ساو باولو – أطلقت الغرفة التجارية العربية البرازيلية صباح يوم الأربعاء (25)، خلال حدث هجين (جمهور واقعي وافتراضي)، مشروع “مركز التطور التكنولوجي 4.0″، وهو مركز مؤلف من حاضنة الأعمال “CCAB Lab”، والمنصة “إيلّوس بلوك تشين” و”لجنة الابتكار”. وكان ذلك بمقر الغرفة وبحضور رائد الفضاء ووزير العلوم والتكنولوجيا والابتكار في البرازيل، معالي “ماركوس بونتيس”، الذي ألقى كلمته.
افتتح هذا الحدث السفير “أوسمار شحفة” (الصورة أعلاه)، رئيس الغرفة التجارية العربية البرازيلية، موضحاً بأن الهدف من تأسيس المركز هو ربط نظم الابتكار التكنولوجي البرازيلية والعربية، من خلال نشر المعارف وتوسيع نطاق وصولها. حيث قال: «المركز الابتكاري للغرفة العربية يضم الآن حاضنة الأعمال “CCAB Lab”، التي أنشئت لتحفيز تدويل الشركات الناشئة والشركات عالية النمو والشركات القائمة على التكنولوجيا في الأسواق العربية والبرازيلية».
تجدر الإشارة إلى أن “CCAB Lab” هي حاضنة أعمال تهدف إلى تقريب الشركات ووكالات الابتكار في المنطقة العربية والبرازيلية، لاسيما الشركات الناشئة منها. على حين جاءت منصة “إيلّوس” لتبسّط المعاملات التجارية وأساليب التواصل بين العرب والبرازيليين ولتنتقل بها إلى العالم الإلكتروني. وأمّا “لجنة الابتكار” فستعمل على تنظيم اجتماعات بين الشركات من كلا المنطقتين لمناقشة القضايا ذات الصلة بالابتكار والإبداع.
سيتركز عمل الحاضنة على تطوير أنشطة توعوية وتأهيلية، وتقديم للحلول، والوصل بين الأطراف ذات المصلحة، بالإضافة إلى إنشاء شبكات تواصل تربط ما بين الأطراف المشاركة لتعزيز تبادل الخبرات والقدرات.
أكد “بونتيس” بأن العمل عن بعد وتكنولوجيات التحول الرقمي كان لها مساهمة فعالة في استمرارية المشاريع والأعمال خلال فترة الجائحة. وأوضح أنه من أولويات الوزارة الارتقاء بالبرازيل إلى نفس مستوى الدول المتقدمة في هذه المجالات. إذ أنه يرى بأن البرازيل تمتلك إمكانيات هائلة لتطوير مثل هذه الأنظمة.
وأضاف: «نعمل منذ العام 2019 على دعم بعض التكنولوجيات المساعدة كإنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي وبلوك تشين والمعالجة السحابية وغيرها. و”مركز التطور التكنولوجي 4.0″ هذا، سيشكل إضافة قيّمة للنظام الحالي، وأنا متأكداً تماماً من النجاح الذي سيحصده، إذ أننا بطبيعة الحال في البرازيل لدينا تواصل مباشر مع أعداد كبيرة من العرب وأحفادهم، تتراوح ما بين 10 و12 مليون شخص. فالبرازيل إذاً تتمتع بهذه الخاصية، وأعتقد بأن الخروج بهذه الفكرة المتطورة وتنفيذ هكذا مشروع باستخدام أحدث التقنيات لأمر رائع ومشرف للغاية».
كما أكد أيضاً أنه يسعى جاهداً لسد ما أسماه بـ ” الفجوة 13- 62″ حيث صرّح: «تشغل البرازيل المرتبة 13 في حقل الإنتاج العلمي، بينما تحتل المرتبة 62 في مجال الابتكارات، ونحن نسعى لسد هذه الفجوة، ولكننا بحاجة لتحسين مستوى الابتكار في البلد، وأنا مؤمن بهذه الإمكانية. إن أحد المبادئ التوجيهية في الوزارة هو العمل الجماعي والتعاون وإقامة الشراكات مع المؤسسات والدول».
وبدوره سكرتير ريادة الأعمال والابتكار في الوزارة، السيد “باولو ألفيم”، أكّد بأن “مركز التطور التكنولوجي 4.0” يتناغم مع الاستراتيجيات التي أشار إليها معالي الوزير، والتي تعتبر من أولويات حكومة “بولسونارو”. وهو يرى بأن هذا المشروع من شأنه تقريب البرازيل من الشراكات والفرص الجديدة مع الدول العربية. وقال: «علمتنا الجائحة درساً مهماً، وهو أننا بحاجة لمزيد من العلم ولمزيد من التكنولوجيا، ولكن الأهم أننا بحاجة لمزيد من التعاون».
