ساو باولو – شهد اليوم الثاني من فعاليات مؤتمر الأعمال البرازيلي- العالمي للحلال لعام 2023 الذي عُقد في ساو باولو نقاشات حول الموارد المتاحة حاليًا لتقليص الإجراءات البيروقراطية في التجارة الخارجية الحلال والعامة، وتبسيط العمليات وجعلها أكثر كفاءةً وقابلةً للتتبع وجديرةً بالثقة.
جرت المناقشات ضمن حلقة نقاش تحت عنوان “دور التكنولوجيا في تحريك الأعمال التجارية الدولية الحلال” التي نسقها إستيفاو كارفاليو، مدير قسم الأعمال الجديدة في الغرفة التجارية العربية البرازيلية.
المتحدث الأول كان تياغو باربوزا، المنسق العام لتسهيل الأعمال التجارية ومدير البوابة الموحدة للتجارة الخارجية التابعة لوزارة التنمية والصناعة والتجارة والخدمات (MDIC).
استهل باربوزا عرضه موضحًا أن البوابة الموحدة للتجارة الخارجية تُعتبَر المبادرة الرئيسة التي اتخذتها الحكومة الفدرالية للحد من الإجراءات البيروقراطية التي تعقد عمليات التصدير والاستيراد، ساعيةً بذلك إلى تقليص المدة اللازمة لاستكمال عمليات الاستيراد والتصدير على حد سواء وتخفيض تكاليفها.
كذلك أوضح إن البوابة الموحدة تعمل بكامل طاقتها منذ عام 2018 وتطال 100 بالمئة من الصادرات. ومنذ عام 2014 بدأ عصر رقمنة المستندات المتعلقة بالتجارة الخارجية في البرازيل فاتحًا المجال أمام تنفيذ عمليات التصدير والاستيراد من خلال مسح المستندات الورقية وعرضها على منصة البوابة الحكومية الموحدة “Siscomex” ليتمكن التجار من تخليص البضائع.
ووفقًا لباربوزا شهد عام 2022 الموجة الثالثة من إضفاء الحداثة على عمليات التجارة الخارجية من خلال تبادل البيانات الإلكترونية، أو ما يُعرَف في الاصطلاح التقني بقابلية التشغيل البيني. وأوضح باربوزا إنه “في عام 2018 كانت المستندات تصدر بشكل إلكتروني بالفعل لكن كان لا بد من إرسالها يدويًا إلى الجانب الآخر من العالم حتى يتمكن المستورد في الدولة العربية، على سبيل المثال، من تقديم المستندات الإلكترونية الخاصة بالبضائع المستوردة من البرازيل لهيئة الجمارك في بلده”.
كما استشهد باربوزا بدراسة أجراها الاتحاد الوطني للصناعة (CNI) في عام 2021 تظهر المدة المقلصة في إجراءات تخليص الصادرات والواردات البرازيلية من خلال مشروع البوابة الموحدة. فمنذ أن بدأت الحكومة الفدرالية بتطوير هذه المبادرة تقلص متوسط المدة اللازمة لتخليص الصادرات والواردات بمقدار ثمانية أيام. ويعبر باربوزا عن فخره بذلك الإنجاز قائلًا: “في عام 2014 تقلصت المدة اللازمة لاستكمال عمليات التصدير من 13 يومًا إلى خمسة أيام، وأصبحت اليوم على عتبة الأربعة أيام في عام 2023. أما فيما يتعلق بالاستيراد فقد تقلصت المدة من 17 يومًا إلى تسعة أيام”.
أما المتحدث الثاني فيدال ميللو، الأستاذ والخبير الاستشاري في جامعة ساو باولو (USP)، فأفاد إن الأبحاث التي يقوم بها تظهر أن مستندات الغالبية العظمى من الشركات عادةً ما تخضع للرقابة الإلكترونية، لكنها دائماً ما تعتمد على التدخل البشري لتحميل المعلومات من نظام إلى آخر.
وفي هذا الصدد قال ميللو إن “هذا الواقع يجب أن يتغير، فمع كل التقنيات المتاحة اليوم مثل الإنترنت وسلسلة الكتل والبيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي وما شاكل ذلك يلزمنا تصميم عمليات جديدة من الصفر، ويجب أن تستند هذه العمليات الجديدة إلى البيانات حتى تكون قابلةً للتشغيل البيني”.
وشرحت المتحدثة الثالثة سهى محمد شرباوي (في الصورة الافتتاحية)، مديرة الجودة الفنية في “فامبراس” حلال، كيفية عمل منصة “Sys Halal” وكيف تُستخدَم لإصدار شهادات الحلال.
كما روت للحاضرين كيف نشأت فكرة إصدار شهادة الحلال في الشركة، ففي عام 2019 لاحظ الفريق المعني بتكنولوجيا المعلومات في الشركة أن إصدار شهادات الشحن وشهادات الحلال يتطلب الكثير من الأعمال الورقية، وفي محاولة منهم لتقليص كمية الأوراق المبذولة قُدّم اقتراح لتصميم شهادة رقمية.
وفي هذا السياق قالت سهى: “نحن السبّاقون في محاولتنا لرقمنة هذه الشهادة، وهذا يتماشى إلى حد كبير مع ما كنا نتحدث عنه بشأن المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة (ESG ). فالحرف الأول في التسمية المختصرة بالإنكليزية (ESG) يرمز إلى البيئة، ورقمنة الشهادة يصب في هذا الجانب بالذات، يصب في صميم المحافظة على البيئة، وصناعة الحلال متوافقة تمامًا مع المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة”.
أما المتحدث الأخير محمد الكاف الهاشمي، الشريك المؤسس للعملة الرقمية “إسلاميك كوين” (Islamic Coin)، فاستند في عرضه التقديمي على دور العمليات الإبداعية والابتكار والشفافية في بلورة القيم وتطوير أسلوب تقديم الخدمات لمجتمع يلتزم بقيم التمويل الإسلامي والنظام البيئي الحلال.
وأضاف الهاشمي إلى أنه “عندما نتطرق إلى هذا الموضوع نضع نصب أعيننا كيفية كسب ثقة المجتمع إذا ما كان هذا المجتمع لا يثق أصلًا بهذا النظام البيئي الحلال. فإذا لم يكن لدينا مجتمعًا يضع مشاريعه الخاصة لن نحقق نموًا في هذا المجال. الأمر مرتبط بالثقة وبدعم النظام البيئي ككل”.
ويجدر الذكر أن المنتدى البرازيلي- العالمي للحلال (GHB) يحظى بدعم من أكاديمية الحلال الدولية وغرفة التجارة والصناعة والزراعة الإسلامية واتحاد الغرف العربية وجامعة الدول العربية. وهو يُقام بالشراكة مع الحكومة الفدرالية البرازيلية ووزارة التنمية والصناعة والتجارة والخدمات (Mdic) ووزارة الشؤون الخارجية والوكالة البرازيلية لترويج الصادرات والاستثمار (ApexBrasil).
أما الجهات الراعية له فهي شركات “BRF” و”مارفريغ” و”منيرفا فوردز” وليلى للسياحة والسفر (Laila Travel) والخطوط الجوية التركية والوكالة البرازيلية للترويج السياحي الدولي (Embratur) و “سفر بلاس” و “H2R Insights & Trends” و “WLP” (World Logistics Passport) ومصرف “ِABC Brasil” و”سيارا” (Seara) و”Pão & Arte” و “كريستال بلاس” و “بامونا أليمنتوس” (Pamunã Alimentos).
ترجمته من البرتغالية مريم موسى