ساو باولو – بعد نصف قرن من أول عملية تصدير لمنتجات شركة ترامونتينا إلى الدول العربية في عام 1973، استطاعت هذه الشركة البرازيلية العريقة ترسيخ نفوذها في المنطقة، بامتلاكها اليوم لمكتبين أحدهما في دولة الإمارات العربية المتحدة و الآخر في المملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى مركز توزيع في منطقة الخليج. هذه الثقة التي استطاعت ترامونتينا كسبها في هذه الأسواق أدّت إلى ارتفاع مذهل في نسبة مبيعاتها للدول العربية، ففي عام 2002، حققت المبيعات لهذه الدول حوالي 3.8 مليون دولار أمريكي من الإيرادات. بينما بلغت في عام 2022، حوالي 16.5 مليون دولار أمريكي. مما يعني زيادةً لأكثر من أربعة أضعاف خلال العشرين سنة الماضية.
على ضوء هذه المعلومات، التقت وكالة الأنباء العربية البرازيلية مع السيد إدواردو كانسان، المدير العام لشركة ترامونتينا في دولة الإمارات العربية المتحدة، و خلال المقابلة تمت مناقشة العلاقة الطويلة التي جمعت العلامة التجارية بالدول العربية على مر السنوات، وكذلك الوضع الحالي والخطط المستقبلية.
بدايةً، تأسست شركة ترامونتينا في عام 1911 في منطقة جنوب البرازيل، وهي تُصَنّع أكثر من 22 ألف من المنتجات المتنوعة، بما في ذلك الأدوات المنزلية والأثاث والمعدّات و أواني البورسلين. كما تقوم اليوم بتصدير منتجاتها إلى أكثر من 120 دولة في خمس قارات من بينها العديد من الدول العربية.
و على صعيد التواجد في العالم العربي، قال كانسان أثناء مقابلته مع الأنباء: “لدينا لخدمة الدول العربية هيكل توزيع خاص في دولة الإمارات العربية المتحدة، ومكتب تسويق في المملكة العربية السعودية تم افتتاحه في عام 2022. كما لدينا متجر في دبي، في منطقة ديرة [دبي القديمة] لخدمة التجار في المنطقة، بالإضافة إلى مناطق إفريقيا وآسيا الوسطى”.
كما أفاد المدير بأن مركز التوزيع في دولة الإمارات العربية المتحدة يخدم جميع الدول العربية، بالإضافة إلى دول أخرى في المنطقة، في مجال الأدوات المنزلية. و أضاف: “في مجال المعدّات، لا يزال لدينا العديد من الشركاء الذين يستوردون مباشرة من البرازيل”.
و بحسب تعبيره، تمثّل المبيعات لمنطقة الشرق الأوسط 5% من صادرات ترامونتينا، وأسواقها الرئيسية تشمل دول الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، وسلطنة عمان، ودولة قطر، والكويت، والأردن. في هذا الصدّد قال المدير: “في السابق، كان تركيزنا على أسواق أخرى في تلك المنطقة، ولكن اليوم نركز بشكل أساسي على دول مجلس التعاون الخليجي (GCC)، والذي يضم عمان والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وقطر والبحرين والكويت”.
و بالنسبة للخطط المستقبلية، فقد صرّح كانسان للأنباء أن الشركة تسعى إلى توسيع أعمالها في منطقة الشرق الأوسط بشكل أكبر، حيث قال: “اليوم، تحمل هذه المنطقة تمثيلًا كبيرًا للعلامة التجارية، مع آفاق مستقبلية واعدة جدًا. إنها سوق تنافسية، ولكنها تتميز بقوة استهلاكية كبيرة. […] كما أنّنا نقوم بدراسة فرصنا للتوسع في أسواق عربية جديدة”.
بالإضافة إلى اكسسوارات المطبخ، و المغاسل والأحواض التي تعتبر من أكثر المنتجات مبيعًا في السوق العربية، تقوم ترامونتينا بتوسيع نطاق تسويق منتجاتها في المنطقة لتشمل مجموعات الأثاث المصنوعة من البلاستيك أو الخشب، بالإضافة إلى مجموعة من الأواني المقاومة للالتصاق والصدأ. بهذا الشأن قال كانسان: “نحن نسعى لزيادة تواجد منتجاتنا الأخرى هناك، مثل قطاع الأثاث و أواني الطهي”.
أمّا في البرازيل و بحسب ما أفاد به، فلا تزال أدوات المائدة و أواني الطّهي المنتجات الأكثر مبيعًا لترامونتينا، وهذا ينطبق أيضًا على السوق العالمية، مع إضافة واحدة و هي المنتجات التّابعة لخط معدّات الشواء و التي بدورها تحظى بشعبية كبيرة جداً في الأسواق الدولية.
احتفالاً بهذا النجاح اللافت الذي تحقق خلال عشرين عامٍ من العلاقة مع الدول العربية، صرّح المدير قائلاً: “عندما بدأنا في هذه السوق، كانت ترامونتينا تصدر فعليّاً السكاكين فقط. واليوم، نحن موجودون بمجموعة واسعة جدًا تشمل الأدوات المنزلية والمعدّات والأثاث”. واختتم مُعلناً: “قريبًا، سنقدّم للسوق العربية مجموعةً جديدةً من منتجات البورسلين التي تم إطلاقها في العام الماضي”.
ترجمته من البرتغالية: يارا عثمان