ساو باولو – أنجزت شركة أورناري البرازيلية المتخصصة في الأثاث الفاخر أول مشروع لها في المملكة العربية السعودية، تمثل في تصميم وتركيب مطبخ فاخر داخل أحد القصور السكنية في العاصمة الرياض.
ويحمل المشروع توقيع المهندستين المعماريتين “شاليس باسو” و”كارينا فونتيس”، اللتين تديران الوكالة الحصرية الوحيدة لـ”أورناري” في الشرق الأوسط، والتي تم افتتاحها في دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة في مارس 2022 عقب جائحة كورونا.

ويمثّل المشروع خطوة استراتيجية نحو ترسيخ حضور العلامة في الرياض، ويمهّد الطريق لافتتاح صالة عرض مرتقبة في المدينة، لا تزال ضمن خطط الشريكتين، رغم تأجيل افتتاحها إلى مطلع العام المقبل.
وفي مقابلة مع وكالة الأنباء العربية البرازيلية (أنبا)، أكدت شاليس باسو: “نحن الآن بصدد استكمال الإجراءات القانونية. عند المقارنة بين السعودية والإمارات فيما يخص الاستثمار الأجنبي، نجد أن السعودية لا تزال متأخرة قليلاً، إلا أنها تسير بخطى متسارعة نحو الانفتاح. لدينا عملاء ومشاريع، وأعتقد أن المتجر سيكون جاهزًا مع بداية العام المقبل”.
شهدت وكالة باسو وفونتيس تطورًا ملحوظًا في السنوات الثلاث الأخيرة، إذ شهدت صالة العرض في دبي نقلة نوعية، حيث انتقلت من برج “ذا أوبس”، المعروف بطابعه الرسمي والهادئ، إلى منطقة “سيتي ووك” وهو مجمع متعدد الاستخدامات يعجّ بالحياة، يضم وحدات سكنية ومكاتب ومرافق ترفيهية ومطاعم ومتاجر مفتوحة في قلب المدينة.

في الموقع الجديد، توسع طاقم الفريق التجاري، وأصبحت صالة العرض أكثر مساحة لاستضافة الفعاليات المخصصة للمهندسين المعماريين، الذين وصفتهما الشريكتان بالشريحة الأهم بالنسبة للعلامة، حيث أن هذه الشريحة تساهم في نحو 60% من المشاريع من خلال التوصيات المباشرة. أما النسبة المتبقية فتأتي من متابعي وسائل التواصل الاجتماعي، وعلاقات الشركة مع شركات التطوير العقاري والمقاولين، بالإضافة إلى الزبائن الذين يدخلون المتجر وحلمهم الحصول على مطبخ جديد، وغالباً ما ينتهي بهم الأمر بعقد مشروع متكامل يشمل المنزل بأكمله.
ومن خلال سعيهما لاستقطاب المعماريين في دبي، نجحت الشريكتان في نيل ثقة شركة “XBD Collective”، وهي شركة معمارية مرموقة مقرها في لندن ودبي، ولديها مشاريع عديدة في نخلة جميرا الشهيرة – الجزيرة الاصطناعية التي تم تصميمها على شكل نخلة ويقيم فيها نخبة من المشاهير العالميين. وصرحت كارينا فونتيس أن علاقة الثقة هذه أثمرت عن قيام أورناري بتنفيذ أثاث منزل إحدى الشريكات في “XBD”.

