الرياض – أمضى الرئيس جائير بولسونارو يوم الاثنين في الدوحة / قطر، المحطة الثانية من رحلته الأولى إلى العالم العربي، والتي بدأت في دولة الإمارات العربية المتحدة وتنتهي في المملكة العربية السعودية. من بين الوثائق التي تم توقيعها خلال الزيارة، هناك اتفاقية الإعفاء المتبادل من التأشيرة المُسبقة للسائحين والركاب العابرين والمسافرين في رحلات العمل.
منذ شهر آب/أغسطس من عام 2017، لم تعد دولة قطر تطالب المواطنين البرازيليين بالحصول على تأشيرة مسبقة لدخول أراضيها، ولكن مع توقيع الاتفاقية أصبح الإعفاء متبادلاً. من بين دول الخليج، وَقــَّـعت البرازيل اتفاقية واحدة فقط من هذا القبيل سارية مع دولة الإمارات العربية المتحدة.
كما تم توقيع اتفاقيات حول الخدمات الجوية – كلا البلدين لديها فعلياً رحلات مباشرة تديرها الخطوط الجوية القطرية -؛ بالإضافة إلى مذكرات تفاهم بشأن التعاون في مجال الصحة، والتعاون في الأحداث الكبرى – استضافت البرازيل بطولة كأس العالم 2014 وستستضيف قطر مونديال عام 2022 -، والتعاون بين الأكاديميات الدبلوماسية والتعاون في المسائل الدفاعية .
تتناول الوثيقة الأخيرة التبادل في الأبحاث والتطوير، والدعم اللوجستي، والطب العسكري وتوفير المنتجات والخدمات الدفاعية، من بين موضوعات أخرى متعلقة بالقطاع.
حول الاجتماعات التي عقدها الرئيس البرازيلي مع المسؤولين القطريين، صرَّح بولسونارو، كما جرى في البلدان التي زارها في وقت سابق – قبل الذهاب إلى الإمارات وقطر قام بزيارة كل من اليابان والصين – هناك اهتمام بتوسيع وتنويع الأعمال الثنائية.
وأضاف الرئيس “هناك أمور قطعنا شوطاً في المفاوضات عليها مثل طائرة (KC-390)، وهي طائرة نقل عسكرية من صُـنع شركة إمبراير (Embraer) ، وتلاقي نجاحاً واستحساناً في جميع أنحاء العالم. وبالتالي عاد قطاع الدفاع ليكون مرة أخرى موضوعًا رئيسياً في جدول أعمال زيارتنا، كما كان هناك إعادة وتوسيع للقضايا التي تمت معالجتها حتى الآن في هذه الزيارة”.
الأمن الغذائي
ومن بين النقاط المهمة الأخرى التي تمت مناقشتها خلال المحادثات، حسب قول الرئيس، الأمن الغذائي وجذب الاستثمارات في هذا القطاع إلى البرازيل. وأكد بولسونارو “إن دول المنطقة، وحتى الصين واليابان، وهنا في قطر بالطبع، وغداً يوم (29) في المملكة العربية السعودية، كان وسيكون الأمن الغذائي هو النقطة التي تهمنا جميعاً، وتملك البرازيل أشروطاً كافية كي تضمن الأمن الغذائي وتوفر المنتجات الغذائية إلى العديد من دول العالم”.
عند وصوله ليلاً إلى الرياض، العاصمة السعودية، عاد بولسونارو ليتطرق إلى نفس الموضوع. “البرازيل بلد مهم بالنسبة للعالم. يتطلع الكثيرون هنا إلى مسألة الأمن الغذائي. نحن لدينا القدرة على توفير ذلك. يتعين علينا توسيع أعمالنا الزراعية – نستخدم فقط 8٪ من أراضينا للزراعة-. وقال إن البرازيل رائدة على مستوى العالم في هذا الأمر وسنعزز الأعمال في هذا القطاع”.
كما صرَّح الرئيس بولسونارو إنه سيستأنف المحادثات مع المسؤولين السعوديين حول العودة إلى تصدير لحوم الدجاج من المصانع البرازيلية التي علقتها المملكة العربية السعودية في شهر كانون الثاني/يناير. تــُـعدّ العربية السعودية كواحدة من أكبر أسواق الدجاج في البرازيل. وأضاف “الرسالة التي سأنقلها إليهم هي الأخذ بعين الإعتبار إمكانية زيادة الواردات أو على الأقل إعادة فتح الأسواق”.
ويعتقد بولسونارو أن هناك احتمال كبير بأن توقــِّـع البرازيل والسعودية المزيد من الاتفاقيات في المجال الزراعي. “نعم، هناك المزيد من التوقعات. فوزيرة الزراعة، تيريزا كريستينا، تقوم بجهود استثنائية، وهي الشخص الأمثل والأكثر كفاءة في هذا المضمار. تشير بيانات النمو السكاني أن هناك تزايداً يقارب 70 مليون شخص في السنة، إذن هناك دائماً سوقاً مفتوحة أمام المنتجات الغذائية”.
يؤمن بولسونارو أيضاً بإمكانية جذب الاستثمارات إلى قطاع البنية التحتية في البرازيل. وقال: “جميع الدول مهتمة بالاستثمار في البنية التحتية”. وأضاف “نحن هنا للقيام بأعمال تجارية، وجُـل اهتمامنا منصب على الاقتصاد، وهو الهدف الرئيسي من جولتنا”.
كما يتوقع الرئيس أن يشارك المستثمرون العرب في مزاد منح الإمتياز لإنتاج نفط طبقة ما قبل الملح المُقبل، والذي سيعقد في 06 تشرين الثاني/نوفمبر. على الأغلب سيشاركوا في هذا المزاد الضخم. أعتقد أن الصين ستثبت حضورها أيضاً، وإني على يقين أن العالم بأسره سيكون مهتماً بهذه القضية”.
في الدوحة، بالإضافة إلى الاجتماع مع أمير دولة قطر سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وحكومته، شارك بولسونارو في مناقشة إجتماع المائدة المستديرة رفيعة المستوى حول “آفاق سيناريو الاقتصاد الكلي وبيئة الأعمال في البرازيل”، والتي أتاحت الفرصة لاطلاع رواد الأعمال القطريين على معلومات محدثة بشأن الاقتصاد الكلي البرازيلي وفرص الاستثمار الجديدة، كما زار ملعب كرة القدم في إستاد الجنوب. (في الصورة الافتتاحية للمقالة، تلقى سمو الأمير القطري هدية تذكارية من بولسونارو – قميص فريق فلامينجو الأكثر شعبية في البرازيل).
كرة القدم
قبل استضافة بطولة كأس العالم، ستستضيف قطر في شهر كانون الأول/ديسمبر من هذا العام بطولة كأس العالم للأندية التي ينظمها الإتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA). وقال بولسونارو خلال زيارته للملعب “كل شيء رائع، الهندسة المعمارية، التفاصيل التي تم إعدادها هنا، أماكن الإقامة، مكان الإحماء، الرفاهية، الملعب ككل”. وأضاف “جئت إلى هنا أيضاً لمشاهدة مكان المباراة النهائية الكبيرة بين فريقـَي فلامينجو وليفربول. لن أكون هنا، إنه أمر صعب للغاية، لكنني سأشجع من بعيد”، مُتوقعاً أن تكون المباراة النهائية بين الفريق البرازيلي والفريق الإنجليزي.
في أعقاب موضوع كرة القدم، قال إنه يودّ أن يرى منتخب البرازيل في نهائي كأس العالم 2022. “سيكون أمراً جيداً للغاية، أليس كذلك. أعتقد أن الوقت قد حان لأن تعود البرازيل لاحتلال المكانة البارزة المعهودة في سيناريو كرة القدم. نحن نؤمن بذلك ونعتقد أن الهزائم التي مُنينا بها في الماضي ستكون بمثابة أساس لنعدّ أنفسنا بشكل أفضل ولنطوّر أيضاً كرة القدم التي نلعبها”، على حدّ قوله.
قبل مغادرته أبو ظبي في الإمارات العربية، صباح يوم الاثنين، أجرى بولسونارو مقابلة مع وكالة أنباء الإمارات (WAM)، قال فيها “البرازيل دولة عربية“، نظراً إلى العدد الكبير من البرازيليين الذين يتحدرون من أصول عربية. وخلال زيارته للملعب في الدوحة، عاد إلى الخوض في الموضوع.
وأشار إلى أن “هذه هي الطريقة المُثلى كي اُبيّـن للعالم العربي – بعكس الإشاعات التي أطلقوها قبل بدء حملتي الإنتخابية و خلال حملتي لانتخابات عام 2018 – أني لا اكنُّ عداوات. قالوا أني مقرَّبٌ جداً لليهود. نعم، هذا صحيح، ولكني مُـقرَّب للعرب أيضاً”. واختتم حديثه قائلاً “كرة القدم توحّد الشعوب والأجناس والأديان والجميع. وهذا هو الهدف من إرتدائي قميص المنتخب القطري، ومن الواضح أننا نعرف أن قطر تتطور كثيراً في مجال كرة القدم – ربما لم يحن الوقت بعد للحديث عن وصول قطر لنهائي كأس العالم – ولكن سيكون لدولة قطر مكانة بارزة في المستقبل، قياساً إلى الطريقة التي يتصرفون بها هنا، بمهنية عالية، في مضمار كرة القدم”.
* ترجمة جورج فائز خوري