ساو باولو – ما كان من المفترض أن يكون مكانً للتعلم فقط، تحول إلى بيئة ملؤها العمل والتعليم بالنسبة للدكتورة شذى جرار، أستاذة اللغة العربية في معهد الآداب التابع لجامعة برازيليا. منذ خمس سنوات مضت، كانت الدكتورة شذى طالبة في قسم اللغة البرتغالية في هذا المعهد، ومنذ ذلك الحين كانت قد فكرت بأنه من الممكن أن تصبح مُدَرِسة هناك يوماً ما. تقول جرار التي تعمل كمدرسة متطوعة في الجامعة وهي زوجة سعادة السفير قيس شقير، سفير جامعة الدول العربية في برازيليا: ” كان حلماً وقد تحقق أخيراً”
تستذكر الدكتورة شذى قائلة: ” من حوالي الخمس سنوات، كنت قد انضممت إلى جامعة برازيليا لدراسة اللغة البراتغالية وسألت زوجي حينها: ” هل سيأتي يوم وأتمكن فيه من تدريس اللغة العربية في هذه الجامعة المحترمة والمرموقة؟”. ” وكان رده بكل ثقة ” نعم بالتأكيد ستحققين ذلك!”. وبالفعل! في شهر آذار/مارس من هذا العام، انضمت الدكتورة شذى إلى الكادر التدريسي للغات في هذا المعهد.
الدكتورة شذى جرار سيدة أردنية، درست في جامعة اليرموك حيث حصلت على شهادة الدكتوراه في اللغة العربية, في اختصاص “اللغة والنحو”. وتجدر الإشارة إلى أن اللغة (بناء الجملة) هو الجزء من القواعد الذي يَدْرُسُ وظائف الكلمات وعلاقاتها في الجمل. أما الإعراب فيَدْرُسُ تصنيف الكلمات وفقاً لمواصفاتها.
شاركت الدكتورة جرار في مسابقة توظيف في جامعة برازيليا بعد تقديمها لسيرتها الذاتية وتعبيرها عن “رغبتها الصادقة في التدريس”. وبعد إجراءات التقييم التي قام بها مجلس الامتحانات، تمت الموافقة على تعيينها كمُدَرِسة متطوعة في معهد الآداب واللغات التابع لجامعة برازيليا. وفيما يتعلق بالطلاب والفصول الدراسية، تقول الدكتورة شذى: “كان من “دواعي سروري تعليم الطلاب الجامعيين”.
تبادل ثقافي من خلال اللغتين العربية والبرتغالية
تؤكد الدكتورة شذى قائلةً: “لقد كانوا حقاً مهتمين جداً، لقد أحبوا تَعَلُمَ اللغة العربية. لقد ذُهِلتُ بتأقلمهم السريع مع الاختلافات في نطق الصوتيات غير المألوفة بالنسبة لهم”. وتوضح شذى بأن هناك صوتيات تشكل أصواتاً ونطقاً غير معتاد بالنسبة لغير الناطقين باللغة العربية، ولكن على الرغم من هذا التحدي كان طلابها متحمسين وعاشقين للتعلم.
كانت الدكتورة شذى قد درَّسَتْ طلاباً في المستوى الأول. وتجدر الإشارة إلى أنه اعتباراً من شهر أيلول/ سبتمبر، ستبدأ دروس جديدة في اللغة العربية لفصول المستوى الأول، وفي شهر تشرين الأول/أكتوبر دروساً لفصول المستوى الثاني. وأكدت بأنها تعتزم تطبيق المعيار الأوروبي لتعليم اللغات، كما كشفت أنها بالإضافة إلى كونها مُدَرِسَة، فهي مسؤولة عن نشر “كتاب تعليم اللغة العربية حصرياً للبرازيليين” مع ثلاثة مستويات أساسية.
وخلال دراستها في البرازيل، وجدت جرار أن أكثر من أربعة آلاف كلمة برتغالية تجد جذورها في اللغة العربية. حيث تؤكد متحدثة حول المجموعات المتنوعة من الكلمات في اللغة البرتغالية: “هذا في الواقع، كان دافع بالنسبة لي لكي أدرس وأنشر الثقافة العربية المتنوعة من أجل تحقيق الهدف النهائي المتمثل في التبادل الثقافي الحقيقي مع اللغة البرتغالية الغنية ومعجمها اللغوي الواسع”.