وأضافت: “كان بإمكانها اختيار أي شركة عالمية، فهي تتعامل مع كبار الأسماء في صناعة الأثاث الفاخر، لكنها اختارتنا نحن، وهذا يعكس حجم الثقة التي اكتسبناها. تمتلك XBD حضورًا واسعًا هنا، وتدير مشاريع فاخرة كثيرة، وإستلام هذا المشروع يشكل إنجازاً مهماً في مسيرتنا”.
العلاقة الوثيقة مع المعماريين الذين ينفذون مشاريع في مختلف أنحاء الإمارات وحتى خارجها، أثمرت مؤخرًا عن تنفيذ سلسلة من المشاريع في أبوظبي، من بينها مشروع داخل جزيرة السعديات. وترى الشريكتان أن العاصمة الإماراتية تحمل إمكانات واعدة لافتتاح صالة عرض جديدة مستقبلاً.
وترى كارينا فونتيس أن “سوق أبوظبي أرحب من سوق دبي. فبينما تتسم دبي بالفخامة الهادئة والمتحفظة، فإن العظمة في أبوظبي حاضرة في أدق التفاصيل، لا سيما في المنازل. كما أن وجود عدد كبير من الأوروبيين المعتادين على نمط الحياة الفاخر يجعل من عملية البيع أكثر سلاسة. السوق هناك يزخر بإمكانات ضخمة”.
مثابرة في العمل
عند افتتاح صالة العرض في دبي، كان التحدي الأكبر هو إقناع المعماريين والعملاء، الذين اعتادوا على أرقى الأثاث العالمي، بالعمل مع علامة لاتينية ناشئة في الشرق الأوسط، حتى ولو أنها تعتبر مرجعاً في الفخامة داخل البرازيل وتحظى بالاحترام في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا.

تصف كارينا فونتيس تلك المرحلة بـ”عمل النملة”، مشيرة إلى أن نجاح المشروع لم يكن نتيجة جودة المنتج فحسب، بل لارتكازه على بناء علاقات إنسانية متينة، وهو عنصر جوهري في الثقافة العربية، حيث تقوم الأعمال هناك على الثقة المتبادلة.
من جانبها، قالت شاليس باسو: “قبل أن نؤسس الوكالة، كنا كمعماريات نفتقد في السوق المحلية إلى من يُعلي قيمة التواصل الإنساني. وقد أدركنا أن طريق التميز يكمن في الخدمة الشخصية والتواصل والصبر خلال اجتماعات قد تمتد لساعات، ومفاوضات قد تستغرق شهوراً”.
وأضافت: “في الإمارات، تعيش عدة عوائل في المنزل ذاته، لذا فإن مناقشة مشروع واحد يستغرق وقتًا. نحن نستثمر في هذا الوقت، ونُشرك جميع أفراد العائلة. نبدأ التفاوض مع الأب وننهي الصفقة مع الابن. كما نستثمر في تخصيص الخدمة. صحيح أن المتاجر الأخرى تقدم منتجات رائعة، لكنها لا تتيح نفس مستوى التخصيص الذي نقدمه”.
ويشمل هذا الحرص العلاقة مع المعماريين أنفسهم. تقول كارينا فونتيس: “حتى لو جاء الزبون ومعه تصميم معماري أو مهندسه الخاص، فإننا نشارك في إثراء العملية الإبداعية عبر اقتراح أفكار جديدة، ما يُفضي غالباً إلى علاقة دائمة مع هذا المعماري”.
نبذة عن الشركة
تأسست “أورناري” في ساو باولو عام 1986. وتنتج أثاثها من مصنع واحد موجود في مدينة “كوتيا” الواقعة في ضواحي ساو باولو، لتلبي احتياجات عملائها وصالات العرض الـ14 التابعة لها داخل البرازيل، بالإضافة إلى 11 صالة أخرى موزعة بين الولايات المتحدة الأمريكية، والإمارات العربية المتحدة وإيطاليا.
وأعلنت الشركة مؤخراً عن افتتاح ثلاث صالات جديدة في مدن ريسيفي، كامبو غراندي، وبالنياريو كامبوريو في البرازيل، إلى جانب اثنتين في بوسطن وواشنطن، وأول صالة لها في العاصمة البرتغالية لشبونة.
وقد تم تحديد مواقع هذه الصالات مسبقاً، على أن يتم افتتاحها ما بين نهاية العام الجاري والنصف الأول من العام المقبل.
اقرأ أيضاً:
شركة أورناري تفتتح معرض للأثاث المفصل في دبي
هذا المقال من إعداد دانييل ميديرو بالتعاون مع وكالة الأنباء العربية البرازيلية
*ترجمه من البرتغالية: معين رياض العيّا


