ساو باولو – أكد إخصائيين في قطاع الأعمال التجارية الزراعية الذين اجتمعوا يوم الثلاثاء 17 أيلول/ سبتمبر في منتدى AgriFuture Forum بأن الشراكات التي تكمل البحوث والتطوير وتثمر انتاجية وتأتي باستثمارات، هي المفتاح لتحقيق النتائج التي تلبي الطلب العالمي على الغذاء. وقد بحث هذا الحدث الذي تنظمه سفارة الإمارات العربية المتحدة في البرازيل، التحديات التي يواجهها قطاع الاعمال التجارية الزراعية خلال السنوات المقبلة وسبل وطرق مواجهتها دون تدمير البيئة.
كما أكد رئيس مجلس إدارة مجموعة Folders للأغذية والمشروبات الإماراتية، السيد صالح عبد الله لوتاه، بأن البرازيل على الرغم من كونها منتج كبير للغذاء، إلا أنها لم تصل إلى استخدام كامل لإمكانياتها الانتاجية لضمان الأمن الغذائي لشركائها التجاريين. وقال لوتاه متحدثاً خلال جلسة بعنوان “الزراعة والأمن الغذائي” : “يمكن للبرازيل والإمارات أن تعملا معاً للتغلب على التحديات المتعلقة بالإنتاج. الإمارات تستورد الغذاء وهي بحاجة لشركاء ويمكن للبرازيل أن تكون شريكاً كبيراً”.
كما أكد الوكيل المساعد لشؤون التنوع الغذائي في وزارة التغير المناخي والبيئة ، الدكتور محمد سلمان الحمادي خلال المنتدى، بأن الإمارات العربية المتحدة تستورد اليوم 80% من الأغذية التي تستهلكها ولديها هدف لتخفيض المشتريات إلى 50% من استهلاكها بحلول العام 2051، وذلك من خلال زيادة الانتاج على أراضيها. وللتغلب على التحديات التي يفرضها المناخ على بلاده، قال الحمادي أن الإمارات قد استثمرت في التكنولوجيا كالمزارع العامودية ذات الانتاجية الاكبر بـ 100 مرة من الزراعة التقليدية.
من ناحيتهم ذَكَرَ المتحدثون البرازيليون المشاركون في جلسة الحوار هذه، وهم مدير الترويج التجاري والاستثمارات في وزارة الزراعة والثروة الحيوانية، السيد مارسيلو موريرا، ومنسق إنعاش المناطق المتدهورة وإعادة التحريج في الوزارة السيد رودريغو لوبيس دي الميدا، بأن البرازيل تمتلك تشريعات بيئية صارمة، وبالتالي لديها مجال لفرص لتوسيع أراضيها الزراعية دون إزالة الغابات من مناطق الغطاء النباتي.
وأضاف المتحدثون البرازيليون بأن الأراضي البرازيلية تحتوي على ما يقارب 100 مليون هكتار من الاراضي الوعرة أو المتدهورة، والتي إذا تم إحياء 40 مليون هكتار منها قد تحقق معدلات انتاجية عالية. في الواقع إن هذا البرنامج برنامج تابع للحكومة الاتحادية ويشمل إلى جانب وزارة الزراعة وزارات أخرى. من جهته تحدث موريرا مذكراً بأن وزارة المالية هذا العام من المتوقع أن تخصص مليار ريال برازيلي لإحياء الأراضي المتدهورة: “من الممكن مضاعفة الانتاج الزراعي في البرازيل دون إزالة الغطاء النباتي لهذه المناطق. ونحن بحاجة لشركاء لتحقيق ذلك”. من ناحيته قال لوبيس بأن وزارة الزراعة تقوم بتخطيط كل المناطق لتقوم بعد ذلك في البحث عن استثمارات حيث قال: “من الممكن أن تصبح البرازيل مورداً للأمن الغذائي، ولكن مع الشراكات يمكننا أن نصبح منتج أكثر قوة”.
يعتمد العمل على الأوساط الاكاديمية والحكومات والشركات
وخلال جلسة الحوار الثانية بعنوان “أهمية البحث والتطوير في استدامة الزراعة والأنظمة الغذائية”، تقرر تقييم كيف يمكن للشركات والحكومات والأوساط الأكاديمية العمل معاً للعثور على حلول للتحديات التي تواجه الزراعة والبيئة.
كما قال عميد كلية الزراعة والطب البيطري بالإنابة في جامعة الإمارات العربية المتحدة، الدكتور محمد عبد المحسن اليافعي بأن الزراعة ستشهد تحولات وتغيرات كثيرة خلال السنوات الـ 50 المقبلة، وبالتالي فإن الحلول التي قد تكون مناسبة حالياً مثل استخدام الأغذية المعدلة وراثياً، قد تكون غير كافية خلال المستقبل القريب.
كما قال المشاركون في هذه الجلسة بأن التكنولوجيا والأنواع الجديدة من الفاكهة والخضروات ستكون أساسية لضمان انتاج الأغذية في المستقبل. وأضافوا أن أنواع الصويا المتواجدة حالياً، قد لا تنجو من التغيرات المناخية.
من ناحيته قال المدير التنفيذي للتنمية والابتكار بالإنابة في هيئة الزراعة والأمن الغذائي في أبو ظبي السيد عارف عبد الوحيد، أنه من الضروري مشاركة المعرفة المتواجدة حالياً، ولكن المشكلة الموجودة بالفعل في الإمارات هي ملكية براءات الاختراع، حيث يدافع الباحثون وكذلك الحكومات والشركات عن ملكية التقنيات والحلول للتحديات في هذا المجال.
كما شارك في هذا اللقاء رئيسة قسم البيئة في الشركة البرازيلية للبحوث الزراعية (Embrapa) باولا باكر. حيث أشارت إلى التحديات التي تواجه الاستدامة في الزراعة والاقتصاد الحيوي ألا وهي الانتاج المستدام للطاقة والغذاء والمواد والمنتجات الكيميائية وإحياء الأراضي المتدهورة.
كما قامت الشركات البرازيلية والإماراتية المصنعة للبروتين الحيواني والفاكهة بعرض منتجاتها وعملياتها خلال هذا المنتدى. وبعد انتهاء المنتدى، عُقِدَتْ جولات أعمال بين الشركات البرازيلية والعربية. كما شارك في هذه الحدث كل من، نائب سكرتير التجارة والعلاقات الدولية في وزارة الزراعة البرازيلية جوليو راموس، وعضو المجلس التوجيهي والرئيس السابق للغرفة التجارية العربية البرازيلية روبنز حنون، ومديرَي العلاقات المؤسسية والأعمال الجديدة في الغرفة العربية فرناندا بالتازار واستيفاو كارفاليو، ورئيس فامبراز حلال محمد الزعبي، ورئيس مكتب غرف تجارة دبي في البرازيل جواو باولو بايشاو.