ساو باولو – حظيت الغرفة التجارية العربية البرازيلية بأمين عام جديد منذ بداية آب/ أغسطس الجاري، وهو رجل الأعمال ومدير الشركات محمد عرة مراد. برازيلي من أصل فلسطيني لبناني، ونائب رئيس الغرفة العربية البرازيلية للعلاقات الدولية. حيث تمت دعوته من قبل القيادة الحالية للغرفة لرعاية الأمانة العامة كذلك.
ومع تسلمه لمهام عمله، تم تقديم الأمين العام الجديد في يوم الجمعة 16 آب/أغسطس للمجلس الأعلى لإدارة الغرفة التجارية العربية البرازيلية من قبل رئيس الغرفة السفير أوسمار شحفة، وذلك خلال اجتماع عقد في مقر الغرفة العربية البرازيلية في ساو باولو.
حاصل على بكالوريوس في إدارة الأعمال، اختصاص التمويل من جامعة سانتا كلارا في الولايات المتحدة، يتولى مراد منصبه قادماً من قطاع التطوير العقاري، حيث عمل في تأجير المستودعات الصناعية واللوجستية. وقبل ذلك، كان لديه أعمال تجارية في قطاع النسيج، وهو القطاع الصناعي الذي عززت فيه العائلة القادمة من التجارة في نفس هذا المجال نفسها في البرازيل.
إن الأمين العام الجديد هو ابن لمهاجر لبناني، هو السيد مصطفى مراد، وقد جاء من لبنان إلى البرازيل في العام 1949، ولكن تجدر الإشارة إلى أن تاريخ العائلة من ناحية والدته قد شهد قصص لهجرات أقدم شملت كل من لبنان وفلسطين وايطاليا. ويؤكد مراد مذكراً بأن أجداده من جانب والدته قد جاؤوا في حقبة مختلفة سعياً لنفس الهدف ألا وهو “الحياة الأفضل”: “لقد جاء أبي إلى البرازيل كغيره من المهاجرين. جاء بحثاً عن فرصة للنجاح في الحياة”
دون أدنى فكرة عن الروابط التي كانت ستتشكل حينها، عندما وصل إلى البرازيل وحط رحاله في ميناء سانتوس، طرق مراد الأب باب منزل حماه المستقبلي في مدينة ساو باولو. حيث كانت تربط مصطفى بحماه صلة قرابة بعيدة. يقول مراد، قال له جدي: “أنت ستبقى معي هنا”. ومن هنا انطلق مصطفى وبدأ يدير أعمال العائلة، التي شملت المبيعات من الباب إلى الباب، إلى البيع بالجملة ومن ثم لأنسجة الأسِرَّة والطاولات والحمامات.
بين لبنان والبرازيل
إن محمد عرة مراد هو الابن الأوسط بين ثلاثة أبناء، وكان قد كبر وسط روتين تخللته الكثير من الرحلات بين البرازيل ولبنان. وكانت العائلة قد توصلت لقرار بالعودة إلى الوطن الأم، ولكنها شهدت الخطة تنهار أمام الاجتياح الاسرائيلي للبنان في العام 1982.عاش مراد في لبنان لفترات قصيرة في طفولته، أولها عندما كان رضيعاً ثم عندما كان عمره حوالي الخمس سنوات. يقول: “كانت هناك بضع محاولات للعودة إلى لبنان وباءت جميعها بالفشل بسبب الحرب، ولكن مع ذلك، لم نتوقف أبداً عن زيارة لبنان”، مشدداً أن هذا الأمر أصبح أمراً ثابتاً بالنسبة للعائلة التي كونها فيما بعد.
أم عن دخوله للغرفة التجارية العربية البرازيلية، فكان عبارة عن إرث من والده. حيث كان مصطفى مديراً في هذه المؤسسة، ودعا ابنه لحضور اجتماع في الغرفة، حيث لم يكن مراد يعلم حينها ما الهدف من ذلك. حيث كانت الفكرة أن يصبح مديراً في المؤسسة، وهذا ما حصل بالفعل في العام 2013. ومن ثم تمت دعوة مراد لشغل منصب نائب الرئيس للشؤون الإدارية في العام 2019 ومن ثم نائب للرئيس للعلاقات الدولية، حيث يشغل هذا المنصب منذ العام 2021 حتى يومنا هذا.
