ساو باولو – في عام 2014 قرر رجل الأعمال الخمسيني يوسف حرملي المولود في مدينة آسفي الساحلية في غرب المغرب أن يؤسس شركة “زينة” (Zeena) المختصة بترويج المستحضرات التجميلية المغربية في البرازيل.
ولهذا الغرض أحضر رجل الأعمال الحائز على شهادة في السينما والفنون الجميلة مستحضرين عضويين ونباتيين ومستدامين بيئيًا للعناية بالبشرة والشعر إلى البرازيل، وكان كله ثقة بأنهما سيحققان نجاحًا بين البرازيليات. واليوم تحولت الثقة إلى يقين وأصبح بالإمكان شراء زيت الأرغان وطين “رسول” (Rhassoul) من أي منطقة في البرازيل من خلال الموقع الإلكتروني للشركة.
ويقول يوسف إن “إقبال البرازيليات على مستحضراتي كان كبيرًا منذ البداية لأنني دخلت في هذا المجال في التوقيت الصحيح. ففي ذلك الوقت كانت الكثير من النساء قد توقفن عن استخدام المواد الكيميائية لتمليس شعرهن وأصبحن أكثر اهتمامًا بالمحافظة على صحته، لذلك كن يبحثن عن منتجات طبيعية للإعتناء بشعرهن”.
وقبل نحو عام واحد من البدء باستيراد المستحضرات من المغرب كان يوسف قد حاول بيع منتج آخر في السوق البرازيلية وهو عبارة عن زيت مستورد من تركيا، لكن لم يشهد هذا العمل ازدهارًا. ولهذا السبب قرر رجل الأعمال المغربي منذ تسع سنوات مضت أن يغير مجال عمله.
ويستذكر رجل الأعمال إنه “في تلك الفترة كانت السوق تمر بأزمة خفيفة وكانت مستحضرات التجميل من بين السلع القليلة التي لا تزال على قائمة المشتريات، لذا استثمرت بمفردي نحو 9 آلاف دولار وبدأت باستيرادها. كان الطين يحظى بشعبية واسعة في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا في ذلك الوقت، لكنه لم يكن معروفًا على نطاق واسع هنا”.
وطين “رسول” هو منتج مغربي بامتياز ويمكن استخدامه للعناية بالبشرة والشعر والأظافر. ويؤكد يوسف إن “الطين يُستورد على شكل حجارة نطحنها هنا حتى تأخذ الشكل النهائي للمستحضر. وبعد شراء المنتج من موقعنا الإلكتروني يمكن مزجه مع الشامبو وكريمات الشعر لتعزيز عملية التنظيف”.
أما زيت الأرغان الذي يحظى بشعبية كبيرة في البلاد فهو يتمتع بوظيفة أساسية تتمثل في ترطيب خصلات الشعر وتغذيتها. ويوضح يوسف إن الزيت الذي يُباع في البرازيل بشكل عام يحتوي على تركيز 2 بالمئة فحسب من المادة الخام، أما منتج “زينة” (Zeena) فيحتوي على 30 مل من الأرغان النقي. فالزيت المستورد من المغرب لا يمر بأي عملية تصنيعية قبل بيعه للبرازيليين.
ويجدر الذكر أن رجل الأعمال المغربي اعتاد على العيش بعيدًا عن موطنه الأصلي، فهو نشأ في فرنسا وعاش فيها لسنوات عدة، ثم انتقل للسكن في دول أخرى مثل اليونان والبرتغال لمتابعة تدريبه المهني قبل أن يصل إلى البرازيل التي شكل مناخها دافعًا أساسيًا حفزه على العيش فيها.
ويقول يوسف إنه “تملكتني الرغبة في العيش في البرازيل لفترة من الزمن قبل قدومي منذ 14 عامًا بحثًا عن حياة أكثر هدوءًا، وقررت أن آتي بمفردي لأستمتع بمغامرة العيش في بلد جديد”.
ويعتزم رجل الأعمال المغربي أن يطلق مجموعة جديدة في المستقبل تتألف من 6 منتجات مصنوعة من طين “رسول” وزيت الأرغان، ولهذا الغرض يبحث عن مستثمرين. ويتوسع يوسف قائلًا: “نحتاج أن نرصد استثمارًا بقيمة تتراوح بين 30 ألف و60 ألف دولار أميركي لإطلاق المنتجات الجديدة. تتألف هذه المجموعة من شامبو مصنوع من طين “رسول” وزيت الأرغان وكريم لترطيب الشعر وشامبو صلب وكريم للبشرة”.
تقرير بقلم ريبيكا فيتوري، خاص بوكالة الأنباء العربية البرازيلية (ANBA)
ترجمته من البرتغالية مريم موسى