هذه كانت المرة الاولى التي يركب فيها طائرة، ووقع اختياره على مصر لكي يتعرف على ثقافة أكثر اختلافا قدر المستطاع. عمله التطوعي في القاهرة كان عن الاستدامة البيئية، كاعادة تدوير المواد وبيع المنتجات.
وقال، أن المشروع استخدم قش الأرز ، وهو بقايا من إنتاج الأرز في مصر ، لتحويله إلى ورق ولإنتاج دفاتر بأنواع وإطارات صور مختلفة. قال: لقد طهينا قش الأرز، وقمنا بتقطيعه، وكانت عملية كاملة لتحويله إلى ورق. تم بيع الدفاتر والتبرع بها . كما تم صنع أكياسًا ورقية من الكتب المهملة. نسقت سيدتان مصريتان المشروع وأنتجتا القطع.
أعتقد أن هذا النوع من المشاريع ضروري للغاية، ومهم جدا للوعي البيئي. لا تزال القاهرة غير محدثة بالكامل في ما يتعلق بقضايا البيئة والاستدامة، وهذا المشروع هو نقطة انطلاق للوعي الذي يتزايد في مصر، وقد استمتعت بكوني جزءًا من هذه الحركة. من المهم القيام بهذا النوع من الأفعال حتى تنتشر المعرفة .
قال، إنه شعر بالترحيب في البلد العربي وأن المصريين يتقبلونه. لم أغادر البرازيل من قبل ويبدو أن المصريين مغرمون جدًا بالبرازيليين. شعرت بأمان شديد وقمت بزيارة أماكن سياحية رائعة الجمال مثل الأهرامات .
يوفر التبادل التطوعي لـ Aiesec توفير مصاريف إقامة للطلاب في فنادق معتمدة، أما تكاليف الرحلة والإقامة فيقوم الطلبة بدفعها.
ترجمة أحمد النجاري