ساو باولو – أطلقت الباحثة آنا لاورا ديليون موقعها الإلكتروني (دراسات عربية واسلامية) في شهر أغسطس/آب، بهدف توفير معلومات عن العرب للناطقين باللغة الإسبانية. يحتوي الفضاء الافتراضي على قسم لتلقي المقالات من الباحثين، وآخر للأخبار والتفاعلات. “يهدف الموقع إلى ربط الأشخاص المهتمين بمعرفة المزيد عن العرب والمسلمين. إذا كُنتَ ترغب في السفر والتعرف على الثقافة، أو العمل مع العرب، أو تتعرّف على كيفية التجارة، باختصار، يجب ربط الناس من خلال المعرفة، وهي أهم أداة لبناء هذا مع بقية أمريكا اللاتينية”. قالت ديليون في مقابلة مع ANBA (وكالة الأنباء العربية البرازيلية “أنبا”).
ولدت الباحثة في الأوروغواي، وتقيم منذ عام في سان باولو، العاصمة، حيث يعمل زوجها “فاكوندو سيمون فرنانديز غِيرّا” قنصلاً تجارياً للأوروغواي في البرازيل. بعد أن تخرجت في مجال العلاقات الدولية، قررت في البرازيل إنشاء موقع إلكتروني لعرض الدراسات التي طورتها منذ عام 2013، حيث درست في الجامعة الكاثوليكية في الأوروغواي، وهي واحدة من الجامعات الوحيدة في البلاد التي تقدّم دورات تتعلّق بالعالم العربي.
كما تلقت ديليون دورات في مؤسسات أخرى مثل المركز الثقافي الإسلامي المصري في مونتيفيديو ولاحقاً في بلدان أخرى، بما في ذلك النمسا والولايات المتحدة. أنا لست من أصل عربي، لكنني منذ الصغر كان لدي اهتمام بالموضوع، ولا سيما موضوع المرأة. الأوروغواي فيها جالية عربية صغيرة، لكنها تنمو وتتطوّر. إنه موضوع لم يتم استكشافه كثيراً بعد وأصبح من مهنتي البحث عنه ”، كما تقول.
لإنشاء موقع الويب، عملت الباحثة لمدة سبعة أشهر في بناء المحتوى والهيكلية الفنية. تعمل حالياً باحثة مستقلة، وتواصل إنتاج المقالات والتحقيق في الموضوعات المتعلقة بالشرق الأوسط. “أعتمد على شبكة دعم في الأوروغواي، حيث عملتُ مع اللاجئين السوريين”، كما تتحدّث عن التجارب التي مرت بها في عام 2015 أثناء هجرة السوريين في حالة اللجوء إلى الأوروغواي، والتي كانت مدعومة من قبل حكومة خوسيه موخيكا آنذاك.
تريد ديليون أن يصل الموقع ليس فقط إلى جمهور الأوروغواي، ولكن الى أمريكا اللاتينية كلها. “التعليم هو الركيزة الأساسية. إنه موقع مخصص للناطقين باللغة الإسبانية، ولكن الفكرة هي تقديم معلومات حول ما يحدث هنا في البرازيل أيضاً. هذا البلد الذي به العديد من المؤسسات [المرتبطة بالمجتمع العربي]. بالنسبة لي، من المهم جعل هذا الاتصال من البرازيل كمرجع. أعتقد أن مسألة [اختلاف] اللغة ليست معقدة لدرجة أن البلدان الشقيقة لا يمكنها مشاركة المعلومات “، وقدّمت شرحاً حول الدورات والأحداث التي تجري على الأراضي البرازيلية، والتي يمكن أن تساهم بزيادة المعرفة في بلدان أخرى من القارة والعالم.
لقد أعطت القدرة على نشر هذه المعلومات عبر الإنترنت قوة اضافية الى عمل ديليون. “الإنترنت غيّرت كل شيء. إن فهم البعد الذي اتخذته الشبكات الاجتماعية مهم جداً بالنسبة لي. طريقة الدراسة أسرع بكثير وأكثر ديناميكية، وأكثر بكثير الآن مع الوباء. في هذه اللحظة، من المهم أن يكون لديك مشاريع يتمّ تطويرها للتحدث بهذه الطريقة [مع الجمهور المتصل] “، كما تقول، وهي التي تسعى حالياً (إفتراضياً) للحصول على درجة الماجستير في التعاون الدولي وإدارة المشاريع والمنظمات غير الحكومية في مؤسسة إسبانية.
الخطوة التالية للباحثة هي العمل على مشاريع مرتبطة مباشرة بالقضايا الإنسانية لدعم النساء العربيات الضعيفات. “بالطبع، عندما تبدأ في الدراسة، ترى أنه ليست كل النساء في هذا الوضع، مضطهدات، وتُساء معاملتهن. لذا، نريد مساعدة أولئك اللاتي يتواجدن في هذه الحالات، ولكن أيضاً لتغيير النظرة السلبية جداً عن المرأة العربية. أريد حقاً العمل مع WAHI ، لجنة المرأة في الغرفة التجارية العربية البرازيلية. لقد شعرتُ بسعادة بالغة عندما سمعت عن هذا العمل لدرجة أن فكرتي هي توسعته والتحدّث مع جميع النساء في أمريكا اللاتينية لربطهن بالنساء االعربيات “، اختتمت ديليون.
للاتصال لإرسال المقالات: info.estudiosarabesislamicos@gmail.com
*ترجمة جورجيت ميرخان