ساو باولو – بعد ما يقارب الـ 8 سنوات من دخولها حيز التنفيذ، حققت اتفاقية التجارة الحرة بين مصر ومجموعة ميركوسور توسعاً في التبادل التجاري بين دول الجموعة والبلد العربي الشمال افريقي، إلا أن الاتفاقية في نفس الوقت لم تستكشف كل الإمكانات المتاحة. وكانت القطاعات التي يمكن أن تستفيد من هذا النمو والتحديات التي لا تزال قائمة من ضمن المواضيع التي تضمنتها فعالية ” إفطار مع الأعضاء – فرص الاعمال من خلال اتفاقية التجارة الحرة السارية بين ميركوسور ومصر”، والتي نظمتها الغرفة التجارية العربية البرازيلية، في مقر المنظمة في ساو باولو.
وكان القنصل التجاري المصري في ساو باولو سعادة السيد إسلام أحمد طه قد أكد خلال الفعالية بأن الاتفاقية قد حفزت تعزيز التبادل التجاري في جميع المجالات مع زيادة في حجم التجارة بين مصر ومركوسور. الجدير بالذكر أن تكتل التجارة الحرة هو التكتل الذي تشكله كل من البرازيل والأرجنتين والبرغواي والإوروغواي وبوليفيا، وأن الاتفاقية مع مصر كانت قد دخلت حيز التنفيذ في العام 2017.
وتجدر الإشارة إلى أن البرازيل هي الشريك التجاري الرئيسي لمصر داخل الميركوسور، ووفقاً للبيانات التي قدمها القنصل، بلغت الصادرات البرازيلية إلى مصر في العام 2023 إجمالي 2.3 مليار دولار أمريكي، بينما بلغت الواردات البرازيلية من مصر إجمالي 490 مليون دولار أمريكي. وعلى سبيل المقارنة، بلغت الصادرات المصرية في العام 2017 إلى البرازيل إجمالي 155 مليون دولار أمريكي. وحتى مع هذه الزيادة في التدفق التجاري، قال طه إن هناك تحديات يجب التغلب عليها حتى تنمو هذه الشراكة إلى ما هو أبعد من التجارة وتعود بالنفع على الاستثمارات.
وقال طه مشيراً إلى الشراكات التي من الممكن أن تحدث بهدف تعزيز انتاجية المحاصيل في مصر: ” إن حجم التجارة لا يعكس الإمكانات الموجودة في ميركوسور. حيث من الممكن التعاون في العديد من القطاعات كالقطاع الزراعي”.
كما أشار القنصل التجاري إلى أنه من ضمن التحديات التي تواجه الأعمال التجارية كل من العوائق الجمركية والبيرقراطية في الافراج عن البضائع والقيود التي تفرضها الدول على الواردات لحماية صناعاتها والافتقار للمعرفة الكافية لدى الشركات المصرية والشركات في مجموعة ميركوسور بالفرص والإمكانات المتاحة لدى الطرف الآخر وعدم وجود شركات طيران وملاحة مباشرة بين دول ميركوسور وخاصة بين البرازيل ومصر. وأضاف طه إن السفارة المصرية في برازيليا تحاول إقامة خط طيران مباشر بين البلدين.
من ناحية أخرى, قدم السيد رودولفو فاسكونسيلوس، أخصائي التنظيم في أمانة التجارة الخارجية – إدارة المفاوضات الدولية التابعة لوزارة التنمية والصناعة والتجارة والخدمات البرازيلية (MDIC) ، تفاصيل عن الاتفاقية والفوائد التي تقدمها وكيف يمكن للمصدرين الاستفادة منها في حال معرفتهم لقواعد الإنتاج والتصدير. وأشار فاسكونسيلوس إلى أن “الهدف من الاتفاقية هو تعزيز مكاسب السوق وزيادة القدرة التنافسية للمنتجات وتنويع الشركاء التجاريين والوصول إلى الأسواق في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا انطلاقاً من مصر”.
الفوائد الناتجة عن الاتفاقية
من ناحيته قدم مدير استخبارات السوق في الغرفة التجارية العربية البرازيلية السيد ماركوس فينيسيوس عرضاً حول العلاقات التجارية المصرية البرازيلية وتطور الأعمال منذ دخول الاتفاقية حيز التنفيذ وأين تكمن الامكانات بين البلدين. فمنذ دخول الاتفاقية حيز التنفيذ، ارتفعت صادرات القطن البرازيلي بنسبة 600% واللحوم المصنعة إلى أكثر من 550%. ومن الناحية المقابلة، ارتفعت المبيعات المصرية من البلاستيك من نوع PVC بنسبة 764% والبطاطا المجمدة إلى أكثر من 200%.
وعلى الرغم من أن البرازيل هي المورد الرئيسي الثامن عالمياً لمصر، إلا أن مبيعاتها إلى الدولة العربية تمثل فقط 5٪ من إجمالي واردات مصر من الخارج وتتركز في منتجات الأعمال الزراعية. من ناحية أخرى، تعتبر مصر المورد رقم 27 للبرازيل بحصة سوقية تبلغ 2٪ من المنتجات المركزة في الأسمدة.
كذلك خلال الحدث، قدمت محللة مشاريع التدويل في الغرفة العربية السيدة ماريانا نونيس عرضاً عن مشروع الحلال في البرازيل، الذي يروج للأطعمة والمشروبات الحلال البرازيلية في الخارج ، وهي المنتجات المصنوعة في البرازيل وفقاً للشريعة الاسلامية. كما قدمت بالإضافة للمشروع، عرضاً عن معرض Food Africa الذي يقام في جمهورية مصر العربية والذي سيشارك فيه مشروع الحلال لهذا العام.
كما حضر هذه الفعالية كل من الأمين العام للغرفة العربية ونائب الرئيس للعلاقات الدولية السيد محمد مراد، ونائب رئيس الغرفة للشؤون المالية السيد محمد عبدوني نيتو، ومديري الغرفة السيد ويليام عطوي والسيد سامي رومية.
اقرأ كذلك: