ساو باولو – يعمل الفنان البرازيلي إدواردو كوبرا في فن الشارع منذ أكثر من 30 عامًا، ورسم جداريات في حوالي 40 دولة في القارات الخمس. كما قام بابتكار خمسة أعمال كبيرة في دولة الإمارات العربية المتحدة. ولديه حاليًا لوحات قماشية معروضة في معرض عدن في دبي، يقوم كوبرا حالياً بدراسة وتقييم الدعوات الجديدة المقدمة له من البرازيل، والدول العربية الأخرى، مثل المملكة العربية السعودية.
ولد كوبرا في ضواحي مدينة ساو باولو، في حي كامبو ليمبو، حيث تعلم الفن بنفسه دون مساعدة من أحد. يبلغ من العمر حالياً 46 عاماً ويواصل إنتاج أعماله الفنية في جميع أنحاء العالم. ذكر كوبرا لوكالة الأنباء العربية البرازيلية، أنبا، قائلاً، لدي عرض جديد للعمل في الإمارات، كما تلقيت اتصالاً من المملكة العربية السعودية لعمل سلسلة من الجداريات هناك. سأدرس جميع هذه العروض خطوة بخطوة، وسأواصل عمل هذه الأعمال الفنية، فأنا أقوم حالياً بتقييم حوالي 20 دعوة دولية.
توجد ست لوحات فنية في معرض عدن للفنان البرازيلي، تم تقديمها خصيصًا لموضوعات تتعلق بدبي والإمارات بشكل عام. هناك القليل من الثقافة المحلية في هذه الأعمال. قال كوبرا، لقد وضعت في أعمالي الفنية القليل من الثقافة، القليل من الإبداع والقليل من الشعر. إنها لقطع فنية فريدة للوحات كنت أطورها منذ حوالي خمسة أشهر، وهي الأن معروضة في معرض جديد في دبي. بعض هذه اللوحات هي لوحات أصلية مأخوذة من الجداريات التي قمت برسمها في المنطقة. ذكر كوبرا، أنه توجد على كل جدارية رسومات من القماش مصنوعة باليد.
بالإضافة إلى أعماله في الإمارات العربية المتحدة ، قام كوبرا بانتاج لوحة فنية تكريما للبنان بعد الانفجار الذي حدث في بيروت في أغسطس 2020. قال، صنعت قطعة فنية وطرحتها للمزاد، ومع بيعها تبرعنا بـ100 % من الأموال لمساعدة الأسر المتضررة في هذه المنطقة. كان هذا مهمًا بالنسبة لي بسبب الاحترام الذي أكنه للمواطنين والعائلات المتضررة من الانفجار، وكانت هناك ردود أفعال ايجابية ولطيفة تلقيتها من العديد من الأشخاص الذين اكتشفوا هذا الأمر.
الفن في الإمارات
قال كوبرا، تلقيت بحماس كامل دعوات للرسم في الإمارات. فلدي معلومات متكاملة عن الامارات من خلال الكتب، والقصص، والأفلام والأفلام الوثائقية، فغالباً ما تكون هذه المعلومات بعيدة عن الواقع، عن كونك حاضرًا ومتعلقًا بها. فهناك الكثير من الأفكار حول العالم العربي من أشخاص لم يسبق لهم أن كانوا هناك. فطريقة عملي على وجه الخصوص هي طريقة توجهية مرتبطة بعادات وثقافات الشعوب، كان لدي هذا الحماس وهذه الرغبة في أن أكون هناك لأرى بأم عيني، لكي أتعلم وأصل إلى المعرفة، ولذلك قمت بزيارة هذه الأماكن لفهم الثقافة والعادات والتقاليد عن قرب.
أضاف كوبرا، الدعوة الأولى التي وجهت لي من الإمارات، كانت دعوة خاصة للمشاركة في مهرجان أطلق عليه اسم Dubai Canvas 3D Art Award في إمارة دبي في العام 2015. فأنا اعتبر من رواد البرازيل في تنفيذ هذا النوع من الفن من اللوحات ثلاثية الأبعاد على الأرض، لذلك كان العمل بالنسبة لي استثنائي، لأنه بالإضافة إلى تقبل المواطنون له بطريقة لا يصدقها عقل، فكان لدينا متابعة كاملة من وسائل الإعلام المحلية أثناء مراحل العمل، خاصة أنه عمل فني حديث في المنطقة. قال الفنان، كانت إحدى الصعوبات التي واجهتني مع فريقي، هي طلاء الأرضية في درجة حرارة كانت تصل الى 40 درجة مئوية. اللوحات الثلاثية الأبعاد ليست معروضة في المعرض.
