ساو باولو – انطلقت النسخة التاسعة عشر من جائزة اليونسكو – الشارقة للثقافة العربية في البرازيل، في مقر الغرفة التجارية العربية البرازيلية في ساو باولو، وذلك صباح يوم الاثنين الموافق 22 من شهر أغسطس، وشهد الحدث مائدة مستديرة ضمت خمسة فائزين سابقين، وطلبات المشاركة على الجائزة ستكون متاحة في غضون عشرة أيام.
تعتبر الجائزة، مبادرة من حكومة إمارة الشارقة، إحدى الحكومات السبع التي تشكل كيان دولة الإمارات العربية المتحدة، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، ويتم التكريم للأشخاص، والجماعات، والمؤسسات التي تساهم في نشر الثقافة العربية في العالم، ويمكن لجميع الدول المشاركة في المسابقة، وتعرف الشارقة عالمياً بإمارة الثقافة.
من بين الفائزون الذين شاركوا شخصيًا في الحدث هم، سيلفيا أنتيباس، المديرة الثقافية للغرفة العربية، جواو بابتيستا دي ميديروس فارجنز من البرازيل، كريستيان مورو من سيني فيرتيل من الأرجنتين، ومن العراق دنيا ميخائيل.
وعبر الفيديو كونفرنس، شارك رامي طنوس، من منظمة سمندل – لبنان. وكان مدير الجلسة هو نائب رئيس العلاقات الدولية في الغرفة العربية البرازيلية ، محمد مراد ، الذي سأل جميع الحاضرين، كيف تأثروا وكيف كان أثر الجائزة على مسيرتهم الشخصية والمهنية.
رامي طنوس رسام مقيم في بيروت – لبنان ، سمندل تعتبر منظمة غير ربحية، تعمل بشكل أساسي على إصدار الروايات المصورة باللغة العربية. وهي المنظمة التي فازت بجائزة الشارقة – اليونسكو في الدورة السادسة عشرة.
وقال طنوس عبر الفيديو كونفرنس “لسوء الحظ ، لم يتمكن أي شخص من المنظمة غير الحكومية من استخدام أموال الجائزة، لأنه في ظل الوضع الحالي في لبنان، فإن الأموال عالقة في المصارف، ولا يمكننا حتى صرفها، لذلك نستخدم في الوقت الحالي، اسم الجائزة لتجربة الحصول على أية حوافز أخرى أوتمويل. فهذا شيء محزن للغاية. ولكننا فخورون جدًا بالجائزة، ولكن للأسف فكل شيء موجود على الورق فقط.
دنيا ميخائيل (صورة الغلاف) عراقية ، ولدت في بغداد ، وفازت بالجائزة في نسختها الثامنة عشرة في العام 2020. عملت كمترجمة وصحفية قبل أن تهاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وهي الآن شاعرة ومعلمة في ميشيجان. يتحدث عملها عن الحرب، والهجرة، وخسارة بلادها والتعقيدات التي تلازم تلك الخسارة، روايتها، The Bird Tattoo، ستترجم إلى اللغة البرتغالية من قبل بياتريس جيميناني، وستقوم دار النشر طبلة باصدارها.
أضافت ميخائيل “من المهم أن نرى أن عملنا معترف به، وكٳمرأة مهاجرة تعيش في الخارج، فان التأثير ليس فقط بالنسبة لي، ولكن لمجتمعي أيضاً، فهذه الجائزة تكرم الفنانين، والكتاب، وسفراء الثقافة، وتحتفي بالتميز لتعزيز حوار الثقافة العربية دوليًا. ككاتبة، فقوتي هي قلمي الذي أستخدمه للدفاع عن حرية التعلم، وأشعر أن هذه الجائزة “تسن” قلمي. إنها ليست النهاية ، بل إنها البداية.
ذكرت ميخائيل “أعتقد أن التواصل سيستمر وأن التأثير سأشعر به أكثر وأكثر”.
تحدث كريستيان مورو، ممثل منظمة Cine Fértil غير الربحية ، عن المشروع الذي يتضمن نشر أفلام عربية وأمريكية لاتينية في جميع أنحاء أمريكا اللاتينية والدول العربية وأوروبا. فالمشروع الأرجنتيني قد حصل على الجائزة في العام 2017، وذلك لتعزيز الثقافة العربية في أمريكا اللاتينية من خلال مهرجانات سينمائية وإنتاجات سمعية بصرية وبرامج إقليمية، حيث بدأ المشروع في العام 2009.
قال مورو: “في محيطنا يتحدثون دائمًا عن بناء الجسور ، لكننا نحن العرب واللاتينيين لسنا بحاجة إلى بناء أي شيء ، الجسر موجود بالفعل ، نحتاج فقط إلى استخدامه”. وذكر أن الأفلام العربية والأمريكية اللاتينية لها أوجه تشابه كثيرة ، وأنه هناك انعكاسًا بين المنطقتين.
