ساو باولو – تمتلك البرازيل الوسائل التي تؤهلها لأن تكون رائد عالمي في محاربة التغيرات المناخية، إلا أنها تواجه تحديات ممكن أن تقوض دورها أو حتى تحقيق أهدافها ضد تغير المناخ. حيث كان محاربة الاحتباس الحراري الموضوع الرئيسي للندوة السادسة لمنظمة الصحافة العالمية التي نظمتها مؤسسة جيتوليو فارغاس في ساو باولو.
من ناحيته أكد البروفسور ومنسق البرنامج السياسي والاقتصادي البيئي لمركز دراسات الاستدامة FGVces التابع لمؤسسة جيتوليو فارغاس في ساو باولو (مدرسة إدارة الشركات في ساو باولو)، السيد غواراني أوزوريو بأن تحدي العالم لا يزال يكمن في التمكن من الحفاظ على احترار عالمي بين 1.5 و2 درجة مئوية بالمقارنة مع المستويات ما قبل الثورة الصناعية. أو بمعنى آخر أعلى من الحد المسموح به. ولو أنه لم تتم الموافقة على الاتفاقية لكان الاحترار سيصل إلى ما يقارب 4 درجات مئوية.
إن الحد من الاحترار عند 2 درجة مئوية أعلى من مستويات ما قبل الثورة الصناعية له سببه: لان فوق هذا الحد أو العتبة، تبدأ النظم الإيكولوجية في “إطلاق” محفزات نقطة اللاعودة. وعندما يحدث هذا، لن يعد بإمكان المناطق الأحيائية التجدد وستبدأ بفقدان النباتات.
إن التحدي الرئيسي في العالم يتعلق بالطاقة، وإن أكبر جزء من الطاقة المولدة في البرازيل هي طاقة نظيفة، ولكن على البلاد أن تكافح الانبعاثات الناجمة عن إزالة الغابات وحرقها. وبهذا الخصوص يقول أوزوريو متحدثاً عن مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ المزمع عقده في مدينة بيليم في ولاية بارا البرازيلية العام المقبل: “إن لم تقم بالبرازيل بالتخفيف من إزالة الغابات وخاصة في الامازون، فإنها ستعاني من خطر عدم تمكنها من الإيفاء بتحقيق أهدافها في تخفيف الانبعاثات خلال العام الذي سيقام فيه مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP30”.
التغير المناخي أحد المشاكل
تمكن أهداف البرازيل في تخفيف الانبعاثات بنسبة 48% بحلول العام 2025، و53% بحلول العام 2030 والوصول إلى صفر انبعاثات بحلول العام 2050، دائماً بالمقارنة مع مستويات الانبعاثات المسجلة في العام 2005. كما أشار البروفسور كذلك إلى أنه لا يوجد حل لتحديات الامازون دون أن يتم دمج مواطني الغابات في النقاش والحوار.
كما أشار كل من أوزوريو والمنسقة العلمية والمؤسسة الشريكة في FGV Clima والأستاذة في FGV EESP (مدرسة الاقتصاد في ساو باولو)، السيدة كلاريسا غندور، إلى أن المجتمع بصورة موسعة بحاجة لإدماجه في النقاشات وتوعيته حول التحديات المناخية التي لها بالفعل تأثيرات سلبية في البرازيل، وكمثال على ذلك الفيضانات التي ضربت ولاية ريو غراندي دو سول في أيار/ مايو الماضي. بالتالي فإن العوامل المناخية ستؤثر أكثر فأكثر يوم بعد يوم على عائدات البرازيليين.
وأضافت غندور: “تمتلك البرازيل امكانيات كبيرة تمكنها من لعب دور قيادي في مسألة المناخ، إلا أنها في نفس الوقت تواجه تحديات كبيرة”. وأشارت إلى بعض هذه التحديات، كتحدي عدم توفر الحوكمة المناخية، حيث اشارت إلى أن الجهد المناخي في البلاد لا يزال مجزأً بما في ذلك في الحكومة. كما أشارت إلى ضرورة توسيع التوعية المناخية، وهي جعل السكان على دراية بحجم المشكلة والاستشهاد بها كتحديات لإدراج الآثار الاقتصادية في العملية الكاملة لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري والتكيف مع التغيرات.
كما قام المؤسس والأستاذ ونائب مدير كلية العلاقات الدولية التابعة لـ FGV، السيد ماتياس سبيكتور، بتقديم تحليل للحضور البرازيلي في العالم، وأشار إلى المشاكل التي على البلاد مكافحتها سواء من أجل تعزيز إدماجها العالمي ولكي تكون في الواقع رائدة في الحفاظ على البيئة. كما استشهد سبيكتور بمقابلة مع وزيرة البيئة، مارينا سيلفا، التي أبلغت عن وجود 1750 من مدارج الهبوط غير القانونية المصنوعة من التراب في المناطق الداخلية من الأمازون، والتي يستخدمها مهربو المخدرات.
كما أشار سبيكتور إلى التحديات التي تواجهها البرازيل في مجالات أخرى من السيناريو العالمي، مثل الاعتماد على علاقتها التجارية مع الصين، وصعوبة تعزيز التنسيق في أمريكا اللاتينية من خلال المنظمات متعددة الأطراف والتشكيك في التغير المناخي بالنسبة لجزء من السكان.