ساو باولو – في خطوة نحو تعظيم حصة الأغذية والمشروبات البرازيلية داخل السوق الإسلامية، لا سيما ذات القيمة المضافة منها، قامت الغرفة التجارية العربية البرازيلية بالتعاون مع الوكالة البرازيلية لترويج الصادرات والإستثمارات (أبيكس-برازيل) بإطلاق مشروع “حلال دو برازيل” (Halal do Brasil) يوم الإثنين 5 ديسمبر، وذلك في مقر الوكالة في برازيليا.
سيستمر هذا المشروع، الذي يهدف إلى تدويل 500 شركة صغيرة ومتوسطة الحجم، لثلاث سنوات كمرحلة أولى وسيستثمر فيه ما يزيد عن 15 مليون ريال برازيلي.
تم خلال الحفل التوقيع على الإتفاقية من قبل السفير أوغوستو بيستانا، رئيس الوكالة البرازيلية لترويج الصادرات والإستثمارات، والسفير اوسمار شحفة، رئيس الغرفة التجارية العربية البرازيلية. في الصورة أعلاه بيستانا على اليسار وشحفة على اليمين.
أكد بيستانا أن أهم نجاحات الوكالة تبرز في الشراكات التي تبنيها مع المؤسسات الأخرى، حيث لديها اليوم حوالي 55 اتفاقية سارية المفعول لمشاريع في قطاعات الصناعة والزراعة والخدمات. وكشف بأنها تولي عناية خاصة لرجال الأعمال الصغار والمتناهين بالصغر.
وفي هذا السياق قال: “ستساهم هذه الاتفاقية بتنويع الشركاء التجاريين ووجهات الصادرات، بصفتها أداة جديدة من أدوات توسيع السوق وإضافة القيمة للمنتجات. وهذا مشروع من المشاريع التي نفتخر بها”.
ومن جهته أكد السفير اوسمار شحفة أن الغرفة العربية تنظر إلى هذا التعاون على أنه شراكة استراتيجية، وتعتبره جزءاً من خطتها الخمسية التي تسعى من خلالها لبناء علاقة مثمرة بين القطاعين الخاص والعام تعود عليهما بالمنفعة المتبادلة.
وعلى حسب الشحفة، يهدف مشروع “حلال دو برازيل” إلى تعزيز حضور المنتج البرازيلي في السوق الإسلامية المؤلفة من 57 دولة ذات أغلبية مسلمة وعديد المجتمعات الإسلامية المنتشرة في أصقاع الأرض. كما يهدف المشروع إلى زيادة وتنويع أجندة الصادرات البرازيلية إلى تلك الأسواق، باعتبار أن السوق الإسلامية تستهلك 1.3 ترليون دولار أمريكي من الأغذية والمشروبات سنوياً.
وصرح: “غايتنا من المشروع هي تحسين القطاع الإنتاجي البرازيلي وتأهيله ليتطور تدريجياً ويتمكن من دخول هذه السوق الآخذة بالنمو. نحن نعلم بأن المنتج البرازيلي يمتلك سمعة طيبة وينظر له كمنتج ذات جودة في السوق العربية، لكن لايزال هناك حيز واسع للتطوير”.
مقالة ذات صلة: الغرفة العربية وأبيكس برازيل تروجان للأغذية الحلال
صرحت السيدة سيلفانا غوميز، مديرة التسويق والمحتوى في الغرفة العربية، بأن وظائف المشروع الرئيسية تتمثل في التأهيل والترويج التجاري بما في ذلك المشاركة في البعثات ومعارض الأغذية والمشروبات في الأسواق العربية وغير العربية كماليزيا والسعودية وألمانيا وفرنسا وأفريقيا الجنوبية والامارات العربية المتحدة ومصر، في محاولة للترويج للإنتاج البرازيلي الحلال.
وأوضحت بأن البرازيل بطبيعة الحال لديها خبرة في سوق البروتين الحلال، ولكن التحدي القادم هو التمكن من تسويق الأساي والأرز داخل هذه الأسواق.
وبدوره أفاد السيد تامر منصور، الأمين العام للغرفة، بأن أول زيارة له إلى ماليزيا كانت في عام 2001 بهدف التعرف على سوق الحلال فيها. كما أكد على ضرورة الحوار بين مؤسسات الحلال العاملة في البرازيل والشركات التي يستهدفها المشروع. وأضاف: “إن الهدف من المشروع هو تفعيل المشاركة البرازيلية وزيادة القيمة المضافة وتعظيم الحصة السوقية للمنتجات البرازيلية داخل الأسواق الإسلامية”.
كشفت السيدة باولا سواريز، مديرة الأعمال الزراعية في الوكالة، أن المباحثات بشأن إطلاق هذا المشروع سارية منذ عام. إلاّ أن فكرة المشروع ولدت في شهر فبراير من عام 2020 خلال معرض جلفود للأغذية المقام في دبي. وقالت: “لطالما كان مجتمع الأعمال البرازيلي مهتماً بالحصول على تراخيص الإنتاج الحلال، ولكن لم يكن ذلك بالأمر السهل، فهو موضوع مجهول بالنسبة لهم”.
وأردفت: “لن يقتصر دور المشروع على تأهيل الشركات وحسب، بل سيمتد ليشمل دعم الوكالة البرازيلية لترويج الصادرات والإستثمارات والغرفة التجارية العربية البرازيلية خلال كافة مراحل استخراج شهادة الحلال”.
وعقب التوقيع على الإتفاقية عقدت اللجنة الإدارية للمشروع أولى اجتماعاتها بحضور ممثلين عن المؤسسات العاملة في هذا القطاع.
*ترجمة معين رياض العيّا