أقيم أول مهرجان دولي لـ Cine Fértil في العام 2011. وبالإضافة إلى المهرجانات ، قامت المنظمة أيضًا بإنشاء مساحة للمحترفين من كلا المنطقتين للعمل معًا في صناعة السينما. كان للجائزة تأثير على شرعية عملنا ، وعلى الاعتراف بالعمل الذي قمنا ببنائه ، وما نريد القيام به في المستقبل. قال مورو: “نحن نتبع هذا النهج من عدة نواح”.
كما تحدثت المؤرخة والمديرة الثقافية للغرفة العربية ، سيلفيا أنتيباس، عن تأثير الجائزة على حياتها المهنية. “كنت محظوظًة جدًا لوجودي في المكان المناسب مع الأشخاص المناسبين، وفي الوقت المناسب هنا في الغرفة التجارية العربية البرازيلية. إن رجال الأعمال في الغرفة العربية البرازيلية حساسون ويفهمون قوة الثقافة ، كما أن هذا الحوار سيساعدهم في التعرف على بعضهم البعض ، مع قيامهم بالأعمال التجارية. فالدعم الذي أحصل عليه هنا غير مشروط. جدير بالذكر أن أنتيباس قد حصلت على جائزة النسخة السابعة عشر في العام 2019.
كما فاز البروفيسور جواو بابتيستا دي ميديروس فارجنز، بالنسخة العاشرة من الجائزة في العام 2011. وهو محرر، ومؤلف، ومترجم، وعالم معجم وأستاذ اللغة العربية والحضارة ، وكذلك يشغل منصب نائب رئيس معهد الثقافة العربية.
قال فارجنز، “تمكنت من خلال عملي من زيارة العديد من الدول العربية، لكنني زرت فلسطين فقط هذا العام ، والتي كانت قضيتها أحد أسباب اختياري المهني”.
اختتمت الشاعرة دنيا ميخائيل الحدث بإلقاء بعض قصائدها باللغة الإنجليزية ، مصحوبة بعرض لرسومها التوضيحية مكتوبة باللغة العربية، وموسيقى عربية كلاسيكية على آلة العود مع الموسيقار إيان نين.
الافتتاح
تم افتتح حفل الافتتاح من قبل السفير أوسمار شحفة ، رئيس الغرفة العربية البرازيلية. وقال شحفة، “بالنسبة لنا ، يتعدى فخرنا مساهمتنا في تلك المبادرة العالمية للتآزر، والتي بالإضافة إلى تعزيز التجارة الثنائية ، تهدف أيضًا إلى تعزيز العلاقات الثقافية، والصداقة بين البرازيليين والعرب”. واستكمل بالإشادة بالجائزة الممنوحة لسيلفيا أنتيباس ، المؤرخة والمديرة الثقافية للغرفة.
قالت أنجيلا ميلو ، مديرة الإدماج الاجتماعي والشباب في قطاع العلوم الإنسانية والاجتماعية في اليونسكو، إن الجائزة نشأت في العام 1988، وقد كرمت بالفعل 36 فنانًا، وباحثًا، ومترجمًا، وكيانًا من مناطق مختلفة من العالم، من أوروبا، وأمريكا اللاتينية، وآسيا وأفريقيا. “لم يكن بإمكاننا اتخاذ خيار أفضل لإطلاق جائزتنا”. قالت ميلو، “تمثل البرازيل وساو باولو قيمة هذه الجائزة ، وهي واحدة من أهم جوائز اليونسكو”. وقد شجعت ميلو ترشح النساء والشباب، فالمساواة بين الجنسين والشباب هما من الأولويات.
كما تحدث في الحفل القنصل العام لدولة الإمارات العربية المتحدة في ساو باولو ، إبراهيم سالم العلوي، قائلًا “إن عملي كقنصل لا يقتصر على مجال التجارة فقط، بل على مجال القطاع الثقافي أيضًا”. وأضاف “بعد عامين من التوقف بسبب الوباء ، فيمكننا الآن من عقد حدث حضوري لإطلاق جائزة هذا العام، واختتم العلوي حديثه “أدعو الجميع لزيارة بلدي وإمارة الشارقة”.
قدمت مديرة الغرفة العربية أليساندرا فريسو، عرضًا موجزًا عن تاريخ الجالية العربية في البرازيل بناءً على دراسة اجريت في العام 2019 من قبل الغرفة. فيوجد حوالي 12 مليون عربي وأحفادهم في البرازيل، وكثير منهم موجودون بالفعل في مجال الثقافة والفنون والأدب. قالت فريسو، ” 29% من العرب في البرازيل يحملون شهادة جامعية، مقارنة بـ 6% من سكان البرازيل”.
جدير بالذكر أن الغرفة العربية ستستضيف إطلاق مشروع “اللاتينيين العرب” التابع لليونسكو، والذي يهدف إلى تعزيز الحوار بين الثقافات من أجل الاندماج الاجتماعي، وتطوير الثقافة العربية في أمريكا اللاتينية. يبدأ الحدث يوم الاثنين الموافق 22 ويستمر حتى 24 أغسطس.
ترجمة أحمد النجاري