ساو باولو – سعياً منه إلى تعميق التعاون والتبادل في مختلف المجالات، بين بلده الأمّ و البرازيل، قام السفير الجديد للمملكة العربية السعودية في برازيليا، السيد فيصل إبراهيم غلام، بزيارةٍ لساو باولو يوم الجمعة (21)، و تخلّل قدومه للعاصمة الاقتصادية زيارةً لمقر الغرفة التجارية العربية البرازيلية، الواقع في شارع باوليستا. كان الدبلوماسي قد تولّى هذا المنصب في برازيليا منذ نوفمبر من العام 2022، وكانت هذه أول زيارة له للجهة العربية.
يُعَتَبَرُ السفيرغلام شخصية دبلوماسية مهمّة، حيث سبق له أن شغل منصب السفير للمملكة العربية السعودية لدى فنلندا قبل توليه منصبه الحالي في البرازيل. و في مقابلةٍ له مع وكالة الأنباء العربية البرازيلية (ANBA)، أعرب عن سعادته بمنصبه الجديد و أفاد بأنّه يراه تغييرًا جيّدًا، كما صرّح قائلًا: “أنا هنا لتعزيز العلاقات الثنائية التي تشمل الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية أو الثقافية. لذلك، أنوي العمل كسفير على هذه الأصعدة الثلاث بشكل متزامنٍ ومتوازٍ؛ لتعزيز هذه المجالات، و تحقيق تحسّنٍ متوازنٍ في العلاقة بين البلدين”.
تحدّث سعادة السفير أيضًا عن هذه العلاقة، و التي يعتبرها علاقةً ممتازةً، إذ قال: “نحتفل هذا العام بالذكرى الخامسة والخمسين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البرازيل والمملكة العربية السعودية. لكن علاقتنا مع البرازيل لا تقتصر على الجانب الدبلوماسي، بل إنّ العلاقة الاقتصادية بيننا قويةٌ على حدّ سواء، حيث تحتل المملكة العربية السعودية المرتبة الأولى بين الدول العربية فيما يتعلق بواردات البرازيل، و الثانية فيما يتعلق بصادراتها”.
في هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أنّه في عام 2022، بلغت قيمة صادرات البرازيل إلى المملكة العربية السعودية ما يعادل 2.91 مليار دولار أمريكي. و تبعًا لهذا فإنّه من بين الدول العربية، جاءت المملكة العربية السعودية في المرتبة الثانية بعد دولة الإمارات العربية المتحدة التي قامت بشراء بضائع بقيمة 3.2 مليار دولار أمريكي. علمًا بأنّ السلع الرئيسية المصدّرة إلى المملكة العربية السعودية من البرازيل تشمل: الدجاج المجمد، السكر، الذرة، فول الصويا، القمح و لحم البقر.
أمّا فيما يتعلق بواردات البرازيل، فتأتي المملكة العربية السعودية في المرتبة الأولى بين الدول العربية، بواردات بلغت قيمتها 5.3 مليار دولار أمريكي في العام 2022. وتشمل السلع الرئيسية المستوردة من الدولة العربية البترول والأسمدة.
الثقافة و السياحة
على الصعيد الثقافي، يرغب السيد غلام في أن يتعرف البرازيليون على المملكة العربية السعودية بشكل أفضل، وأن يتعرف السعوديون بدورهم على البرازيل، مشدّدًا على أهمية تعميق هذه العلاقات، إذ قال: “يجب ألّا يكون ذلك شيئًا عابرًا مثل حدثٍ رياضيّ، بل أمرًا مستمرًا. إنّ السفراء يعملون عمومًا كجسور بين البلدان، و لتحقيق هذا، يمكننا تنظيم زيارات وفعاليات وتشكيل فرق بحثيّة (think tanks)؛ لتبادل الأفكار والآراء و الحلول”.
بدوره لا ينفي الدبلوماسي العقبات التي تؤتّر على السياحة بين البلدين و أهمّها بُعد المسافة التي يدرك بأنّها تشكل عبئًا على قضية سفر البرازيليين إلى المملكة العربية السعودية. و لهذا يأمل في أن يكون هناك قريبًا رحلة جوية مباشرة بين ساو باولو والرياض عن طريق شركة طيران سعودية.
من الجدير بالذكر أنّ المملكة العربية السعودية كانت قد أطلقت مشروع “رؤية 2030” الهادف إلى تحقيق التنمية الشاملة و تنويع الاقتصاد ليتعدّى النفط، ممّا فتح الباب أمام المملكة لتعزيز السياحة و خاصّةً بعد أن تمّ تخفيف بعض القيود والقوانين المتعلّقة بالنساء و الأجانب، لتحسين تجربة السياح وتشجيعهم على زيارة البلاد.
بهذا الخصوص يقول السفير مشدّدًا: “نحن أمّةٌ شابة، حيث يشكل الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و35 عامًا 70٪ من السكان. إنّ الحياة ليست ثابتة، بل هي دائمة التطور، وأعتقد أن هذا الانفتاح في البلاد هو جزء من ذلك. نحن نحافظ على مبادئنا، ولن يتغير ذلك، لكن و بناءً على هذا التطوّر فإنّنا نرى في يومنا هذا المزيد من النساء يقدن السيارات ويشاركن في سوق العمل. إنّ الانطباع العام عن المملكة يتغير الآن”. وأضاف: “لطالما كنا مضيافين، نحن نستقبل الأجانب بحفاوة عند زيارتهم لبلادنا، و هم يشعرون بذلك”.
لم يتّسع الوقت للسفير بعد للتعرّف على العديد من الأماكن في البرازيل، ولكنه أبدى إعجابه الكبير بشلالات إيغواسو (Cataratas do Iguaçu)، ويرغب في العودة إليها مرة أخرى. و عند سؤاله بفضول عما أحبّه من المطبخ البرازيلي قال أنّ وجبته البرازيلية المفضلة هي الموكيكا (moqueca). أمّا على الصعيد الشخصي فإنّ أكثر ما يشتاق إليه الدبلوماسي هي زوجته التي تعمل في المملكة العربية السعودية، وابنتيهما اللتين هما فلذتا كبده.
كان في استقبال سعادة السفير في الغرفة التجارية العربية البرازيلية رئيس الغرفة، الدبلوماسي و السفير السابق اوسمار شحفة، بالإضافة إلى السيد محمد أورا مراد؛ نائب الرئيس للعلاقات الدولية، و السيدة فيرناندا بالتازار؛ مديرة العلاقات المؤسسية. ومن المتوقّع أن تحمل هذه الزيارة ثمارًا إيجابية في المستقبل لتعزيز التبادل التجاري والثقافي بين البلدين وصولًا إلى مستويات جديدة من الشراكة والتعاون.
اقرأ أيضًا:
مجلس الشيوخ يؤسس مجموعة برلمانية برازيلية – سعودية
ترجمته من البرتغالية: يارا عثمان