يؤكد مراد قائلاً: “هنا عليك أن تكرس نفسك، وكل منا يقدم كل ما أمكن”. إن ما يدفع رجل أعمال للعمل لدى الغرفة التجارية العربية البرازيلية هو مهمة التقريب والربط بين العرب والبرازيليين في المجالات الاجتماعية والثقافية والتجارية. يضيف مراد: “نحن أمة من المهاجرين، أنا أُعَرِّف عن نفسي بأني فلسطيني – لبناني، ولكني برازيلي كذلك، ولدتُ وترعرعت في البرازيل، لذلك أعتقد بأن هذا التقارب هام جداً سواء بالنسبة للدول العربية أو للبرازيل على حد سواء”.
مهمة جديدة
إن مراد مُدافعٌ عن مبدأ “الجميع على قدم المساواة”، بغض النظر عن المنصب والظروف الاجتماعية، ومؤيد جداً للحوار، ويرى الغرفة العربية كبناء يجسده كل من هو منخرط ومشارك في مهمتها. ويقول مراد إنه يواجه التحدي الجديد بشكل طبيعي، مظهراً ثقته في الفريق الذي يعتمد عليه في الغرفة.
كما يدرك مراد أن الغرفة العربية البرازيلية قد اضطلعت في السنوات الأخيرة بدور مؤسسي بالغ الأهمية في ربط مختلف أطراف العلاقة بين البرازيل والدول العربية. وهدف الأمين العام الجديد هو الحفاظ على ذلك، بل وزيادته. يقول: “هذا الدعم المؤسسي مهم للغاية وعلينا أن نعمل دائماً على تطويره وتحسينه “.
الخبرة
يرى الرئيس الحالي للغرفة التجارية العربية البرازيلية أوسمار شحفة في مراد، سمات القيادة التي ستواصل عملية التحديث التكنولوجي التي تمر بها المؤسسة مع دخول منصة Ellos حيز التشغيل مؤخراً، والتي تقوم بنقل التخليص الجمركي للتجارة بين البرازيل والدول العربية إلى البيئة الرقمية. ويوضح شحفة قائلاً: “إنه الانتقال إلى طريقة جديدة لممارسة الأعمال التجارية، دون أن ننسى الطرق التقليدية التي لا تزال قوية وفعالة للغاية”.
ويؤكد الرئيس شحفة بأن الغرفة تعتمد على الخبرة التي يتمتع بها مراد حيث يضيف قائلاً: ” يتمتع محمد مراد بخبرة تجارية وهو رجل مثقف، رجل على دراية ومعرفة كبيرة بالاتجاهات الرئيسية التي تحدث في عالمنا اليوم، سواء في المجال السياسي أو المجال الاقتصادي التجاري على حد سواء، وأنا على ثقة بأنه سيكون له مساهمة كبيرة في نشاطات الغرفة التجارية العربية البرازيلية”.
المجلس
وقد شهد الاجتماع الأول للمجلس الأعلى لإدارة الغرفة العربية بحضور مراد كأمين عام للغرفة، تقديم عروض عن الأقسام المختلفة في الغرفة، عن نشاطاتها واستراتيجيات عملها الحالية. حيث ترأس هذا اللقاء رئيس الغرفة السفير أوسمار شحفة، ورئيس المجلس الأعلى لإدارة الغرفة مارسيلو سلوم، وهو رجل أعمال كان قد شغل منصب رئيس الغرفة التجارية العربية البرازيلية في الماضي.
وقدم كل من شحفة وسلوم للأعضاء لمحة عن تاريخ الغرفة العربية البرازيلية والتقدم الذي تم إحرازه في السنوات الأخيرة، ووجهات النظر حول مشاريع التحديث الجارية. من جهته سلط مراد الضوء في هذا الاجتماع على مهمة الغرفة التجارية العربية البرازيلية المتجسدة في ربط العرب والبرازيليين أينما كانوا وأهمية العمل الذي تقوم به الشركات الناشئة البرازيلية والعربية من خلال مختبر الابتكار الخاص بالغرفة العربية البرازيلية CCAB Lab.
اقرأ كذلك:
الغرفة العربية البرازيلية وقمة Startup Summit 2024