ساو باولو – يجلب المستوى المتقدّم للتطعيم ضد كوفيد -19 وعقد معرض إكسبو 2020 دبي هذا العام آفاقاً واعدة لسوق الإمارات العربية المتحدة. فاعتباراً من شهر أكتوبر (تشرين الأول)، سوف تكون البلاد مركزاً لانعقاد المعرض العالمي – إكسبو- الذي يستضيف وفوداً من جميع أنحاء العالم، وعادةً ما يحرك اقتصاد الدول المشاركة. تتمتّع الإمارات أيضاً بأحد أعلى مستويات التطعيم ضد كوفيد -19 في العالم، مما يشجّع الأنشطة التجارية.
يقول الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي لتنمية الاستثمار (Dubai FDI)، فهد القرقاوي، إنه تم بالفعل إعطاء 9.5 مليون جرعة من اللقاحات ضد فيروس كورونا لسكان الإمارات. يبلغ عدد سكان البلاد ما يقرب من 10 ملايين نسمة. وقال لوكالة الأنباء العربية البرازيلية ANBA :” لقد أنشأت الحكومة نقاط وصول متعددة في جميع أنحاء البلاد لإعطاء اللقاح، وأصبح التطعيم أولوية في الإمارات العربية المتحدة”. ووفقاً للقرقاوي، يتم تشجيع السكان على التطعيم، وتقوم الحكومة باستكشاف خيارات حيال نسبة صغيرة من الأشخاص الذين لم يتم تحصينهم بعد للحصول على اللقاح.
بالنسبة للأجانب الذين يعيشون في الإمارات فلديهم تصوّر إيجابي عن كيفية تعامل الامارات العربية المتحدة مع الوباء. فقد أفاد سفير البرازيل لدى الإمارات، فرناندو إيغريجا، أن اللقاحات بدأت في التطبيق على السكان في شهر ديسمبر ( كانون الأول) من العام الماضي، وأنه في منتصف يناير (كانون الثاني ) بدأت حملة واسعة للتطعيم. وأكد إيغريجا قائلاً: “هناك توجه متزايد نحو ايجاد المزيد من الأمن والطمأنينة للسكان”.
على الرغم من ذلك، تواصل البلاد اتخاذ الاحتياطات لتجنّب العدوى، وفقاً لتقرير السفيرإيغريجا. فالمتاجر والمطاعم تعمل بالتقيّد بسياسة التباعد الاجتماعي، وهناك تشجيع للناس على البقاء في المنزل وعدم الازدحام، وتُقام فصول المدارس العامة عبر الإنترنت، وفي المدارس الخاصة بأعداد متقلصّة من الطلاب، واستخدام القناع إلزامي في المحلات التجارية الى جانب احتياطات عند دخول الأجانب من معظم الدول.
يدرك السفير أن هناك مجهوداً كبيراً من أجل الوصول الى تطبيع الوضع، واتجاهاً إيجابياً لزيادة السوق، لكنه يعتقد أنه لم يتم الوصول إلى الحالة الطبيعية بعد. ولدى القرقاوي تصوّر مماثل للوضع، حيث قال الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي لتنمية الاستثمار( Dubai FDI) “على الرغم من أن كل شيء يعود إلى مستويات ما قبل الوباء، إلا أنه لا يزال لدينا المزيد لنفعله، ومن المهم ألا نفوّت هذه اللحظة من التقدّم”.
يرى القرقاوي زيادة في الثقة وتحسناً في تصوّر المستثمرين بالنسبة لمنطقة الخليج بسبب الطريقة التي تعاملت بها المنطقة مع الوباء والتزام حكومة دبي بضمان الأفضل لجميع السكان. وقال: “تؤمن دبي والإمارات العربية المتحدة دائماً بالتعاون بين القطاعين العام والخاص، وسنعمل مع شركائنا العالميين للعودة إلى مستويات ما قبل الوباء”.
يعتقد رئيس مكتب الغرفة التجارية العربية البرازيلية في دبي، رافائيل سوليميو، أن الرؤية الإستراتيجية لمسؤولي الحكومة المحلية لمواجهة الأزمة والسعي لمزيد من الابتكار ببرامج محددة وطموحة حتى في ظل الوباء، تُضاف إلى التطعيم الذي حدث بصورة سريعة جداً وشاملة، يُسهّل الاستئناف. ويستشهد بخطط التحفيز التي تم إطلاقها مثل الخطة الحضرية الرئيسية لدبي 2040 للتحضر وتشغيل 300 مليار لتحفيز الصناعة.
