الشارقة – وقعت كل من جامعتي ساو باولو والشارقة، يوم الاربعاء 07 كانون الأول/ديسمبر على مذكرة تفاهم أكاديمية حول تبادل المعرفة والخبرات والأبحاث، وتبادل الأساتذة والطلاب والباحثين في مجال الاستدامة. كما ضمت هذه الاتفاقية التي وُقِعَتْ في مقر جامعة الشارقة، الغرفة التجارية العربية البرازيلية، والتي بدورها ستعمل على تسهيل الأعمال بين الجامعتين.
وإضافة لتوقيع مذكرة التفاهم، نظمت جامعة الشارقة فعالية بعنوان “الحوار الاستراتيجي حول أجندة التغير المناخي- حلول مبنية على أسس الطبيعة وتنفيذ سوق الكربون” وهو ثمرة الجهود المشتركة التي بذلتها كل من جامعتي ساو باولو والشارقة بدعم من الغرفة التجارية العربية البرازيلية ونقابة المحاميين في ولاية ساو باولو.
وقال مدير مكتب العلاقات الدولية مع شركاء جامعة الشارقة، البروفيسور عبد العزيز سفياني: ” إن هذا الاتفاق هام جداّ من أجل تسهيل الأبحاث حول المسائل المتعلقة بالتغير المناخي وتحول الطاقة، وكذلك تبادل الباحثين والطلاب بين الجامعات”. ووفقاً له، إن مذكرة التفاهم هذه تمتد لفترة خمس سنوات والفكرة هي الترويج المشترك لورشات العمل وبرامج التنقل، بالاضافة لتسهيل التبادل بين الجامعات كي يعملا معاً.
وتحدثت الأستاذة في كلية الحقوق والمشرفة على الإدارة البيئية في جامعة ساو باولو، باتريسيا ايغليسياس، حول أهمية مذكرة التفاهم الموقعة قائلة: ” نعي جيداً مدى أهمية هذا التعاون مع جامعة الشارقة لأننا نريد القيام بعمل مشترك حول مؤتمر تغير المناخ COP30 في العام 2025، وما يمكننا تقديمه من المساهمات حتى ذلك الحين والعكس صحيح. هنا لدينا منطقة قوية من ناحية الطاقة، وهم يبحثون كثيراً في مسائل التقنيات الحديثة، وعلى الرغم من أنه وقود أحفوري أكثر ، فإننا نحاول أيضا إدخاله في جدول أعمال الاستدامة لدينا “.
وأفادت ايغليسياس بأن لدى جامعة ساو بالو الكثير من الأبحاث ومن ضمنها الهيدروجين الأخضر، وأن هناك أوجه تآزر مع جامعة الشارقة، حيث قالت: “الفكرة الآن هي وضع أساتذة كل من هذه المدارس ليتحدثوا ويبحثوا أين يمكننا تبادل الباحثين والطلاب والأساتذة، سواء من الامارات إلى البرازيل أو من البرازيل إلى هنا، بحيث يمكننا التقدم أكثر في هذه الاعمال، دائماً في مجال الاستدامة”.
إن صلاحية هذه الاتفاقية مبدأياً خمس سنوات، ولكن عمليات التسليم الاولى ستكون بعد عامين من الآن قبل انطلاق COP30. وأضافت ايغليسياس: “أعتقد أنه من المهم تعزيز مشاركة الغرفة التجارية العربية البرازيلية، لأن رئيس جامعة ساو باولو، البروفيسور كارلوس كارلوتي، يدرك أن الجامعة لا يمكنها الاستمرار في البحث من الناحية النظرية فقط، وأنه يتعين علينا المساعدة في حل المشكلات المتعلقة بالسياسة العامة، والغرفة تقوم بعملية الربط مع النشاط الخاص ويمكنها تقديم هذه المساهمات”.
وقال رئيس الغرفة التجارية العربية البرازيلية، السفير أوسمار شحفي، في افتتاح الحدث، إن ظاهرة الاحتباس الحراري قضية حاسمة لمجتمعاتنا، وخاصة بالنسبة للبلدان النامية. “تمثل الشراكة الرسمية بين الجامعتين المشهورتين جهداً مشتركاً مهما لمعالجة هذه القضية. معاً يمكن للمؤسستين الجمع بين المعرفة والموارد لتطوير البحوث والممارسات التي تدفع تطوير الحلول القائمة على الطبيعة والمساهمة في النقاش العالمي حول تنفيذ سوق الكربون”.
