ساو باولو – يتواجد السيد لؤي خريش وهو أحد كتاب سيناريو الفيلم اللبناني ” أرزة ” في ساو باولو هذا الاسبوع لمواكبة مهرجان السينما العربية في نسخته الـ 20، والذي ينظمه كل من معهد الثقافة العربية Icarabe والخدمة الاجتماعية التجارية Sesc وبنك البرازيل BB. وقد زار خريش يوم الخميس 14 آب/ أغسطس مقر الغرفة التجارية العربية البرازيلية في ساو باولو. وفي حديث له لوكالة الانباء العربية البرازيلية ANBA، صرح بان لديه أجندة من الزيارات الكثيرة في المدينة التي لم يكن قد عرفها من قبل، واصفاً ساو باولو بأنها البرازيل كونها بيت للكثيرين من المهاجرين العرب الذين سيكونون ملهمين للكثير من الأفلام والقصص المستقبلية.
وكان لبنان قد اختار فيلم ” أرزة” للكاتبين لؤي خريش وفيصل سام شعيب ومن إخراج ميرا شعيب للمنافسة على جائزة الأوسكار لهذا العام، إلا أنه لم يكن من ضمن الأعمال الخمس النهائية المرشحة لفئة أفضل الافلام الدولية والتي فاز بها الفيلم البرازيلي ” لا زلت هنا – Ainda Estou Aqui”. لم يشعر حينها خريش بالحزن، على العكس لأن الفخر الذي يشعر به اللبنانيون اتجاه البرازيل كبير جداً مما جعله في غاية السعادة.

ويقول كاتب السيناريو إن كل من البرازيل التي صورها فيلم “ما زلت هنا” ولبنان قد عانيا من اضطرابات داخلية، مما أدى في نهاية المطاف إلى التقارب بين البلدين وتاريخهما. وعلاة على ذلك، يقول خريش أن هناك تشابه حتى في شكل الانتاج السينمائي للفيلمين الطويلين الروائيين، حيث قال: ” هناك لون ودفء وبعض التشابه. لست أدري كيف أشرح ذلك”.
يحكي فيلم “أرزة” عن أم عزباء (تمثل دورها الممثلة اللبنانية دياموند أبو عبود) حيث تمشي في شوارع بيروت بحثاً عن الدراجة النارية التي سرقت من ابنها في سيناريو يتناول التعايش والواقع اللبناني، ويطرح على الشاشة مناقشات حول مواضيع معاصرة. يقول خريش، أن الالهام قد وصل لكتاب سيناريو الفيلم من الفيلم الايطالي ” سارقوا الدراجات الهوائية” 1948، حيث يقول بهذا الخصوص: ” لقد أحببنا هذه القصة بالفعل لبساطتها، وهو عبارة عن فيلم يدور حول علاقة أب بابنه وبحثهما عن دراجة هوائية مسروقة. لقد سحرتنا الطريقة التي يعالج فيها الفيلم ايطاليا في مرحلة ما بعد الحرب” وقد أكد خريش متحدثاً عن الفيلم الكلاسيكي الاوروبي: ” هذا الفيلم لديه قصة يمكن سردها في لبنان”.
وقد اتبع فيلم أرزة خطوات ملهمه الايطالي لأن كُتَّاب السيناريو ومخرجة الفيلم أرادوا أن يحظى مبدأياً بمشاهدات واسعة داخل لبنان وأن يصل إلى الدول المجاورة كسوريا والأردن. كما كانوا على دراية بإمكانات الفيلم في أمريكا الجنوبية بسبب التشابه الثقافي بين الشعوب.
ولد خريش في مدينة عين ابل جنوب العاصمة اللبنانية بيروت، ويعيش اليوم بين العاصمة اللبنانية ولوس أنجلس في الولايات المتحدة الأمريكية. كان قد زار مدينة ريو دي جانيرو، وقد جاء في زيارته الأولى إلى ساو باولو بأهداف وهي: لقاء الأصدقاء وزيارة المتاحف والمعالم السياحية مثل كاتدرائية Catedral da Sé وسوق ساو باولو المركزي أو البلدي. حيث يقع “ميركاداو” كما يطلق عليه في ساو باولو، بالقرب من شارع 25 مارس، أحد المعاقل الرئيسية للمجتمع العربي في البرازيل.
كما يؤكد خريش قائلاً: ” أعتقد بان هناك الكثير من القصص الغير مروية حول التجربة العربية أو اللبنانية في ساو باولو والتي تستحق أن يتم سردها. ففي الولايات المتحدة على سبيل المثال، قام الأمريكيون المنحدرون من أصول ايطالية بعمل جيد جداً من خلال سرد قصصهم. أعتقد أن هناك الكثير من الامكانات هنا في البرازيل وفي دول أمريكية جنوبية أخرى لقصص حول الهجرة من لبنان وسوريا “.
يمكنكم الاطلاع على برنامج مهرجان السينما العربية كاملاً من خلال الرابط
اقرأ كذلك:


