برازيليا – فروقاتٌ بين قيم الصادرات و الواردات و انخفاضٌ في أسعار السلع الاساسية المستوردة، حقيقتان دفعتا بوزارة التنمية والصناعة والتجارة والخدمات في البرازيل إلى التنبّؤ بتحقيق البلاد لفائضٍ تجاريٍّ قياسيّ في عام 2023. علمًا بأنّ الفائض التجاري يشير إلى الفرق الإيجابي بين قيمة الصادرات نسبةً للواردات.
بناءً على ما قدّمَتهُ النشرة التقديرية الثانية للعام، و التي يتمّ تحديثها كلّ ثلاثة أشهر، فإنّه لمن المتوقع حصولَ فائضٍ و قدرُه 84.7 مليار دولار أمريكي. مما يعني أنّه و في حال ثبوت هذه التوقّعات، ستكون الزيادة في الفائض بنسبة 37.7% مقارنةً بذاك الذي سجلته البلاد في عام 2022 والذي بلغت قيمته 61.525 مليار دولار أمريكي، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى إحراز البرازيل لأفضل نتيجة في التاريخ حتى الآن.
و في هذا السياق، فمن المتوقع أن يرتفع الرصيد التجاري بسبب انخفاض الواردات بنسبة أكبر من الصادرات بالمقارنة مع نتائج العام 2022. إذ تتنبّأ الحكومة بأن تصل قيمة صادراتها إلى 330 مليار دولار هذا العام، مما يعني انخفاضًا قدره 1.2٪ مقارنةً بصادرات العام الماضي البالغة 334.1 مليار دولار. بالمقابل، من المتوقع أن تصل قيمة الواردات إلى 245.2 مليار دولار، محقّقةً بذلك انخفاضًا قدره 10٪ مقارنةً بالواردات البالغة 272.6 مليار دولار و التي تم استيرادها من الخارج في عام 2022.
و من جهتها، تعزو وزارة التنمية والصناعة والتجارة والخدمات البرازيلية، الفائضَ القياسيّ المتوقّع لعام 2023 لعاملين أساسيين: الأوّل هو الانخفاض الذي تشهده أسعار السلع الاساسية الطاقوية، مثل النفط، و أسعار المواد كالأسمدة، و ذلك بعد أن كانت قد بلغت ذروتها في بداية الحرب بين روسيا وأوكرانيا. أمّا الثاني فتعزوه لتراجع النشاط الاقتصادي نظرًا لانخفاض الاستهلاك، و الذي بدوره قد يؤدي إلى تقلّص في حجم الواردات.
ختامًا، تجدر الإشارة إلى أنّه خلال الأشهر المنصرمة، تأثّرت الواردات بشكل مباشر بالنزاع القائم بين روسيا وأوكرانيا. حيث شهدت الأسواق العالمية تراجعًا كبيرًا في أسعار الأسمدة والمخصّبات الزراعية و ذلك بنسبة 55.2% في يونيو، مقارنةً بنفس الشهر من العام الماضي. هذا و انخفض متوسط أسعار الوقود المستوردة بنسبة 40.4% في نفس الفترة المقارنة، كما تراجع متوسط سعر القمح، وهو منتج آخر تستورده البرازيل بكميات كبيرة، و ذلك بانخفاضٍ تصل نسبته إلى الـ 18.6%.
ترجمته من البرتغالية: يارا عثمان