ساو باولو – فرض التحول الرقمي، الذي أدى الوباء إلى تسارع وتيرته، تغيرات على السلوك الشرائي للمستهلكين، حسب ما أكده مدير عام شركة “روبوستا” (ROBUSTA) المصرية، حسين محي الدين، وذلك خلال مشاركته في الندوة الإفتراضية تحت عنوان “التحول الرقمي في زمن الأزمة: التغيرات والقدرة على التكيف” التي نظمتها الغرفة التجارية العربية البرازيلية يوم الأربعاء (27)، والتي حظيت بمتابعة 640 شخصاً من داخل البرازيل وخارجها.
ويرى محي الدين أن التحولات التي يشهدها العالم حالياً هي أكثر مباغتة من سابقاتها، عندما كان انتشار التكنولوجيات يعتمد أساساً على التسهيلات الناتجة عن استخدامها. فقال: “بدأ الناس في استخدام الهواتف الذكية لما توفره من راحة ورفاهية وسرعة التواصل. ولكن ما نشهده حالياً هو أن الراحة والرفاهية تشكل جزءاً من العوامل الدافعة للتحول الرقمي، بينما تشكل العوامل الناتجة عن المخاوف جزءاً هاماً من دوافع تسارع وتيرة هذا التحول، الذي يجري نتيجة لضغوط وظروف أكثر شدة. فعلى سبيل المثال، لدينا في مصر خدمات مصرفية عبر الإنترنت متوفرة منذ أعوام عديدة، ولكن معظم الناس يفضلون الذهاب إلى البنك. أما الآن فهم مضطرون لإستخدام الخدمات المصرفية عبر السبل الإلكترونية لأنهم لا يستطيعون مغادرة منازلهم”. علماً بأن الشركة المصرية متخصصة في مجال في تقديم الحلول التكنولوجية والتقنية لقطاعات متعددة.
والجدير بالذكر أن شركة “روبوستا” (ROBUSTA) تقدم خدماتها لشركات عالمية مثل (Mondelez) و(Pepsico) و(P&G). كما شهدت قفزة في أعمالها، نتيجة تفشي جائحة كورونا. وتابع المدير العام للشركة المصرية قائلاً: “لقد طرأت تغيرات كبيرة على سلوك المستهلكين للعديد من المنتجات المختلفة. كما أن هناك توجه كبير للمستهلكين نحو تفضيل التحسينات على الأشياء الجاهزة. فهم يفضلون طهي الطعام، وتحسين البيت عائلياً، كما أنهم يقضون القسم الأكبر من وقتهم مع أولادهم. وهذا يؤثر على سلوك المستهلك، ويضع أمامنا تحديات كبيرة كما يتيح لنا في الوقت نفسه فرص هائلة للمساهمة في إيجاد الحلول المناسبة. إنه سيف ذو حدين”.
ويشرح محي الدين أنه انطلاقاً من الحلول التي فرضتها الأزمة حالياً كالعمل من المنزل بدأ الناس بإلقاء نظرة جديدة على استخدام التكنولوجيا في حياتهم اليومية. وقال: “كان الناس من قبل يلتقون في مكان واحد، وعادة ما يكون هذا المكان هو مكتب الشركة. أما الآن فلدينا أجهزة الكمبيوتر المحمولة، وأصبح الشخص يتساءل “لماذا الذهاب إلى المكتب كل يوم ما دمت قادراً على التواصل وتنفيذ مهامي من خلال مؤتمرات عبر الإنترنت؟”. منذ 60 يوماً ونحن نعمل من المنزل، وإذا كان بإمكاننا القيام بمهامنا بهذا الشكل فلماذا يتوجه الجميع إلى مكاتبهم في هذه المدن المزدحمة، ولماذا ننفق أموال هائلة لقاء هذه المساحات؟ لماذا لم نكن نعمل من المنزل سابقاً؟ هذا بدوره وضع طيفاً واسعاً من الإحتمالات والتحديات”.
وأضاف رائد الأعمال المصري أن الأزمة الحالية تتيح فرصة كبيرة لتوسيع نطاق العولمة. وشرح قائلاً: “هناك دائماً وجهان للعملة الواحدة. فعندما نفكر، على سبيل المثال، في مجال التعاون بين البرازيل والدول العربية، أصبح من الأسهل، أكثر من أي وقت مضى، العمل على خطة يشارك فيها ويتعاون على تنفيذها معاً زملاء من مصر والبرازيل والأردن. لقد أصبح تنفيذ المهام أسهل من أي وقت مضى. وفجأة اكتشف الناس أن هناك وسائل للتواصل ومناقشة الأفكار دون الحاجة إلى استثمارات كبيرة وإلى هدر الوقت والمال من أجل عقد إجتماع واحد”.
وأوضح محي الدين أن مصر تعرضت للعديد من هذه التغيرات، سواء في استراتجيات العمل لدى شركات مثل “جوجل” (Google) و”فيسبوك” (Facebook) العالمية التعاونية، أو في سلوك الاستهلاك نفسه. فهناك اهتمام أكبر في البحث عن وسائل التعليم الجيد للأطفال عبر الإنترنت، وعن الخدمات الصحية، وعن الشركات والمؤسسات المهيأة لتقديم أفضل الحلول”.
هذا وقد شارك في الندوة الإفتراضية كل من الباحث ورئيس شركة (The Digital Strategy Company) والأستاذ في جامعة (Cesar School) “سيلفيو ميرا”، ورئيس الغرفة التجارية العربية البرازيلية روبنز حنون، والأمين العام تامر منصور. كما شارك في طرح الأسئلة على المحاضرين الرئيس التنفيذي لشركة (Solinftec) “رودريغو لافيليسي دوس سانتوس”، والرئيس التنفيذي لشركة (Adélia Mendonça Cosmetics) “جاكلين مندونسا”، والرئيس التنفيذي لشركة (Metro Brazil) علاء علي.
شاهد الندوة كاملة عبر موقع الـ (You Tube)
*ترجمة صالح حسن