ساو باولو – انتقل إلى رحمة الله تعالى يوم الخميس الموافق 21 آب/ أغسطس، عن عمر ناهز الـ 85 عاماً، رجل الأعمال والرئيس السابق للغرفة التجارية العربية البرازيلية سليم توفيق شاهين. وكان شاهين قد ترأس الغرفة العربية البرازيلية لدورتين من العام 2009 إلى العام 2012، ومنذ ذلك الحين يشغل شاهين منصب عضو في مجلس التوجيه والمداولات التابع للمنظمة، حيث كان له مساهماته خلال الادارات التي خلفته.
وقد شهدت فترة رئاسة شاهين للغرفة العربية البرازيلية نمواً كبيراً في العلاقات بين البرازيل والدول العربية، وذلك من خلال أجندات مكثفة لبعثات تجارية وجولات للأعمال، إضافةً لزيارات متبادلة على أرفع المستويات، مما ولد بدوره تقارب دبلوماسي واقتصادي بين المنطقتين. وقد شهد التبادل التجاري بين البرازيل والعالم العربي ارتفاعاً من 15 مليار دولار أمريكي في العام 2009 إلى 26 مليار دولار أمريكي في العام 2012، أي ارتفاع بنسبة 77%.
كان شاهين عضواً في مجلس إدارة الغرفة العربية البرازيلية ومن ثم تبوأ منصب رئيسها بعد الانتخابات التي جرت في شهر كانون الثاني/ يناير من العام 2009، حيث شارك في بعثات عدة كانت قد نظمتها وزارة التنمية البرازيلية إلى كل من ليبيا وتونس والجزائر والمغرب، وهذا يعكس نشاطه في تلك الفترة. وقبل أن يشغل منصب الرئيس، كان شاهين قد شغل منصب نائب رئيس الغرفة التجارية العربية البرازيلية للتجارة الخارجية.
الجدير بالذكر أن فترة الأربع سنوات التي ترأس شاهين فيها الغرفة قد شهدت معالم بارزة في العلاقة بين البرازيل والدول العربية، مثل انعقاد النسختين الثانية والثالثة من قمة أمريكا الجنوبية – الدول العربية – ASPA التي جمعت زعماء الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية. وفي قمة العام 2012 في العاصمة البيروفية ليما، كان شاهين أحد المتحدثين في هذه القمة. كما كان قد أطلق في تلك الفترة مسار جوي مباشر مهم جداً بين البرازيل والعالم العربي وهو مسار الدوحة – ساو باولو.
كما تجدر الإشارة إلى أن الغرفة العربية البرازيلية كانت قد احتفلت بالذكرى الـ 60 على تأسيسها خلال فترة رئاسة شاهين، وقد أصدرت وزارة الاتصالات والبريد حينها ختماً وطابعاً تذكارياً احتفالاً بهذ المناسبة. كما تم خلال فترة رئاسته تأسيس لجان عدة منها السياحية والثقافية وقسم الأعمال والأسواق، كما تم التوقيع على اتفاقية مع معاهد ومؤسسات من العالم العربي وفرنسا والكثير غيرها من المبادرات.
وعلى الرغم من كونه من عالم الأعمال، فقد كان شاهين مدافع قوي عن التبادل الثقافي بين البرازيليين والعرب. وفي مقابلة مع وكالة الأنباء العربية البرازيلية عند تبوأه منصب الرئيس، قال متحدثاً عن الخطط: ” الفكرة هي أن نبين للشعب البرازيلي مدى أهمية الثقافة العربية بالنسبة للعالم أجمع. فبينما كانت أوروبا في العصور الوسطى غارقة في حقبة مظلمة، كان العالم العربي يشهد ازدهاراً منقطع النظير بكل ما للكلمة من معنى”.
نظرة استراتيجية
من جهته أكد الرئيس الحالي للغرفة التجارية العربية البرازيلية السيد وليام أديب ديب جونيور بأن شاهين يغادرنا تاركاً إرثاً لا ينسى وسيفتقده كل من حصل على شرف التعرف إليه والعيش معه، حيث قال: ” مدافع لا يكل ولا يمل عن مصالح الجالية العربية، تميز برؤيته الاستراتيجية وأفكاره المبتكرة التي يقودها دائماً التزام حقيقي بالتقدم الجماعي”.
كما أكد الرئيس الحالي بأن عمل شاهين في الغرفة العربية البرازيلية كان رائعاً حيث قال: ” لقد قاد الغرفة بحكمة وحزم وسخاء. حضوره الفاعل كان مكرساً لتقدم وتطور الغرفة. ومن خلال كلمات حازمة ومشجعة ملؤها المعرفة، شارك معرفةً واسعة وتجربة حياتية غنية ألهمت الغرفة العربية البرازيلية ووجهت مساراتها نحو الازدهار”.
العمل الخيري
من جهته، أكد نائب الرئيس الحالي للعلاقات الدولية والامين العام للغرفة السيد محمد مراد والذي لم يكن عضواً في مجلس إدارتها تحت رئاسة شاهين، إلا أنه تابع عمله ضمن المجلس خلال السنوات الاخيرة، متحدثاّ عن الفقيد: ” كان دائما نشطاً للغاية، وكان يحضر جميع الاجتماعات، ودائما ما يقدم اقتراحات جيدة ومدروسة جيداً، كما كان على اطلاع دائم بالقضايا المحلية والدولية ، وكان له مساهماته الكثيرة ضمن المجلس”.
كما ذكر الأمين العام بأن سليم شاهين لم يكن يعمل فقط في الغرفة العربية البرازيلية، وإنما في مؤسسات أخرى كذلك متصلة بالجالية العربية في البرازيل كالبيت السوري والنادي الرياضي السوري، حيث قال معرباً عن رأيه الشخصي بالفقيد: ” كان شخصاً رائعاً، كان يحَيِّي الجميع ويتحدث إلى الجميع، متصالحاً مع الحياة إيجابي دائماً “.
وكانت الغرفة التجارية العربية البرازيلية قد نشرت خطاب تعزية مسلطةً الضوء على أعمال الفقيد وعلى رأسها تعزيز العلاقات البرازيلية العربية. ووفقاً للغرفة، ساهم الفقيد بشكل حاسم في التقريب بين الثقافات وخلق فرص الأعمال وتوسيع التعاون بين البلدان وقد ترك إرثاً عظيماً في الغرفة التجارية العربية البرازيلية. وقد جاء في نص التعزية: ” اليوم ما يبقى هو الاحترام والتقدير لهذا الرجل العظيم الذي ستبقى ذكراه حية في قلوبنا وتاريخنا” .
المهندس
شاهين حاصل على بكالوريوس في الهندسة المدنية وشهادة الدراسات العليا في إدارة الشركات من مؤسسة Getulio Vargas. وكان شريك مؤسس في تكتل الأعمال “مجموعة شاهين”. كما حصل على العديد من التكريمات خلال ترأسه للغرفة العربية البرازيلية.


