ساو باولو – بدأت القصة في سبعينيات القرن الماضي، حين شرعت الخياطة ماريا أنطونيا سكوديلر بخياطة الملابس يدوياً قطعةً قطعة، مستخدمةً أقمشة وإكسسوارات مختارة بعناية، لتبيعها في مدينتها الصغيرة. سرعان ما لاقت منتجاتها رواجاً كبيراً، فانتشرت في العاصمة ثم في جميع أنحاء الولاية. واليوم بعد خمسين عاماً، أصبحت العلامة تُسوَّق في مختلف أنحاء البرازيل من خلال منصتها الإلكترونية الخاصة. وفي هذا العام تحديداً، توسعت مبيعاتها لتشمل الولايات المتحدة الأمريكية وبنما وجمهورية الدومينيكان.

جاء هذا النمو بشكل طبيعي ومتدرج، وهو نتاج استثمارات الشركة في التصاميم الإبداعية والمبتكرة، وبناء العلامة، ومؤخراً بالتحول الرقمي. وتنتج الشركة اليوم في المتوسط عشرة آلاف قطعة شهرياً، ويُعدّ متجرها الإلكتروني القناة الأساسية للبيع. وتوضح جوزياني سكوديلر، ابنة المؤسسة وإحدى شريكات المشروع: “كانت لنا في السابق متاجرنا الخاصة، لكننا اليوم نركز بشكل كامل على المبيعات الرقمية وعلى تلبية طلبات متاجر الأزياء متعددة العلامات. كما نشارك في معارض دولية وفعاليات متخصصة في قطاع ملابس الأطفال”.
تتنوع التصاميم بين فساتين ومجموعات مؤلفة من تنانير أو شورتات مع بلوزات، وتزينها طبعات مستوحاة من مناظر طبيعية ورموز برازيلية. وهي ملابس أصلية، ملونة، مريحة، و”طفولية بحق”، على حد وصف جوزياني. وعلى صفحة الشركة في إنستغرام، هناك تأكيد على أن الطفل يجب أن يرتدي ما يليق بطفولته، لا نسخاً مصغرة من أزياء الكبار. ويضم جمهورها أمهات يقدّرن التصميم الأصيل، والهوية البرازيلية، والراحة، والرسالة الهادفة. وتقول جوزياني: “إنهن نساء يرغبن في أن يرتدي أبناؤهن ملابس تحترم الطفولة وتحمل قصصاً، لا مجرد تقليد للموضات السائدة”.

وقد حظيت العلامة أيضاً باعتراف داخل السوق الذي تنشط فيه، إذ نالت بفضل عنايتها بالتفاصيل واحترامها لعالم الطفولة جوائز وتقديراً في معارض أزياء محلية ودولية. فتم اختيارها كأفضل علامة للأطفال في لاس فيغاس، وحازت لقب “العلامة المتميزة” في كولومبيا، كما صُنفت من قبل شركة WGSN العالمية المتخصصة في اتجاهات الاستهلاك ضمن أفضل ثلاث علامات في نيويورك، من أصل 280 علامة مشاركة. وتقدم العلامة أزياء للفتيات بثلاث فئات: للرضّع، للأطفال من سن 4 إلى 12 عاماً، وللفتيات اليافعات من 10 إلى 18 عاماً.
ولا تزال الشركة تحافظ على طابعها العائلي، إذ تديرها اليوم الأخوات الثلاث: جوزياني، وريجاني، وإدينيّا. لكل واحدة منهن مجال محدد: فجوزياني تشرف على التسويق والمبيعات والاستراتيجية، بينما تقود ريجاني قسم التصميم والإبداع وتطوير المنتجات، وتتولى إدينيّا الإدارة المالية. وتقول جوزياني: “نؤمن كثيراً بهذا التوازن في المواهب داخل العائلة، وهو ما يمنحنا الثبات ويحفزنا على الابتكار ويبعدنا عن الغرور رغم كل التطور الذي شهدته العلامة.”
من البرازيل إلى العالم
تمتلك الشركة مصنعاً خاصاً في بلدية سيركيلو، ويعمل لدى الشركة اليوم نحو أربعين موظفاً مباشراً، بالإضافة للعديد من الشركاء والموردين الذين يشكلون جزءاً من سلسلة الإنتاج. وعن الحقبة الجديدة التي تشهدها الشركة (حقبة التصدير)، فإنه إلى جانب الدول الثلاث التي تصدر إليها، كشفت جوزياني أن المحادثات مع دول في أميركا اللاتينية وأوروبا بلغت مراحل متقدمة، خاصة مع البوتيكات التي تتبنى أسلوب العلامة وتثمّن الأصالة والجماليات البرازيلية وفلسفة “الموضة البطيئة” المخصصة للأطفال – أي الملابس المصنوعة بجودة عالية لتدوم طويلاً مع احترام البيئة والإنسان.
تعتزم الأخوات سكوديلر دخول الأسواق العربية. حيث صرحت جوزياني: “نعتقد أن دولاً مثل الإمارات العربية المتحدة وقطر والكويت تضم جمهوراً يقدّر التصميم المختلف، والتشطيبات اليدوية، والمنتجات ذات القصة. وتصاميم “كامو كامو” تمتلك إمكانات كبيرة في هذه الأسواق، لاسيما في ظل الاهتمام المتزايد هناك بأزياء الأطفال عالية الجودة”.
وتؤكد رائدة الأعمال أن إبراز البرازيل من خلال الأسلوب والطبعات ليس مجرد استراتيجية تسويقية أو تجارية، بل هوية أصيلة ووسيلة للتعريف بإمكانات البرازيل وكل ماهو جميل فيه. وتقول: “ننقل جماليات بلدنا – وهي كثيرة – على شكل طبعات وألوان ومواضيع وسرديات. وما يجذب العالم الخارجي ليس مجرد ختم “صنع في البرازيل”، بل جودة العمل ككل: الأصالة، والحس الفني، والجودة الحقيقية للقطع”.
واليوم، تنظر عائلة سكوديلي بفخر إلى شركتهم التي وُلدت في مدينة صغيرة بولاية ساو باولو وهي اليوم تخطو نحو العالمية من دون أن تفقد جوهرها: مصنوعة في البرازيل، بصدق، وألوان، وروح، ومودة. وتختتم جوزياني بالقول: “كامو كامو ليست مجرد علامة أزياء للأطفال، بل هي مشروع حياة يؤمن بأن الطفولة يجب أن تُصان وتعاش وتُحترم. فكل قطعة نصممها تحمل هذه الرسالة – أن نلبس الأطفال بلمسة شعرية، ومسؤولية، وجمال”.
بالمناسبة: كامو كامو هو اسم فاكهة أمازونية شهيرة
قم بزيارة موقع الشركة الإلكتروني وحسابها على لينكد إن:
www.camucamu.com.br
www.linkedin.com/company/camucamubrasil
*ترجمه من البرتغالية: معين رياض العيّا
هذا التقرير من إعداد ديبورا روبن بالتعاون مع وكالة الأنباء العربية البرازيلية (أنبا)


