ساو باولو – شهد اليوم الأول من منتدى الأعمال البرازيلي العالمي للحلال عقد جلسة نقاشية بعنوان “الاستدامة والأخلاق: بناء سمعة موثوقة”، توصل المشاركون فيها إلى أن تحقيق إنتاج مستدام أمر ممكن للشركات وللعمليات التي تتبنى مفهوم الحلال (المنتجات المباح للمسلمين استهلاكها). يُعقد المنتدى في مركز التجارة العالمي بساو باولو ويمتد من الفترة 27 إلى 28 أكتوبر 2025.

وخلال الجلسة صرح السيد “باولو بيانز”، المدير العالمي للاستدامة والشؤون المؤسسية في شركة “MBRF”، إن شركته – المالكة لعلامات تجارية رائدة في أسواق الخليج مثل ساديا – لديها قسم مخصص بالكامل لقطاع الحلال. وأضاف: “عندما نقارن بين الاستدامة والحلال، نجد أن المفهومين يتكاملان تماماً. فعندما نتحدث عن الاستدامة، نحن نتحدث عن النزاهة، والأخلاق، وعن ضمان التوزيع العادل لما يُنتَج، والإنتاج بأفضل طريقة ممكنة”.

يعقد المنتدى بنسخته الثالثة هذا العام تحت عنوان “الحلال الأخضر”، ويهدف إلى مناقشة العوامل المشتركة بين مفاهيم الحلال وتحديات الاستدامة. مع التذكير بأ، المنتجات الحلال يتم انتاجها وفقاً لإجراءات يجيزها الإسلام، وتلتزم بمعايير صارمة للنظافة، ورفاهية الحيوان، والعلاقات العادلة بين الشركات والموظفين، كما أنه لا يجوز أن تحتوي على مشتقات الخنزير أو الكحول، فهما محرمان في الإسلام.
بدورها صرّحت السيدة “شيلا غيبارا”، مديرة قسم الاستدامة في شركة سيارا للأغذية، أن الشركة تعتمد العديد من المعايير والسياسات التي تصب بصالح الاستدامة، من بينها تجديد أسطول النقل لخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، واعتماد الزراعة التجديدية، التي تهدف إلى استعادة المناطق الخضراء ودمجها مع تربية الماشية، فضلاً عن شراكات مع منتجي اللحوم.

ومن جهته أوضح السيد إحسان أوفوت، الأمين العام لمعهد المواصفات والمقاييس للدول الإسلامية، أن المعهد يقوم بالفعل بمراقبة وتقييم الممارسات الحلال في الشركات، وهذه الممارسات تساهم في ترسيخ مفاهيم الاستدامة. وقال: “عندما نتحدث عن رفاهية الحيوان، فهذا يعني أن الحيوانات يجب أن تنمو بعيداً عن أي إساءة، وهو بالضبط ما ينص عليه مفهوم الحلال، مما يؤدي إلى الالتزام بالمعايير الأخلاقية للاستدامة”.
من جانبه، صرّح السيد محمد الدفيري، نائب الرئيس التنفيذي للشؤون التنظيمية والبحوث في المركز السعودي للحلال – وهو مؤسسة مسؤولة عن تحديد معايير الانتاج الحلال – أن المركز يسعى إلى توسيع نطاق الحوكمة في مجال التنمية المستدامة، وأن هناك استثمارات في إنتاج الحلال تخدم احتياجات الاستدامة. وضرب مثالاً على ذلك بـ تدريب وتطوير كفاءات العاملين في إنتاج الحلال، إضافة إلى الاستثمارات في التكنولوجيا التي تساعد في اكتشاف وتقليل انبعاثات الغازات، وفي الوقت نفسه ترفع من معايير الحلال وجودته.

من ناحيته أوضح مدير الجلسة السيد “غيليرمي سوريا باستوس”، منسق مركز دراسات الزراعة والأعمال في مؤسسة غيتوليو فارجاس، بأن البرازيل ستصبح مقراً، اعتباراً من 10 نوفمبر، لعقد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (كوب 30)، وأن موضوع الاستدامة في البرازيل سيكون محور الاهتمام العالمي. وقالت “غيبارا” إن مؤتمر المناخ هذا سيُتيح فرصة للشركات لعرض ما تقوم به من جهود لتعزيز التنمية المستدامة في البرازيل”. وأضافت: “الاستدامة هي تظافر القوى في مختلف القطاعات”.
يقام المنتدى بتنظيم من الغرفة التجارية العربية البرازيلية وفامبراس حلال لإصدار الشهادات، ويرعاه كل من:MBRF (مارفريغ – BRF)، والهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية (مدن)، وشركة “سيارا” (Seara)، وشركة اللحوم “كارا بريتا كارنيس نوبرس” (Cara Preta Carnes Nobres)، و”إيكو حلال” (EcoHalal)، وطيران الإمارات، ومجموعة “MHE9” للخدمات اللوجستية، وشركة السفريات “Laila Travel” وشركة “Prime Company”، وشركة “SGS”. خدمات الضيافة مقدمة من شركتي “Agua Mineral Frescca” و”Pão & Arte Frozen Bread”.
أما الشركاء الاستراتيجيون فهم الغرفة الإسلامية للتجارة والتنمية والغرفة الإسلامية لخدمات الحلال (Islamic Chamber Halal Services). وكذلك يحظى المنتدى بدعم مؤسساتي من الرابطة البرازيلية لمصدري اللحوم، و”برازيليان بيف” (BrazilianBeef)، والرابطة البرازيلية للبروتين الحيواني، و”برازيليان تشيكن” (Brazilian Chicken)، وأكاديمية الحلال الدولية، واتحاد الغرف العربية.


