ساو باولو – كانت تداعيات جائحة كورونا على قطاع التعليم الإسلامي شديدة الوقع. وفي هذا الإطار وفي اليوم الأول من منتدى الأعمال البرازيلي – العالمي للحلال 2021 المصادف يوم الاثنين (6 ديسمبر)، تحدثت الأستاذة في جامعة كاراتاي بتركيا (KTO Karatay)، السيدة كامولا بايرام، عن تأثيرات الوباء على الاقتصاد الإسلامي والتعليم المالي، وذلك خلال محور النقاش الذي حمل عنوان ” تقييم انعاكاسات جائحة كورونا على الأسواق العالمية الرئيسية وتحليل التنافسية والابتكار في قطاع الحلال”. المنتدى من تنظيم الغرفة التجارية العربية البرازيلية واتحاد الجمعيات الإسلامية في البرازيل (فامبراس حلال).
أشارت كامولا إلى ارتفاع مستويات القلق بشكل حاد في أوساط معلمي الحلال والتمويل الإسلامي أثناء فترة الجائحة. وقالت: “حوالي 75٪ من المدرسين واجهوا صعوبات في التوفيق ما بين حياتهم الشخصية والمهنية في ظل هذا الوباء، وحوالي 70٪ لم يسبق لهم التدريس عبر الإنترنت من قبل. ونفس النسبة أيضاً (70%) أبدت عدم الرغبة بمواصلة التدريس عبر الإنترنت بعد زوال الوباء. كما أوضحت كامولا أن 83٪ من المدرسين أقروا بإن التحضير للحصص عبر الإنترنت يستغرق وقتاً أطول منه في الحصص التقليدية”.
عرضت كامولا عوامل أخرى عرقلت سير العملية التعليمية خلال فترة الجائحة. فوفقاً لها، لم يجد المعلمون حافزاً لإعطاء الدروس عبر الإنترنت، لأسباب تترتبط بتراجع العلاقة التفاعلية مع الطلاب والناتجة عن وجود أخطاء تقنية وبنية تحتية هشة، وقلة مشاركة الطلاب وانخراطهم في الفصول الدراسية.
وأضافت: “لقد رأينا أن 90٪ من المعلمين يعتقدون أن الطلاب ميالون لعدم حضور الحصص الدراسية عبر الإنترنت مقارنة بالحصص الحضورية، و88٪ من المعلمين يعتقدون أن الطلاب يغشون في الاختبارات عبر الإنترنت، و85٪ يعتقدون أنه لا بد من إدراج تكنولوجيا المعلومات في المناهج المدرسية للتمويل والاقتصاد الإسلامي. وهناك 84٪ يعتقدون أن الحصص الدراسية الحضورية أكثر كفاءة”.
أكّد وسيط الجلسة السيد “فابريزيو بانزيني” مدير سياسات التكامل الدولي في الاتحاد الوطني للصناعات أن القضية التي أشارت إليها “كامولا” بشأن إدراج تكنولوجيا المعلومات ضمن المناهج الدراسية هي من القضايا الأساسية التي ينبغي الوقوف عندها. حيث قال: “أود الوقوف عند هذا الموضوع لما له من أهمية بالغة في يومنا هذا. بلدان مثل البرازيل والدول العربية والاسلامية تواجه نفس التحديات وعليها مواكبة التقدم والتكنولوجيا في هذا الاطار”.
الطلاب
وعن الأضرار التي وقعت على الطلاب جراء الوباء قالت “كامولا”: “انخفضت الفرص المتاحة أمام الخريجين الراغبين بدخول سوق العمل، وزادت احتمالات التأخر عن دفع الأقساط الدراسية من قبل الطلاب أو حتى فقدانهم القدرة على الدفع بشكل تام، ومن جهة أخرى بدى جلياً أن الحكومات غير قادرة على الالتزام بتأهيل المؤسسات العامة على المستوى المطلوب، وهناك أيضاً تغيرات في سلوك الطلاب فيما يتعلق ببرامج التدريس”.
وقد أثبتت بالأرقام أن 52٪ من الطلاب لم تكن لديهم قبل الجائحة خبرة متابعة الدروس عبر الإنترنت، وحوالي 60٪ منهم صرحوا أنهم يعانون صعوبة في التركيز أثناء الحصة، وأرجعوا ذلك إلى عدة عوامل كالإشعارات الواردة للهاتف المحمول وأمور أخرى متعلقة بالجو العائلي. أثبت الاستطلاع أن 42٪ من الطلاب واجهوا صعوبة في التركيز خلال الحصة لانعدام عامل التفاعل. و 40٪ من الطلاب يفتقرون في منازلهم للبنية التحتية المناسبة لتلقي الدروس افتراضياً، إما بسبب صعوبة الاتصال بالإنترنت أو عدم وجود جهاز كمبيوتر شخصي. قال حوالي 14٪ من المشاركين في الاستطلاع إنهم شعروا بالعزلة أثناء الوباء، وأن المسبب الأهم هو غياب إمكانية مناقشة الدروس كما كان الحال قبل الجائحة.
وصرحت كامولا أنه من الناحية المقابلة، حملت الجائحة بين طياتها العديد من الفرص للتعليم الإسلامي، كإمكانية تنظيم برامج مشتركة مع جامعات أخرى والتبادل الطلابي الأفتراضي وغيرها من الأمور.
وشارك في هذه الجلسة نائب الرئيس للتسويق في الغرفة التجارية العربية البرازيلية الدكتور رياض يونس، والرئيس التنفيذي والشريك بشركة “وان أغريكس” (OneAgrix)، السيدة ديانا صابرين، ورئيس مركز سيروناي للحلال (Serunai Halal Center of Excellence)، السيد محمد جبل بن عبد الرحيم. يقام هذا المنتدى برعاية الوكالة البرازيلية لترويج الصادرات والإستثمارات (Apex-Brasil)، وشركة “بي.آر.إف” (BRF)، وشركة “بانتانال تريدينغ” (Pantanal Trading)، وشركة “بورتونافي” (Portonave)، وشركة “آيسبورت” (Iceport).
*ترجمة معين رياض العيّا