ساو باولو – يعتزم باحثون برازيليون نقل تكنولوجية إنتاج الشواحن للسيارات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات إلى المغرب. حيث تم التوقيع على الاتفاقية يوم الخميس (29) بين “معهد هندسة النظم والحاسبات في البرازيل” (Inesc P&D Brasil) وحظيرة الطاقة الطاقة الخضراء (GEP) المغربية، علماً بأن (Inesc P&D Brasil) هي مؤسسة غير حكومية، تضم في عضويتها العديد من الجامعات البرازيلية العامة، ومعهد النظم وهندسة الحاسبات والتكنولوجيا والعلوم في البرتغال (Inesc TEC). أما المؤسسة المغربية فهي ثمرة شراكة ما بين مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط (OCP) معهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات الجديدة (Iresen).
أوضح رئيس شركة (Inesc P&D Brasil)، “فلاديميرو ميراندا”، أن تلك ليست بأول شراكة بين الشبكة البرازيلية والمغرب. وفي مشروع آخر انطلق في ظل تفشي الوباء، عمل باحثون برازيليون وبرتغاليون ومغاربة معاً على (Vita Pneuma)، وهو جهاز يستخدم في حالات الطوارئ المتعلقة بكوفيد-19. وشمل التعاون الثلاثي تبادل المعلومات وتطوير المنتجات المحلية، مع مراعاة خصوصية كل بلد.
وأوضح “ميراندا” أن بناء الشراكة سيتم هذه المرة بشكل مباشر ما بين المغرب والبرازيل، لتشمل قطاع النقل. وأردف قائلاً: “لقد كان المشروع السابق ناجحا، وبالتالي طٌلب منا التعاون في مشاريع أخرى. والآن يكمن التحدي في تقديم المساعدة للمغرب لإنشاء أجهزة الشحن السريع لبطاريات السيارات الكهربائية والبدء بتصنيعها”.
وذكر رئيس الشركة البرازيلية أن البلد العربي معروف باستثماراته في مجالات الطاقات المتجددة، كما هو الحال بالنسبة للسيارات الكهربائية، وقال: “المغرب بلد يعتمد سياسة طاقية جد متقدمة، خاصة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. كما أنه لديهم خطة للحركية الكهربائية ويرغبون بتطبيقها بغية المساهمة في إزالة غاز ثاني اوكسيد الكربون”. وأوضح أن طريقة التحفيز على استخدام السيارات من هذا النوع تمر حتماً في إعداد محطات شحن. والفكرة هي أنه مع وجود هيكلة موزعة في جميع أنحاء البلاد وجاهزة لشحن السيارات، فإن العلامات التجارية والمستهلكين سيشعرون بثقة أكبر للاستثمار في السيارات الجديدة.
وفي البرازيل، ستتركز الجهود حول هذا المشروع على فريق “معهد إلكترونيات الطاقة” (Inep)، التابع لجامعة سانتا كاتارينا الفيدرالية (UFSC)، أحد شركاء “معهد هندسة النظم والحاسبات في البرازيل” (Inesc) في البرازيل. وفي هذا الصدد، أوضح “ميراندا” أنه “من خلال الخبرة التي تراكمت لدى هذه المجموعة، يمكننا تقديم المعرفة اللازمة للتنمية الصناعية”. والجدير بالذكر أن تمويل المشروع سيتم من قبل الحكومة المغربية.
ومن المتوقع أن يستمر التعاون تسعة أشهر في أفق تطوير أجهزة الشحن التي يمكن استخدامها للعربات المختلفة. وأضاف رئيس المعهد البرازيلي أن الحكومة المغربية تبنت مشاريع لتطوير هذا النوع من السيارات.
وستكون الاتصالات بين المغاربة والبرازيليين عن بعد، لكن من المتوقع إجراء لقاءات مباشرة فور رفع القيود المرتبطة بجائحة (كوفيد-19) بين فرق الباحثين. وأفاد “ميراندا” أنه سيتم تطوير النموذج الأولي في البرازيل، في حين سيتم إنشاء “نموذج مطابق” في المغرب، حيث يجري تطوير المعدات في البرازيل بالأساس. وعندما تسمح الظروف بذلك فمن المقرر تبادل الزيارات ما بين الطرفين، وفق ما تنص عليه الاتفاقية.
وعلاوة على توقيع هذا الاتفاق، فقد تخلل الحدث الإفتراضي أيضاً توقيع اتفاقية أخرى تتعلق بمشروع بحث وتطوير مشترك، سيشمل خطة تعاون أوسع بين البرازيليين والمغاربة.
*ترجمة صالح حسن