ساو باولو – الفخر بالصناعة البرازيلية وبالاستثمارات وبالقدرة على تقديم منتجات حلال “فائقة الجودة” كانت من بين العناوين التي أكد عليها رئيس البرازيل لويس إيناسيو لولا دا سيلفا (في الصورة أعلاه) في افتتاح النسخة الثانية من منتدى الأعمال البرازيلي- العالمي للحلال يوم الإثنين (23) الذي أقيم في ساو باولو. وكان لولا قد بعث برسالة بمناسبة افتتاح المنتدى قرأها رئيس الغرفة التجارية العربية البرازيلية أوسمار شحفة على الحاضرين، مع العلم أن الغرفة العربية تنظم المنتدى بالتعاون مع هيئة إصدار شهادات الحلال “فامبراس”.
وأشار لولا في رسالته إلى أن قيمة صادرات البرازيل إلى الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية بلغت في عام 2022 وحده 17.74 مليار دولار أميركي في تدفق تجاري تجاوز 32.7 مليار دولار أميركي. وأكد لولا إن “هذه الأرقام لا تعكس ثقة الدول العربية في جودة المنتجات البرازيلية فحسب، بل تترجم أيضًا قدرتنا على تلبية متطلبات هذه السوق الحيوية”.
كما أفاد الرئيس إن البرازيل تأخذ على عاتقها “مَهمَّة” تقديم منتجات حلال “فائقة الجودة” للمسلمين مستشهدًا بمشروع “حلال البرازيل” الذي يُنفَّذ بالشراكة بين الغرفة العربية والوكالة البرازيلية لترويج التجارة والاستثمار (ApexBrasil) لتنظيم إجراءات التدريب وإصدار الشهادات والترويج التجاري لمنتجات الحلال البرازيلية في الخارج. وأضاف الرئيس في رسالته قائلًا: “نأمل أن يحفز هذا رجال الأعمال على استكشاف قطاعات أخرى ذات قيمة مضافة أعلى في سوق الحلال مثل مستحضرات التجميل والأدوية والملابس والأغذية المُصنّعة”، علمًا أن المنتدى يتيح للشركات المشاركة فرصة عرض منتجاتها الحلال.
كذلك أشار نائب الرئيس البرازيلي ووزير التنمية والصناعة والتجارة والخدمات جيرالدو ألكمين في رسالة له عبر الفيديو سُجلت حصريًا للمنتدى إلى أن العلاقات السائدة بين البرازيل والدول العربية اكتسبت زخمًا في ولايات لولا السابقة (2003-2006 و 2007-2010)، ففي أول ولايتين له كرئيس زار لولا دولًا في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كما زار دولًا آسيوية وإفريقية تستهلك منتجات الحلال بشكل كبير.
وشدد كل من ألكمين ولولا على حقيقة أن البرازيل هي موطن لأكثر من 11 مليون مهاجر أو متحدر من أصل عربي، كما أشار ألكمين إلى متانة العلاقات السائدة بين البرازيل والدول العربية وإنها “قائمة على الاحترام المتبادل والمكاسب المشتركة”. كذلك ذكر نائب الرئيس إن البرازيل عقدت اتفاقيات لتسهيل الاستثمار مع المغرب والإمارات العربية المتحدة وأكد إن صناعة الحلال تقلص الأضرار البيئية وتدمج المعايير الأخلاقية ومعايير المسؤولية الاجتماعية في جميع مراحل سلسلة الإنتاج، وأفاد إن “انتشار ممارسات الحلال يعزز اقتصادنا من خلال إضافة الابتكار والاستدامة والشمولية”.
وفي رسالة مسجلة عبر الفيديو أيضًا قال وزير الشؤون الخارجية ماورو فييرا إن المكانة التي وصلت إليها البرازيل كأكبر مُصدّر لمنتجات الحلال هي مصدر فخر للحكومة البرازيلية “لأنها في المقام الأول خير دليل على متانة علاقاتنا التجارية، ولأنها أيضًا، وربما بشكل أساسي، برهنت أن جهود التقارب الثقافي والإنساني التي بذلتها الدبلوماسية البرازيلية على مر العقود أتت ثمارها في أيامنا الحالية”.
وأكمل فييرا قائلًا: “كما نعلم، ثقافة الحلال لا تقتصر على المنتجات الغذائية، بل أمامنا عالم واسع من المنتجات والخدمات ينبغي علينا استكشافه، وأود أن أسلط الضوء على قطاعَي مستحضرات التجميل والأزياء اللذين يتمتعان بإمكانات نمو واعدة في البلدان الإسلامية”. كما وجّه فييرا رسالةً للمشاركين في المنتدى مفادها أنه بإمكانهم الاتكال على “العمل الدؤوب الذي تثابر عليه وزارة الشؤون الخارجية البرازيلية لتمتين أواصر العلاقات الإنسانية والثقافية والتجارية بين البرازيل وشركائها في العالمَين العربي والإسلامي”.
ويجدر الذكر أن المنتدى البرازيلي- العالمي للحلال (GHB) يحظى بدعم من أكاديمية الحلال الدولية وغرفة التجارة والصناعة والزراعة الإسلامية واتحاد الغرف العربية وجامعة الدول العربية. وهو يُقام بالشراكة مع الحكومة الفدرالية البرازيلية ووزارة التنمية والصناعة والتجارة والخدمات (Mdic) ووزارة الشؤون الخارجية والوكالة البرازيلية لترويج الصادرات والاستثمار (ApexBrasil). أما الجهات الراعية له فهي شركات “BRF” و”مارفيغ” و”منيرفا فوردز” وليلى للسياحة والسفر (Laila Travel) والخطوط الجوية التركية والوكالة البرازيلية للترويج السياحي الدولي (Embratur) و “سفر بلاس” و “H2R Insights & Trends” و “WLP” (World Logistics Passport) ومصرف “ِABC Brasil” و”سيارا” (Seara) و”Pão & Arte” و “كريستال بلاس” و “بامونا أليمنتوس” (Pamunã Alimentos).
ترجمته من البرتغالية مريم موسى