ساو باولو – كانت كاميلا روشا (في الصورة أعلاه) التي تبلغ من العمر اليوم 30 عامًا تضطلع بمهنتها كاستشارية في صقل المظهر عندما استُدعيت لإلقاء محاضرة في أكبر مدينة في الإمارات العربية المتحدة.
وتتذكر كاميلا قائلة: “تلقيت الدعوة الأولى في أواخر عام 2021 لكن لم أستطع أن ألبي الدعوة بسبب ضيق وقتي، ثم استُدعيت مجددًا في عام 2022 ولم أستطع رفض الدعوة، فهم كانوا يرغبون بحضوري لأنهم كانوا معجبون بأسلوب عملي، فأنا لا أطلق أحكامًا مسبقة على عملائي.”
وفي آذار/ مارس من العام الماضي وصلت سيدة الأعمال البرازيلية إلى دبي للتحدث في إحدى الفعاليات التي كانت تُقام على هامش المعرض العالمي “إكسبو
2020 دبي”، ومن خلال شبكة العلاقات التي كوّنتها في تلك المناسبة بدأت في تقديم خدماتها الاستشارية في صقل المظهر لعملاء عرب.
وتقول كاميلا إنها تأقلمت بسهولة منذ المرة الأولى التي وطئت فيها قدماها الأراضي العربية، فلا الملابس ولا الأطعمة ولا المناخ شكلت تحديًا بالنسبة لها، وبعد تلك الزيارة حققت استشاراتها نجاحًا كبيرًا فذاع صيت أعمالها وعبرت الحدود ووصلت إلى قطر.
وتردف كاميلا قائلةً: “أحببت قطر بشدة لدرجة أنني انتقلت للسكن فيها في هذا العام، وعندما أرتدي اللباس التقليدي هنا أبدو تمامًا كالمواطنين، حتى في نظر القطريين. أنا أتواصل بالإنكليزية هنا لكنني أرغب كثيرًا بتعلم اللغة العربية في القريب العاجل، فالمواطنات هنا لا يلبسن ملابس قصيرة أو فاضحة لذلك كان علي أن أوفّق بين ما أعرفه مسبقًا وما تعلمته من تقنيات استشارية جديدة لكي أتمكن من خدمتهن بشكل أفضل”.
ومع أنها تقدم خدماتها اليوم لعملاء في لبنان والسعودية فإنها تضع نصب عينيها تعزيز أعمالها القائمة مع الأجانب والعرب الذين يعيشون في قطر والإمارات بحلول عام 2024، وتوضح إن “هذان البلدان هما بمثابة بوابة عبور إلى باقي بلدان الشرق الأوسط، فأنا أعتقد أنه بعد توسيع أعمالي فيهما ستنتشر علامتي التجارية بشكل تلقائي”.
وتتسع آفاق عمل كاميلا لتطال أكثر من تغيير نمط الملابس، فهي تحمل لواء تسهيل حياة الرجال والنساء الناجحين أو الصاعدين في حياتهم المهنية.
وتضيف كاميلا إن “عملائي يتمتعون بذكاء شديد وكفاءة عالية ومن الطبيعي جدًا أن لا يمتلكوا متسعًا من الوقت للاهتمام بمظهرهم الخارجي وأن لا يكون لديهم فكرة عما يناسبهم أكثر، وبعد الأخذ باستشارتي يتعلمون مثلًا أنه بإمكانهم شراء كميات أقل بجودة أعلى وأن يتوقفوا عن إضاعة الوقت لتحضير أنفسهم للخروج، كل ذلك من دون أن يتخلوا عن استخدام العناصر التي تشكل جزءًا من أسلوبهم الشخصي.”
تساعد الاستشارات العميل على تكوين أفضل نسخة من نفسه في المجالات الثلاث الأكثر أهميةً في حياته: الاجتماعية والمهنية والشخصية. وتؤكد كاميلا إنه “في البداية يملأ العميل استبيانًا حول نمط هندامه، ثم أجري تقييمًأ لخزانة ملابسه لأحدد ما الذي يمكنه المضي باستخدامه وما الذي يحتاج إلى التصليح وما الذي لا يناسبه”، وبعد إجراء بضعة اختبارات، بما في ذلك اختبارات الألوان (التي تحدد الألوان التي تناسب شخصًا معينًا أكثر من غيرها)، تساعد كاميلا العميل على شراء ملابس جديدة.