بعد ذلك، طُلب من كوبرا أن يرسم جانب مبنى. ومن أجل اتمام هذا العمل بحث أكثر عن تاريخ الامارات، وبذلك قام بعمل فني تحت اسم، البدوي، في العام 2015. اللوحة الجدارية متواجدة في نفس المكان حتى هذه اللحظة.
في العام 2016، جاءت دعوة جديدة لكوبرا لرسم لوحة جدارية على سلم قديم في دبي، في جميرا. لقد عرضوا الاماراتيين هذه المساحة لكي استخدامها في الرسم، كانت هذه المساحة الأكثر تميزاً لديهم في ذلك الوقت، فقمت بعمل فني بعنوان، أسطورة الحصان العربي، وقدمته لهم. كانت هناك نافورة أيضًا، فقمت بتشكيل هذه النافورة وهى تطلق الماء حيث تجري الخيول الستة. قال كوبرا، إنه لعمل مازال متواجد حتى اليوم.
هذا العمل، أسطورة الحصان العربي، الذي قمت به على السلم العتيق، فتح لي الأبواب لمشاريع أخرى. كما قمت بعمل مشروع آخر على نفس نمط الفن الثلاثي الابعاد، قائمًا على فكرة أن الإمارات خرجت من منطلق منطقة صحراوية وتحولت بعد ذلك إلى واحة حقيقية، لذلك وضعت في العمل طفلاً صغيرًا يبني على الرمال أحد أيقونات الإمارات وهو برج العرب. في الصورة العليا للتقرير، يجلس الفنان بجانب الجدارية، حلم صبي، التي تم رسمها من أجل حدث في العام 2017. توجد صورة لهذه الجدارية معروضة في معرض عدن.
خلال عام التسامح في الإمارات في 2019، نفذ كوبرا مشروعه الأخير في الدولة العربية. وتلقى دعوة من الحكومة لرسم أكبر جدارية في الإمارات في أبوظبي. قال كوبرا، تجمع هذه اللوحة أشخاصًا من بلدان مختلفة يعيشون في المنطقة، مما يزيل الغموض عن الكثير من الأشياء على وجه التحديد، ويظهر روح الاستقبال والانفتاح والاتصال مع الثقافات الأخرى.
من أجل هذا العمل، قضى الفنان ما يقرب من الشهرين في المنطقة. كان الأمر مثيرًا للإعجاب، لأنني تمكنت من زيارة منازل بعض الأشخاص الذين يعيشون هناك، ودعوني لتناول العشاء، كما أنني دعوت على حفل زفاف، وكان ذلك أمراً استثنائيًا. كما أنني تمكنت من زيارة الأماكن الفنية الرائعة، مثل متحف اللوفر، وقد تأثرت كثيرًا، وأيضًا قمت بزيارة مسجد الشيخ زايد الكبير في أبو ظبي، الملئ بالرخام والسجاد المصنوع يدويًا. لقد كنت متحمسًا جدًا، ومهتمًا جدًا بالتقاليد والثقافة واحترامهم للإيمان بالله وسلوكهم المهذب، لقد وجدت ذلك ممتعًا للغاية.
بالإضافة إلى أعماله الفنية، يكرس كوبرا وقته لمعهده ولمشاريعه الاجتماعية. يقول كوبرا، لديّ أعمال تعاقدت عليها الحكومات والمدن وقاعات المدن والمعارض، بالإضافة إلى اللوحات التي صنعتها طواعية في إفريقيا والهند. وما زلت أبذل كل ما في وسعي لفتح الأبواب ومتابعة عملي خطوة بخطوة. جدير بالذكر أن معهد الفنان كوبرا في مرحلة التطوير. من ضمن المشاريع التي ينوي كوبرا القيام بها، مشاريع للمساعدات الإنسانية، والقضايا البيئية والتحول الاجتماعي من خلال الفن.
الخدمات
معرض عدن
شارع الأزياء، دبي مول – وحدة – 290 – 58 FF شارع المركز المالي.
وسط مدينة دبي
دبى، الامارات العربية المتحدة
ترجمة أحمد النجاري