ساو باولو – أعلنت شركة “بي ار اف” (BRF)، عملاق إنتاج اللحوم في البرازيل، يوم الجمعة الماضي (08)، عن استحواذها لمصنع تجهيز الأغذية، كقطع اللحوم المقرمشة، والمتبلة، والهامبرغر، ألا وهو مصنع جودي للصناعات الغذائية في الدمام، في المملكة العربية السعودية، بمبلغ 8 مليون دولار، أي ما يعادل 46,73 مليون ريال برازيلي، حسب سعر الصرف الحالي.
وكان المدير التنفيذي للشركة “لوريفال لوز” قد تحدث حول هذا الموضوع خلال البرنامج التلفزيوني “أغرو 360” (AGRO 360) الذي بثته قناة “تيرّا فيفا” (TERRA VIVA) يوم الإثنين الماضي (11)، بمشاركة نخبة من المتخصصين في قطاع الأعمال الزراعية ورئيس الغرفة التجارية العربية البرازيلية، روبنز حنون.
وتعتزم الشركة البرازيلية مضاعفة الطاقة الإنتاجية للمصنع خمس مرات، من 3.600 طن سنوياً، إلى 18 ألف طن سنوياً، لتعزز بذلك وجودها في السوق السعودية.
والجدير بالذكر أن عملية الإستحواذ هذه لا تؤثر على مذكرة التفاهم الموقعة في نهاية العام الماضي مع الهيئة العامة للاستثمار السعودية، التي تنص على تنفيذ مشروع إستثماري بقيمة 120 مليون دولار أمريكي، أي ما يتجاوز الـ 700 مليون ريال برازيلي، لإنشاء مصنع للمواد الغذائية في المملكة. علماً بأن هذا المشروع دخل مرحلة إعتماد المواصفات القياسية والنمذجة المالية، حسب البيان الصادر عن الشركة البرازيلية. ومن المقرر أن يدخل حيز التشغيل بحلول عام 2022.
ويضيف البيان أن عملية الإستحواذ تخضع لاستيفاء الشروط المنطبقة على هذا النوع من الصفقات، بما في ذلك الحصول على موافقة السلطات المعنية.
وأكد “لوريفال لوز”، خلال البرنامج التلفزيوني، أن السوق العربية تأتي على رأس أولويات الشركة. وقال: “إننا ملتزمون بالحفاظ على متانة العلاقات مع الدول العربية. فلدينا وحدة إنتاجية في “مدينة خليفة الصناعية” في أبو ظبي التي تنتج المواد الغذائية المصنعة والهامبرغر لتلبية احتياجات كافة دول المنطقة. كما أن “بي ار اف” هي الشركة البرازيلية الوحيدة المنتجة للأغذية في المنطقة، مما يدل على متانة هذه العلاقات التي نسعى دائماً لتوسيع نطاقها”. في الصورة أعلاه الوحدة الإنتاجية في ابو ظبي.
وصرح المدير التنفيذي لشركة “بي ار اف” (BRF) أن عملية الاستحواذ تمت بسبب التأخير في إنشاء المصتع الجديد، وأعرب عن أمله أن يباشر بالإنتاج اعتباراً من عام 2022. وقال: “لذا قمنا بتسريع هذه العملية. نحن نعرف حق المعرفة أنه ينبغي علينا اتباع كافة الإجراءات اللازمة لإنشاء المصنع. وتأكيداً على التزامنا الكامل مع الدول العربية ومع المملكة العربية السعودية فقد قررنا تحويل هذا الإلتزام إلى واقع ملموس، ليس فقط من خلال هذا المشروع الإستثماري، ولكن من خلال الزيارات المتواصلة إلى المنطقة، فأنا شخصياً قمت بزيارة المملكة العربية السعودية أربع مرات خلال العام الماضي. واستحواذنا لهذا المصنع يبين عزمنا على تكثيف الإستثمار البرازيلية في السعودية والإمارات من خلال شركة “بي ار اف” (BRF)”. ومن المقرر أن يباشر المصنع الذي استحوذته الشركة البرازيلية بالتشغيل في أواخر العام الحالي، أو في مطلع العام المقبل.
وفيما يتعلق باستثمار مبلغ 120 مليون دولار أمريكي، الذي تم الإعلان عنه العام الماضي، أكد “لوز” القيود التي فرضتها جائحة كورونا على التنقل والسفر عرقلت تطور هذا المشروع. وقال: “لقد حققنا تقدماً كبيراً بفضل دعم الهيئة العامة للاستثمار السعودية، وهي الجهة التي أبرمنا معها الإتفاق معها خلال “مبادرة مستقبل الإستثمار” المعروفة أيضاً بـ “دافوس الصحراء”. ويهدف مشروعنا الإستثماري إلى ضمان الإنتاج والتوزيع المحلي للأغذية”. وأضاف أنه بالرغم من الجائحة فإن المشروع يسير قدماً، ولكن بخطى أبطأ.
وذكر المدير التنفيذي أن العلاقة القائمة ما بين الشركة البرازيلية والدول العربية تعود إلى السبعينيات من القرن الماضي، وقال: “نقوم حالياً بتوزيع منتجاتنا محلياً، فلدينا فريق من الموظفين المتواجدين في المنطقة لتوزيع المنتجات التي تحمل ماركة “ساديا”، كما نعمل على إنجاز مشاريع استثمارية في الأراضي السعودية”.
وأفاد “لوز” أن شركة “بي ار اف” (BRF)” حققت إيرادات صافية بقيمة 9 مليار ريال برازيلي خلال الربع الأول من العام الجاري، وهذا يعني زيادة تتجاوز نسبة الـ 60% بالمقارنة مع الفترة نفسها من عام 2019. وقال: “لقد حققنا زيادة ملحوظة في إيراداتنا مما يدل على صواب العمل الذي أنجزناه خلال العام الفائت، لا سيما فيما يتعلق بالكفاءة التشغيلية واللوجستية، وبجودة الخدمات التي قدمناها لعملائنا، وتوفير المواد الغذائية ذات الجودة العالية”.
وقد بلغ حجم صادرات الشركة إلى المملكة العربية السعودية حوال 180 ألف طن سنوياً من الدجاج والمواد الغذائية. وختم “لوز” قائلاً: “شركتنا هي المورد الرئيسي للمواد الغذائية وبالتالي فهي ملتزمة بتوفير الأمن الغذائي لهذا البلد، والحفاظ على علاقة طويلة المدى”.
*ترجمة صالح حسن