بالنسبة للسفير شحفي، يعد التعاون الدولي ضرورياً لمواجهة تحديات المناخ ، وبالإضافة إلى الإجراءات الحكومية، يلعب التقارب بين الأوساط الأكاديمية وقطاع الأعمال دوراً حاسماً في الانتقال إلى اقتصاد خال من الكربون. وذكر أن “الغرفة العربية البرازيلية ترغب في لعب دور تسهيلي أو تيسيري من خلال تعزيز الحوار والتعاون بين الجامعات والشركات المهتمة بتبني عمليات وممارسات أكثر استدامة”.
وأضاف: “إن التعاون بين المؤسسات الأكاديمية من مختلف المناطق الجغرافية والثقافات يثري البحث والتطوير من خلال الجمع بين وجهات النظر المتنوعة. إن تبادل الخبرات بين جامعتي الشارقة وساو باولو لا يمكن أن يعزز التميز الأكاديمي فحسب، بل يساهم أيضا في تدريب جيل من المهنيين القادرين على التعامل مع التحديات المعقدة المتعلقة بتغير المناخ”.
ووفقا للسفير شحفي، فبالإضافة إلى التقدم المحرز في تحديد المشاكل والإجراءات المترتبة على ذلك التي يتعين اتخاذها، من الضروري إيجاد حلول اقتصادية قابلة للتطبيق لإزالة الكربون، والتي تشجع على تنفيذ استراتيجيات الحفاظ على الطبيعة والتخفيف من انبعاثات الكربون في جميع أنحاء العالم. وقال “ينبغي إيلاء اهتمام خاص لوضع البلدان الأكثر ضعفاً أو الأقل استعدادا لمواجهة هذه التحديات”.
ومن المتوقع أنه بحلول العام 2025، عندما سيعقد COP30 في بيليم دو بارا ، البرازيل، سيتمكن الطرفان من تقديم ومناقشة ثمارهما من حيث مقترحات السياسة العامة والمبادرات الخاصة وبرامج التمويل والتعاون الدولي.
حوارات
جمع الحدث في جامعة الشارقة حوالي 60 شخصاً، معظمهم من البرازيل والإمارات العربية المتحدة، من القطاعين العام والخاص والأوساط الأكاديمية. أما من جامعة الشارقة، فحضر كل من نائب مدير الجامعة للبحث العلمي والدراسات العليا البروفيسور معمر بالطيب، ومدير معهد البحوث للعلوم والهندسة البروفيسور عبد الله شنابلة ورئيس قسم تمويل البحوث البروفيسور شوقي غنيني رئيس الجامعة حامد النعيمي، والأستاذ الدكتور علي علي القبلاوي من قسم الأحياء التطبيقية في كلية العلوم بجامعة الشارقة.
أما من ساو باولو، فحضرت رئيسة المجلس البيئي لنقابة المحامين في ولاية ساو باولو روزا راموس، وعميد جامعة ساو باولو البروفيسور كارلوس جيلبرتو كارلوتي جونيور، والبروفيسور كارلوس إدواردو بيليغرينو سيري، منسق مركز دراسات الكربون في الزراعة الاستوائية التابع لجامعة ساو بالو.
ومن ضمن المواضيع التي تمت مناقشتها خلال هذه الحدث، أفضل الممارسات والسياسات العامة التي يمكن تنفيذها في أمريكيا اللاتينية والدول العربية. وكان قد شارك في جلسة الحوار هذه اينياس جافيير دي اوليفيرا جونيور، الباحث في مسار التغيرات المناخية والدكتور في جامعة مونتريال والباحث في نواة دراسات المحاكم الدولية (NETI-USP)، وفرناندا منديز أستاذة ومستشارة في هيئة الإشراف على الإدارة البيئية في جامعة ساو باولو، وديفيد كاناسا المدير التنفيذي لـ Reservas Votorantim، وغيليرمي بياي فيليزولا سكرتير الزراعة في ولاية ساو باولو، والكتور جيمز أرودا رئيس أبحاث النحل في مركز أبحاث الفجيرة.