المعرض الذي يحرك الأسواق
التحضير لمعرض إكسبو 2020 هو دافع لحركة السوق المحلي. ويصف القرقاوي المعرض بأنه أحد المعالم البارزة في دولة الإمارات العربية المتحدة. ويؤكد السفير إيغريجا أن المعرض هو حافز طبيعي للإمارات للعودة إلى حالة طبيعية معينة، لأن قطاع الخدمات – حيث تُقام الفعاليات – هو عنصر أساسي في اقتصاد الدولة، وخاصة في دبي. ويوافق سوليميو على أن “برنامج التطعيم القوي، جنباً إلى جنب مع الأحداث الضخمة مثل إكسبو دبي، سيؤدي إلى عودة الظهور في عام 2021”.
يعتقد إيغريجا أن الطريقة التي أقيمت بها معارض جلفود Gulfood للأغذية و Idex للدفاع هذا العام في الإمارات، مع بروتوكولات الوقاية من فيروس كورونا، أعطت شعوراً بالأمن لمن حضروا وأدت الى عدم وجود زيادة كبيرة في الحالات من المرض. ويقول: “هذا يولّد توقعات جيدة للمعرض”. ويعتقد أن الضوابط الحالية على وصول الأجانب، باجراء اختبارات PCR والتطعيم، سوف تعود بالفائدة على المعرض.
يطلب السفير من رجال الأعمال البرازيليين الانتباه إلى انعقاد إكسبو 2020. ” يجب أن يكون للبرازيل مشاركة رائعة في المعرض، فلدينا أحد أكثر الأجنحة إثارة للاهتمام وأجملها كمقترح معماري، كجزء جذاب من المعرض، لذا، أعتقد أنه من المهم جداً أن يكون القطاع الخاص البرازيلي على دراية بالفرص التي قد تنشأ حول معرض إكسبو 2020 دبي “، كما يقول.
ويؤكد فرناندو إيغريجا أن الاتجاه هو أن السوق في الإمارات العربية المتحدة يصاحب حركة محتملة للانتعاش الاقتصادي العالمي. ستكون بالتأكيد في وضع جيد ومستعدة جيداً لذلك. أعتقد أنه بالنسبة للمصدّر البرازيلي، من الضروري الاستمرار في المراهنة على هذه السوق “، كما يقول، مشيراً إلى أن الإمارات ليس لديها عدد كبير من السكان، ولكنها معرض يبرز الاتجاهات. وينصح أن يبحث البرازيليون عن أعمال واستثمارات جديدة في الإمارات، حيث أن البلاد أصبحت بشكل متزايد مكاناً للابتكار.
ترك الوباء بصماته على طريقة ممارسة الأعمال التجارية في الإمارات. يقول الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي لتنمية الاستثمار(Dubai FDI ) إن الاختلاف الرئيسي هو المشاركة عبر الإنترنت، والالتزامات التي يتم الوفاء بها بطريقة افتراضية وانخفاض الحاجة إلى الاجتماعات وجهاً لوجه. “هناك المزيد من التعاون العالمي الجاري بسبب القبول المتزايد للاجتماعات عبر Zoom”، كما يقول، مضيفاً أن هذا محرك إيجابي للأعمال التجارية العالمية.
الابتكار يجذب الاستثمارات
تتجّه الإمارات نحو الابتكار والتطلّع إلى المستقبل والأعمال المستدامة، وقد أدى ذلك أيضاً إلى توجيه جذب الاستثمارات. يقول القرقاوي إن دبي جذبت 24.7 مليار درهم (6.7 مليار دولار للتحويل الحالي) من الاستثمار الأجنبي المباشر لـ 445 مشروعاً في العام الماضي، مما أدى إلى خلق 18325 فرصة عمل. وهو يعتقد أن الاستراتيجيات القويّة والجريئة وحزم التحفيز قد عززت ثقة المستثمرين. وقال: ” إن الصناعة 4.0 والتركيز القوي على القطاعات الموجَّهة نحو المستقبل قد جعل دبي تجتذب المستثمرين والمواهب العالمية”.
يؤكّد القرقاوي الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي لتنمية الاستثمار( Dubai FDI) أن الإمارات العربية المتحدة سوق في تطوّر مستمر وهذا يعود بالفائدة على المستثمرين في البلاد وفي إمارة دبي. ويذكّر أنه تم اتخاذ العديد من الإجراءات في الآونة الأخيرة لصالح المستثمرين. “من المهم للمستثمرين البقاء على اطلاع على الاستراتيجيات والقوانين والسياسات الجديدة لمعرفة كيف ستسمح لهم بالنمو، ليس فقط في دبي، ولكن في المنطقة ككل. لقد أنشأنا دبي كمدينة المستقبل، وبوابة إقليمية ومركزاً عالمياً. وقال : ” جميع الكيانات في دبي تتماشى مع هذا ويمكنها مساعدة المستثمرين في مسيرتهم”.
*ترجمة جورجيت ميرخان