كما تخلل الافتتاح كلمة لمدير العلاقات الحكومية والشؤون التنظيمية في شركة “IBM América Latina”، السيد “فابيو روا”، الذي صرّح بأن “مركز التطور التكنولوجي 4.0” سيكون بمثابة البيئة المواتية لتطوير التكنولوجيات الحالية وابتكار تكنولوجيات واختراعات جديدة تعود بالنفع المشترك على البرازيليين والعرب.
اللجان المواضيعية
وخلال الحدث أعلنت مديرة قسم الأعمال الجديدة في الغرفة التجارية العربية البرازيلية، السيدة “دانييلا ليتي”، عن تأسيس الغرفة العربية لمجموعة من اللجان المواضيعية، موضحة بأن اللجان التي ستعقد اجتماعات مفتوحة هي: اللجنة النسائية، واللجنة القانونية، ولجنة الابتكار، ولجنة الاستدامة. وهي اجتماعات شهرية يشارك فيها المدراء التنفيذيين لشركات من مختلف القطاعات بهدف تحديث معلومات السوق، وتبادل أفضل الممارسات، وتمكين التواصل. وأبواب المشاركة فيها مفتوحة لجميع الشركات المنتسبة للغرفة العربية.
أمّا اللجان الاستراتيجية فهي: لجنة الدفاع، ولجنة تحفيز الأعمال، ولجنة الحلال البرازيلي، واللجنة التنظيمية. وستشكل هذه اللجان مجموعات عمل تعقد اجتماعات مغلقة على مستوى المدراء التنفيذيين للشركات المصنّفة ضمن نفس القطاع. يتم خلالها مناقشة القضايا التي تهم الجهات المشاركة، بهدف ابتكار الحلول ووضع المبادئ التوجيهية التي من شأنها تحسين بيئة الأعمال. علماً بأن المشاركة في هذه الاجتماعات مقتصرة على صناع القرار والمدراء المدعوين فقط.
وأمّا بالنسبة لـ “لجنة الابتكار”، فهي تخطط لعقد اجتماعات بين أصحاب المصلحة في النظم الابتكارية، يتم خلالها مناقشة المواضيع المتعلقة بحسن سير حاضنة الأعمال “CCAB Lab”، إلى جانب البحث في التوجهات والظروف التي تحللها الغرفة العربية. من المقرر انعقاد الاجتماع الأول للجنة في الخامس من أكتوبر، وذلك تحت عنوان: “النظم العربية، ودَور الابتكار والتكنولوجيا في الارتقاء بمستقبل المنطقة”.
صرّحت “ليتي” بأن تلك اللجنة يترأسها من الجانب البرازيلي، المدير التنفيذي في شركة الأدوية “يوروفارما” (Eurofarma)، السيد “والكر لحمان”، ومن الجانب العربي، السيد “لوك شاريير”، نائب الرئيس التنفيذي للأمور التجارية في شركة “دبي كوميرسيتي” (Dubai Commercity)، شركة متخصصة بالتجارة الإلكترونية في منطقة الشرق الأوسط.
وبدوره قال السيد “لحمان”: «تعتبر البرازيل مصنعاً هاماً للابتكار العلمي، فنحن ننتج علوماً عالية الجودة. إلاّ أننا بحاجة لاستحداث آليات لتعزيز العلاقة بين العمل الأكاديمي والقطاع الخاص والصناعات والقطاع الخدمي، من أجل الوصول إلى الاستفادة المثلى من الطاقات العلمية المتاحة». وهو يرى أن هذه المبادرة التي تشرف عليها الغرفة العربية تعكس حرصها على تسهيل وفتح آفاق رحبة للتفاعل بين البرازيل والدول العربية، ما يتيح الفرصة أمام الشركات البرازيلية للتقرب من مراكز الابتكار الدولية، وهذا على حد قوله مطلب من مطالب رجال الأعمال.
ومن جهته صرّح السيد “شاريير”: «التكنولوجيا والابتكار ضروريان جداً لمنطقة التجارة الحرة في منطقتنا. نحن في دبي نستخدم أحدث التقنيات وندرج الابتكار في أنظمتنا لنتمكن من تشكيل نظم تكنولوجية تساعد تجار التجزئة ومقدمي الخدمات على أداء أنشطتهم والنمو في هذا المجال الواعد جداً».
كما شارك في هذا الحدث أيضاً مدير تكنولوجيا المعلومات في الغرفة العربية، السيد “ماركوس بولغاريللي”، ومستشارة الأعمال الدولية ورئيسة حاضنة الأعمال “CCAB Lab”، السيدة “كارين ميزوتا”، ونائب الرئيس للتجارة الخارجية، السيد “روي كارلوس خوري”. حيث قدموا للجمهور مزيداً من التفاصيل بخصوص المشاريع الجديدة في الغرفة التجارية العربية البرازيلية. واختتم “خوري” هذا الحدث.
شاهد الحدث كاملاً:
*ترجمة معين رياض العيّا