ساو باولو – تنظّم الغرفة التجارية العربية البرازيلية المنتدى الاقتصادي العربي البرازيلي الذي تحول إلى ملتقى للعرب والبرازيليين، بطريقة افتراضية في الفترة بين 19 و22 أكتوبر تحت عنوان “المستقبل الآن”. وسيجمع هذا الحدث جميع حلقات العلاقة بين البرازيل والدول العربية من ممثلين عن القطاع العام ومن بينهم قادة في بعض الدول، ومؤسسات كالغرف التجارية وبعض الشركات. في الصورة أعلاه المنتدى في إصدار عام 2018.
سيضم هذا المنتدى مساحة خاصة بالنقاشات لبحث بعض المحاور وتوقيع الاتفاقيات، ومساحة أخرى ستخصص لعرض الشركات البرازيلية والعربية والتعريف بمنتجاتها. حيث سيتم بث فعاليات البيئة الأولى عبر منصة البث المباشر (streaming) مع توفير ترجمة لجميع المحاضرات إلى اللغات العربية البرتغالية والإنجليزية، وأمّا الثانية فهي عبارة عن بيئة رقمية ثلاثية الأبعاد تم تصميمها باستخدام الرسومات الكمبيوترية. ويمكن من خلال نفس الرابط الوصول لكلا المساحتين، حيث يتم الاختيار بين الدخول إلى بيئة العرض الافتراضية أو متابعة نقاشات المنتدى.
هذا وكان من المقرر انعقاد المنتدى على أرض الواقع في شهر أبريل من هذا العام في العاصمة ساو باولو تحت نفس العنوان “المستقبل الآن”، ولكن انتشار وباء فيروس كورونا حال دون ذلك. وأكدً رئيس الغرفة العربية السيد “روبنز حنون” على أن هذا المنتدى اكتسب رمزية قيّمة في الوقت الراهن، حيث أكد لوكالة الأنباء العربية البرازيلية (أنبا) قائلاً: “لقد أبقينا نفس العنوان ولكنه اليوم اكتسب معنى آخر، لان المستقبل هو ما نعيشه اليوم بالفعل، أي أنه حالة من الصعب جداً التكهن بعواقبها”. وعلى حسب حنون فإن المستقبل آتٍ ومن غير المفضل الانتظار لرؤية ما سيكون عليه. وقال: “يجب علينا رسم هذا المستقبل الآن”.
وإضافة للموضوع الرئيسي حول المستقبل الذي أصبح اليوم واقعاً، فسيتناول كل يوم من أيام المنتدى الأربعة محوراً محدداً ليتم نقاشه. ففي اليوم الأول ستتم مناقشة موضوع الآفاق المتاحة أمام البرازيل والدول العربية في ظل المشهد الدولي الجديد، وفي اليوم الثاني سيدور الحوار حول إمكانية وجود ترتيب جديد للأعمال الدولية، وأمّا في اليوم الثالث فالموضوع سيكون بخصوص الأمن الغذائي والشراكة الاستراتيجية القائمة بين البرازيل ودول العالم العربي في هذا المجال، وأمّا آخر الأيام فتمّ تخصيصه للحديث عن أهمية الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات خلال الوضع الراهن.
تم التفكير ملياً باختيار بموضوع الحوكمة ليختتم به هذا المنتدى. حيث يؤكد حنون: “إن لهذا الموضوع رمزية مهمة للغاية، فهو سيخطّ لنا المسار الذي نرغب بأن يسلكه عالمنا الذي نعيشه اليوم”. وأمّا باقي المواضيع من الترتيب الدولي، والآفاق المتاحة للدول، أو الأمن الغذائي فتتلاقى جميعها لتؤكد على حاجتنا الشديدة للحوكمة. “كل ذلك يحتاج إلى استدامة، وإلى مجتمع حذر وقوي، وبحاجة لمؤسسات واعية، وبالتالي لابد لنا من مناقشة كيفية تحقيق ذلك”.
تم التنسيق لعقد هذا المنتدى ضمن بيئة تتلاءم مع الواقع الجديد الافتراضي، مستنداً على العلاقة بين العرب والبرازيليين والتي اضطرت ايضاً إلى تغيير نفسها لتلائم المشهد الحالي. وذكّر حنون بأهمية الاتصال المباشر عند العرب أثناء عقد الصفقات وكيف أن هذه الإمكانية تضررت كثيراً. وأكدّ على استمرار مساعي الغرفة التجارية العربية البرازيلية في سبيل الحفاظ على العلاقة بين العرب والبرازيليين حتى في زمن وباء كوفيد-19. حيث قال: “أدخلنا هذه العلاقة إلى العالم الافتراضي”.
