ساو باولو – تعتبر تكلفة الحصول على الائتمان التحدي الرئيسي لقطاع الأعمال الزراعية البرازيلية لهذا العام. وقد حيث هذا الموضوع الأكثر بحثاً ومناقشةً خلال جلسات صباح اليوم الثلاثاء 2 أيلول/ سبتمبر خلال المؤتمر البرازيلي الـ 12 للأسمدة الذي تنظمه في مدينة ساو باولو الرابطة الوطنية البرازيلية للأسمدة – ANDA.
وفي جلسة حوار بعنوان ” الاقتصاد البرازيلي وقطاع الأعمال الزراعية والأسمدة”, قدم كبير الخبراء الاقتصاديين في شركة MB Associados سيرجيو فالي عرضاً عن السيناريو الحالي والتوقعات حول الاقتصاد العالمي والبرازيلي. حيث قدرت الولايات المتحدة الامريكية بأنها من المتوقع أن تواجه تضخماً متزايداً وانكماشاً في انتاجها الصناعي خلال السنوات المقبلة, والذي من الممكن بدوره أن يدفع الرئيس دونالد ترامب إلى تبني أو اعتماد تدابير جديدة في فرض زيادة التعريفات الجمركية وخاصة على البرازيل. وهنا في البرازيل تفرض أسعار الفائدة المرتفعة والتأخر المرتفع ضغوطاً على المنتجين.
من جهته أكد أمين السياسة الزراعية في وزارة الزراعة والثروة الحيوانية البرازيلية غيليرمي كامبوس جونيور أن عدداً كبيراً من الشركات الخاضعة لإعادة التنظيم القضائي في الغرب الأوسط البرازيلي قد تأثرت الأعمال التجارية الزراعية فيها العام الماضي, مما دفع البنوك إلى أن تكون أكثر تروياً وحكمة في منح الائتمان. كما أشار إلى جهود الحكومة لدعم المنتج, حيث قال في هذا السياق: ” كانت خطة المحاصيل (لتشجيع منح الائتمان الريفي) هي الأكبر في التاريخ هذا العام، ولكن مع الوصول سعر الفائدة الأساسي ، فإن المنتجين متحمسون جدا لتلقي التمويل والتركيز بشكل أكبر على تقدير التكاليف”.
أما محلل الأسمدة في شركة Agrinvest Commodities جبفيرسون سوزا, فقد أشار إلى الصعوبات التي تواجهها محاصيل الذرة والصويا, والتي تؤثر بشكل مباشر على شراء الأسمدة, وأضاف بان ولاية ريو غراندي دو سول وهي منتج كبير للاعمال الزراعية تواجه صعوبات في الزراعة.
قطاع الأعمال الزراعية والتركيز على الاستدامة
كما كانت الاستدامة الموضوع الآخر الذي بحثه اللقاء. فقد قدم الرئيس التنفيذي لشبكة تكامل المحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية والغابات ILPF فرانسيسكو ماتورو عرضاً عن نظام إعادة إصلاح المناطق المتدهورة التي تنظمه المؤسسة وهي شراكة بين القطاعين العام والخاص. ومن بين الأمثلة التي تم عرضها أن إحدى المزارع في غوياس قد وسعت من انتاجها للصويا والذرة ولحوم الأبقار إضافةً للمواد العضوية المتاحة فيها.
كما أكدت نائبة الرئيس التنفيذي التجارية في شركة Mosaic جيني وانج وهي شركة رائدة في انتاج بعض أنواع الأسمدة, بان الشركة قد استثمرت في تكنولوجيات جديدة مثل السماد الحيوي المصنوع انطلاقاً من مادة عضوية ويعتبر أقل ضرراً بالبيئة, كما أشادت بالسياسات البرازيلية المتعلقة بقطاع الأعمال الزراعية, حيث قالت بهذا الخصوص: ” إن البرازيل تحقق تقدماً في تنظيم قطاع الاسمدة وتسهل تسجيل المنتجات التي تعود بالفائدة على المحاصيل الزراعية. والمنتجات الآن أكثر انفتاحاً”, مؤكدةً بأن البلاد بحاجة إلى أن تكون أكثر سرعة ووضوحاً في المسائل التنظيمية.
كما أظهر مستشار وزارة الزراعة والثروة الحيوانية البرازيلية جوزيه كارلوس بوليدورو أهمية برنامج الطريق الأخضر – Caminho Verde المعني بإصلاح المناطق والمراعي المتدهورة وتحويلها إلى أراضِ منتجة. حيث تقدر وزارة الزراعة بأنه سيتم إصلاح 80 مليون هكتار من الأراضي. وهو أمر سيجري ضمن فترة الـ 9 سنوات المنصوص عليها ضمن برنامج الطريق الأخضر, ومن المتوقع أن يرفع تقديرات استهلاك الأسمدة من الـ 62.7 مليون طن الموجودين حالياً في العام 2035 إلى 71.3 مليون طن في العام 2035.
من ناحيته, أكد وزير الزراعة السابق ومستشار قطاع الاعمال الزراعية لمؤتمر الأمم المتحدة حول تغير المناخ COP30 روبيرتو رودريغز بأنه سيأخذ إلى المؤتمر الذي سيقام في مدينة بيليم في ولاية بارا البرازيلية في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل, دراسةً حول مسائل يجب أن يتم حلها لتعزيز الاستدامة, وقد أشار من ضمنها إلى إصلاح المناطق المتدهورة وتطبيق القوانين البيئية وإظهار البرازيل كضامن للامن الغذائي العالمي.
كما أرسل نائب الرئيس البرازيلي ووزير التنمية والصناعة والتجارة والخدمات جيرالدو ألكمين مقطع فيديو إلى حفل افتتاح الحدث. حيث قدم ألكامين مشاريعاً, والتي بعد أن يتم تنفيذها وتصبح قائمة ستتمكن من انتاج 15% من الأسمدة الفوسفاتية التي تستهلكها البرازيل و20% من النتروجينات وبالتالي التخفيف من اعتماد البرازيل على الأسمدة المستوردة التي تشكل اليوم وفقاً للبيانات التي قدمتها الحكومة 85% مما تستهلكه البلاد لتخصيب المحاصيل.
اقرأ كذلك:


