ساو باولو – بحثت النسخة الرابعة من ورشة عمل ” أفكار – Ideias” في يوم الجميعة 29 آب/ أغسطس والتي ينظمها سنوياً البيت السوري للطفولة, تحديات القطاع الثالث وعلى رأسها أهمية قياس وحساب تأثير الأنشطة التي تقوم بها مؤسسات المساعدة الاجتماعية. حيث انطلقت الفعالية في مقر الغرفة التجارية العربية البرازيلية في ساو باولو بعنوان ” تقييم الشمول المنتج في الممارسة العملية: الربط بين الشباب والسوق والفرص”.
من جهتها, قدمت المديرة التنفيذية لمعهد خوري – Cury السيدة لوسيانا كاميمورا محاضرة حول حجم وتحديات واستراتيجات القطاع الثالث الذي يُشَغِل 4.7 مليون شخص ويحرك أكثر من 200 مليار ريال برازيلي سنوياً في البرازيل. كما علقت على أهمية قياس النتائج والتأثيرات الاجتماعية والتمييز بينها.

وقالت كيمامورا: ” إن التأثير يقيس التأثير فيما إذا كانت مبادرة ما قد أدت إلى تطور في دخل أو تغيير في نوعية حياة شخص ما” كما أكدت قائلةً: ” قد لا ينتج عن التأثير عائد مالي, وإنما قيمة ما للمجتمع”.
وقد قالت المشرفة على المؤسسة إيلايني بوينو خلال جلسة حوار بعنوان: ” تحديات وممارسات ومؤشرات تهيئة الشباب لسوق العمل” :”يعتبر قياس تأثير الأعمال تحدياً, حيث كانت مؤسسة البيت السوري قد بدأت بمواجهته بناءً على الأسئلة التي طرحتها المؤسسة نفسها على نفسها لقياس مدى فعالية مبادراتها”.
وقد أدارت هذه الجلسة الرئيسة التنفيذية لـ Ideal Social راشيل كارنيرو بمشاركة إيلايني والمديرة التنفيذية لـ H2R Insights & Trends وعضو مجلس إدارة الغرفة العربية البرازيلية اليساندرا فريزو ومدير العلاقات الحكومية في Liga Solidária ماركوس مونيز والمدير الاقليمي للخدمة البرازيلية لدعم الشركات الصغيرة (Sebrae) باولو سيرجيو فرتنزوسي وأستاذة دورات التدريب المهني في Senac SP, ريتا بوسو.
كما أكدت إيلاني قائلةً: ” تأسس البيت السوري منذ 102 عاماً, وعند اجراء المقارنة مع تاريخ تأسيس منظمات المساعدة الاجتماعية, نجد بأن مسألة التقييم حديثة جداً, وهذا تحدٍ كبير”. وكانت المؤسسة قد بدأت في العام 2019 بقياس بعض المؤشرات, وهي مبادرة بدأت بالتطور عاماً بعد عام, حيث قالت بهذا الخصوص: ” يبدأ التقييم قبل تسليم النتائج بفترة طويلة. حيث يبدأ بالتخطيط”.
ولتحويل أنشطة المؤسسة إلى أرقام, يعتمد البيت السوري في ذلك على شركة H2R. وقد ذكرت أليساندرا فريزو خلال الجلسة نفسها بأن الدعوة للمشاركة مع البيت السوري كانت من الرئيس السابق لمجلس إدارة البيت السوري والرئيس السابق للغرفة التجارية العربية البرازيلية سليم توفيق شاهين, الذي انتقل إلى رحمة الله بتاريخ 21 آب/ أغسطس من العام الجاري.

كما سلطت اليساندرا الضوء على أهمية الجمع بين التعليم والعمل لتهيئة الشباب, كوسيلة لتعزيز المساواة الاجتماعية, حيث قالت: ” أتحدث عن تحقيق المساواة في الظروف الحياتية بين الأغنياء جداً والفقراء جداً. حيث إن التعليم والعمل هما المحورين الرئيسيين لتحقيق ذلك” .
إن الشراكة مع البيت السوري للطفولة لازالت في البداية وسوف تقسم لعدة مراحل. حيث ستواكب تطور الاطفال والشباب الذين يدعمهم البيت السوري للطفولة حتى انخراطهم في سوق العمل وترجمة هذه العملية إلى أرقام. وقد أكدت أليساندرا لوكالة الانباء العربية البرازيلية بأنه انطلاقاً من المقاييس والبيانات الإحصائية، سيكون من الممكن تحسين الأساليب والمساعدة المقدمة لحوالي ألف طفل ومراهق تخدمهم المؤسسة التي تقع في تاتوابي في ساو باولو.
وتجدر الإشارة بأن رئيس الغرفة التجارية العربية البرازيلية ويليام أديب ديب جونيور قد افتتح هذه الفعالية مذكراً بأن المؤسستين تمضيان جنباً إلى جنب عبر التاريخ. الجدير بالذكر بأن البيت السوري للطفولة قد أسس منذ 102 عاماً من قبل مهاجرين عرب, بعضهم من أجداد ديب جونيور وآخرون هم رجال أعمال عرب. كما أن ديب هو المدير القانوني للبيت السوري. كما تجدر الإشارة إلى أن معظم الحضور في هذه الفعالية والبالغ عددهم حوالي 90 شخصاً, هم أعضاء في مؤسسات للمساعدة الاجتماعية.