منذ بداية انتشار الوباء، والغرفة العربية تقوم بمبادرات عديدة في العالم الافتراضي، من بينها عقدها لمجموعة ندوات افتراضية جمعت العرب والبرازيليين، وإنشاء لجنة تم تأسيسها على الانترنت لتلبية مطالب وحاجات العرب من البرازيل خلال أزمة كوفيد-19، بالإضافة للإعلان عن تأسيس “Lab CCAB” وهو مختبر يهدف إلى تحفيز الشركات ذات المشاريع المبتكرة والتكنولوجيّة والتي تندرج في إطار العلاقة بين البرازيل والدول العربية. وأمّا المنتدى الاقتصادي الافتراضي فمن المفترض أن يعبّر عن أوج هذه العلاقة الرقمية بين المنطقتين.
أسلوبان
أكد رئيس الغرفة العربية على حتميّة عودة الاتصال الشخصي بين العرب والبرازيليين، وأننا حينها سنكون أمام إمكانيتين للتواصل، واحدة افتراضية وأخرى واقعية. وقال: “سيتحسن الحال كثيراً لأننا سنمتلك عالمين للتواصل”. ومن وجهة نظر حنون فإن الانتظار للمضي بالعلاقات لحين عودة الأنشطة لما كانت عليه على أرض الواقع يبدو وكأنك تنوي تجميد كل شيء لفترة من الزمن لتعود بعدها وتنصدم بعالم مختلف كلياً قد غيّرته الأحداث الراهنة.
ويؤكد حنون: “لو أجلّنا أداء مهامنا إلى ما بعد الأزمة، فلن نحصل على النتائج المرغوبة، وأمّا إذا بدأناها من الآن فالنتائج حتماً ستفوق التوقعات. وإذا لم نتحرك فوراً، فنحن هنا لا نقوم بتفعيل دور الغرفة العربية في إحداث التقارب بين العرب والبرازيليين. فإن لم تكن إمكانية الاتصال المباشر متوفرة، إذاً فمن واجبنا البحث عن طرق أخرى، وهذه هي وظيفتنا”.
سيتم خلال المنتدى عرض نتائج إحدى الدراسات التي كشفت عنها الغرفة التجارية العربية البرازيلية هذا العام بخصوص موضوع الهجرة العربية إلى البرازيل. وقد قام بإنجاز هذه الدراسة كل من شركة “H2R للأبحاث المتقدمة” وشركة “إيبوبي إينتيليجينسيا”. وبهذا الشأن يقول حنون: “سنظهر للعالم العربي مدى اندماج البرازيل مع العرب وكيف أن هذه الجالية تشكل مصدر قوة للبرازيل باتحاده مع العرب”. كما سيتم أيضاً تقديم ملخص لدراسة أخرى تم إجراءها خلال فترة الوباء حول عادات الاستهلاك الجديدة في الدول العربية، والسلوك الحديث للشركات العربية والبرازيلية في نظام B2B (Business to Business) التي قامت بها شركة “Asfour” وهي شبكة معاهد بحث أسستها شركة “H2R” داخل الدول العربية.
المزيد من الحضور
ترغب الغرفة العربية باستقبال العرب والبرازيليين إلى جانب ضيوف من بلدان أخرى ضمن فعاليات المنتدى الاقتصادي العربي البرازيلي. وهنا أكّد حنون على أن هذا الإصدار الافتراضي سيسهل عملية المشاركة في الحدث، وسيزيد من احتمال مشاركة أشخاص ينتمون لبلدان عربية ليس لديها اتصالات وثيقة مع البرازيل حتى الآن، كجزر القمر والصومال مثلاً. وبهذه الطريقة سيتمكن المشاركون من متابعة الأجزاء التي تهمهم على حسب الوقت المتاح ضمن جدول المواعيد الخاص بهم. مع العلم أن أبواب التسجيل مفتوحة ومجانية. وهذا الحدث سيقام بدعم من اتحاد الغرف العربية وجامعة الدول العربية.
اقراَ المزيد من المعلومات حول المنتدى ضمن تقارير جديدة ستعدها وكالة الأنباء العربية البرازيلية في الأيام القادمة.
الخدمة:
المنتدى الاقتصادي العربي البرازيلي
من 19 وحتى 22 أكتوبر 2020
من الساعة التاسعة صباحاً وحتى الواحدة والنصف ظهراً (ماعدا يوم الافتتاح 19 حيث تنطلق الفعاليات في تمام الساعة الثامنة والنصف صباحاً)
للتسجيل اضغط هنا
*ترجمة معين رياض العيّا