القاهرة – سجلت أسعار الدواجن المحلية والمستوردة ارتفاعات كبيرة في السوق المصري خلال الأسبوعين الماضيين، لعدة أسباب في مقدمتها ارتفاع أسعار خامات الأعلاف بصورة كبيرة في البورصات العالمية وفي السوق المحلي، بالإضافة إلي توقف أوكرانيا أحد الدول الكبري المصدرة للدواجن عن التصدير، في ظل الحرب مع روسيا.
الإرتفاع الكبير في أسعار الدواجن المحلية والتي وصلت إلي 40 جنيهًا للكيلو في الأسبوع الأول من شهر رمضان، كما تراوحت الدواجن المستوردة من البرازيل او أوكرانيا بين 65 إلي 70 جنيهًا، الأمر الذي أدي إلي تراجع كبير في الطلب علي البروتين الأبيض.
يشهد الأسبوع الأول من شهر رمضان ارتفاع الطلب علي المنتجات الغذائية بصفة عامة والدواجن واللحوم بصفة خاصة، بنحو 25 % مقارنة بباقي شهور العام، ولكن الأمر اختلف العام الحالي بسبب ارتفاع الاسعار وضعف القدرة الشرائية.
منال خليفة، أسعار الدواجن المستوردة تضاعفت ويجب إلغاء الجمارك علي الواردات
قالت منال خليفة، نائب رئيس مجلس اداره مجموعه شركات سويلم المتعدده النشاطات والجنسيات، أن أسعار الدواجن عالميًا تشهد زيادات غير مسبوقة، حيث ارتفعت الأسعار بين 800 إلي 1000 دولار منذ منتصف شهر مارس الماضي.
أضافت في تصريح خاص لوكالة أنباء الغرفة التجارية العربية البرازيلية ANBA ، أن أسعار الدواجن البرازيلية المجمدة اقترب سعر الطن منها لنحو 3000 دولار، يضاف إليها 30 % جمارك، الأمر الذي أدي إلي ارتفاع سعر البيع بالسوق المحلي بين 65 و 70 جنيهًا للمستهلك المصري.
وأرجعت ارتفاع اسعار الدواجن البرازيلية إلي توقف اوكرانيا عن التصدير بسبب الحرب مع روسيا، مؤكده علي أن اوكرانيا تعتبر من الدوال الكبيرة المنتجة والمصدرة للدواجن المجمدة، الأمر الذي دفع الدول إلي البحث عن بديل، وكانت البرازيل هي المقصد الأول لتعويض النقص في المعروض العالمي.
وأوضحت أن السعودية علي سبيل المثال تستورد ما يقرب من 120 ألف طن دواجن من اوكرانيا، وهذه الكميات تسعى المملكة لتعويضها من المجازر البرازيلية، الأمر الذي دفع المجازر لفرض أسعار مرتفعة في ظل زيادة الطلب.
وأكدت علي ان ارتفاع معدلات الطلب علي الدواجن في الأسبوع الأخير من شهر شعبان والأول من شهر رمضان، كشف عن وجود عجز في المعروض من الدواجن، مطالبة بضرورة إلغاء الجمارك علي الواردات التي تقدر بـ30 %، وتسهيل إصدار الموافقات الإستيرادية، وعمل اللجان لسرعة توفير الدواجن للسوق المصري والسيطرة علي ارتفاع الاسعار.
السيد، يجب التوسع في زراعة الذرة والصويا لحماية السوق من ارتفاعات العالمية
قال الدكتور عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن، إن سبب الارتفاع العالمي في الأسعار هو الأزمات الحالية التي تتمثل في ارتفاع أسعار النقل، واللوجيستيات، وسعر البترول، وارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج، والتي تمثل 80 % من التكلفة الإجمالية.
كما أوضح، أن سعر طن العلف كان يتكلف 8 آلاف جنيها وارتفع إلي 11 ألف، وبالتالي يجب الاتجاه إلى زراعة الأعلاف محلياً، خاصة وأن مصر تستورد 80 % منها من الخارج، وتنتج فقط 20%، فلابد من تبديل النسب ليصبح الإنتاج يغطي 80% من الاحتياجات.
أضاف، أنه يجب الاتجاه لزيادة النسبة المنزرعة من الأعلاف وزيادة إنتاجية الطن من خلال الاجتماع مع الفلاحين والتعرف على رؤيتهم ومطالبهم وتوفير البذور المطلوبة والزراعة التعاقدية.
أشار إلى أن احتياجات الدواجن من الأعلاف تصل إلى 12 مليون طنا سنويا، ويجب العمل على تحقيق الاكتفاء الذاتي منها.
كشف السيد، أن الأسبوع الأول من شهر رمضان شهد تراجعا في الإقبال على الشراء مقارنة بشهر رمضان الماضي بنسبة 50%، وذلك بسبب ضخ كميات كبيرة للمواطنين بأسعار مخفضة في المعارض وغيرها، كما أن الأسبوع الثاني من رمضان سيشهد تراجعا في الطلب وتتغير الرغبات في الأسبوعين الثالث والرابع للتجهيز للعيد.
قال، إن سعر طن الأعلاف تضاعف مقارنة به في العام الماضي وهو ما أدى لارتفاع الأسعار على المواطنين ونفورهم من الشراء واتجاههم إلى ترشيد الاستهلاك.
أضاف أن إحجام الإقبال على الشراء لن يؤثر على السعر لأن ارتفاع سعر الدواجن مرتبط بتوفير الأعلاف بأسعار أقل.
شدد على أن الاتجاه إلى إلغاء الجمارك على الدواجن المستوردة يحارب الصناعة المحلية لأن إلغاء الجمارك على السلع المستوردة يؤدي إلى إغلاق المشروعات الوطنية من إنتاج الدواجن.
الزيني، الإستيراد يدمر الصناعة المحلية وحققنا الإكتفاء الذاتي من الدواجن والبيض
قال الدكتور ثروت الزيني، رئيس مجلس إدارة الأسد للأعلاف إن ارتفاع أسعار الأعلاف والشحن هو السبب في ارتفاع أسعار الدواجن والبيض، خاصة وأن مصر تمر بمرحلة استثنائية من شح الخامات المستوردة وارتفاع أسعار المتوفر منها بشكل كبير.
أوضح في تصريح خاص لوكالة أنباء الغرفة التجارية العربية البرازيلية ANBA ،أن إنتاج الدواجن لا يوجد بها أزمة ولكنه يتعلق بأسعار الشحن والقوى الشرائية عالميا، فشهر رمضان كان يعد موسما للمبيعات حيث كانت تزيد فيه المبيعات بـ 50% مقارنة بباقي العام.
أضاف أن طول مدة الحرب بين أوكرانيا وروسيا، سيؤدي بالتأكيد إلى عدم زراعتهم لمحصول الذرة وبالتالي فإن الأزمة ستزداد حدتها.
شدد على أن هناك تراجعا كبيرا في الطلب على الدواجن بسبب ارتفاع الأسعار حيث أن الدخول لم تزيد بقيمة الارتفاع الكبير الحالي، وزيادة الطلب ستقود بالطبع لزيادة أخرى في الأسعار.
شدد على أن تكلفة المستورد مرتفعة للغاية، ومصر حققت اكتفاء ذاتي من الدواجن والبيض، وبالتالي لا يوجد داعي لاستيراد الدواجن أو إلغاء الجمارك على الدواجن المستوردة، حتى لا يتم زيادة الأسعار مرة أخرى.