وفضلًا عن الملابس، من الشائع أن تغير بعض العميلات طريقة وضعهن لمساحيق التجميل، أو أن يغير بعض العملاء طريقة إطلاق لحيتهم على سبيل المثال. وفي بعض الحالات، واعتمادًا على الهدف النهائي الذي يسعى لتحقيقه العميل، قد يوصي الطبيب المختص بالتدخلات الجراحية.
صقل المظهر الخارجي للعملاء
وُلدت كاميلا في فيسنتينا ونشأت فيها، وهي بلدة صغيرة يبلغ عدد سكانها نحو ستة آلاف نسمة وتقع في المناطق الداخلية لولاية ماتو غروسو دو سول، ومع أن مجلات الموضة لم تكن متاحة أمامها لسنوات عدة فلطالما كان الفن جزءًا لا يتجزأ من حياتها منذ طفولتها”.
وفي هذا الصدد تفيد: “منذ نعومة أظافري لطالما كنت أهوى الرسم، وعندما كبرت قليلًا تعلمت الخياطة على ماكينة جدتي. في البداية كنت أحب أن أخيط فساتين لألعابي، لكن عندما أصبحت مراهقة صرت أخيط ثيابًا لنفسي، كما كنت استمتع في مساعدة قريباتي على اختيار الملابس المناسبة للخروج”.
وبعد تخرجها من الثانوية العامة حصلت على وظيفة في أحد المصارف في بلدتها، وغيرت نمط ملابسها بهدف إعطاء انطباع أكثر ثقة عن نفسها، أما اختيارها لتخصصها الجامعي فجاء تحت تأثير من عائلتها التي كانت تضم الكثير من المحامين.
وهكذا بدت حياة كاميلا بعيدة أكثر فأكثر عن الفن إلى أن اتخذت منعطفًا غيّر مجرى حياتها، فهي لم تكن راضيةً عن تخصصها الجامعي لذلك تخلت عن الدراسة قُبيل تقديم مشروع التخرج.
“بين 21 و22 عامًا من العمر بدأت أبيع المستحضرات التجميلية لشركة أميركية متعددة الجنسيات، واتهمتني عائلتي بالجنون إلا أنني صمدت. وفي سن الثالثة والعشرين، وبعد أن خضعت لدورات تدريبية في مجال استشارية صقل المظهر، بدأت بالعمل في هذا المجال إلى جانب عملي في الشركة متعددة الجنسيات. في البداية كنت أقدم الاستشارات لصديقاتي، لكن بعد عامين ازدهرت الأعمال فتركت عملي في الشركة وتفرغت للعمل كمستشارة صقل المظهر بشكل كامل”.
ولأن الناس في مسقط رأسها لم يأخذوا عملها على محمل الجد انتقلت كاميلا إلى ساو جوزيه دو ريو بريتو في سن السابعة والعشرين. وللتعمق أكثر في مهنتها خضعت لدورتين تدريبيتين حول السلوك الاجتماعي وفن تجميل المُحيّا، وأصبحت متخصصة في التلوين أيضًا. ومع ازدياد عدد العملاء الذين يعيشون في ساو باولو نقلت كاميلا مكان سكنها من جديد.
وتقول سيدة الأعمال إنها “في خلال فترة الجائحة، وبعد أن صقلت المظهر الخارجي لبعض الشخصيات العامة الشهيرة، زاد الطلب على خدماتي بشكل كبير حتى ذاع صيتي ووصل إلى البلدان العربية”.
وفي حزيران/ يونيو من العام الحالي أنشأت كاميلا شركتها وأطلقت عليها اسم “كا.رو. إيماج” (Ca.Ro Image). واليوم، فضلًا عن كونها شركة برازيلية ريادية في المجال الاستشاري فهي تضم مستشارين رئيسين آخرين يقدمان المساعدة في العمليات اليومية.
التقرير بقلم ريبيكا فيتوري، خاص بوكالة الأنباء العربية البرازيلية
ترجمته من البرتغالية مريم موسى