برازيليا – خلال زيارتها للبرازيل، تحدثت وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي لدولة الإمارات العربية المتحدة، السيدة ريم الهاشمي (في الصورة أعلاه)، في حفل افتتاح الاجتماع الاقتصادي بين البرازيل والإمارات العربية المتحدة، الذي عُقد في برازيليا يوم الخميس (15 يونيو). وأكدت أن العلاقة بين البلدين تعتبر استراتيجية، وأن وفد الإمارات الذي يضم 52 شخصًا، بما في ذلك رجال الأعمال من كبرى الصناعات في الدولة العربية، يستكشف الفرص التي توفرها البلاد. كما أشارت إلى أن البرازيل تتصدر المشهد القيادي في قضايا التغير المناخي، مُعربةً عن توقّعاتها بمشاركة واسعة النطاق من البرازيليين في مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي (كوب28) في دبي.
صونًا للعلاقة الممتدة لـ 50 عامًا، تواصل البرازيل والإمارات العربية تعزيز الروابط الدبلوماسية والتجارية بينهما. و في هذا السياق أعربت الوزيرة عن أملها في أن يؤدي اتفاق التجارة الحرة بين دول ميركوسور والإمارات العربية المتحدة، إلى توسيع العلاقات التجارية بشكل أكبر. وقالت: “من المهم أن نستمر في التعاون متعدد الأطراف”. علماً بأنه حتى الآن، لا توجد اتفاقية بين الدولة العربية ومجموعة البرازيل والأرجنتين وباراغواي وأوروغواي.
و فيما يتعلّق بمشاركة البرازيل في كوب28 الذي تستضيفه دبي في الفترة من نوفمبر إلى ديسمبر هذا العام. صرّحت الوزيرة: “نعتمد على شركاء مثل البرازيل، التي لديها تاريخ طويل من المصداقية في دعم الإجراءات المناخية وتعبئة التمويل الأخضر. بدوري أيضاً أود أن أسلّط الضوء على الابتكارات التي عملت عليها الشركات الصغيرة والمتوسطة في قطاع التكنولوجيا، إيماناً بأنّها ستسهم جميعها بشكل إيجابي ليس فقط في نجاح كوب28، ولكن الأهم، في تحقيق نتائج إيجابية تعود بالفائدة على المنطقة حيث البرازيل قائدة في هذا المجال”.
و على ضوء ذلك، تحدثت السيدة ريم الهاشمي أيضًا عن كوب30 الذي سيُعقد في بيليم دو بارا، شمال البرازيل. إذ أفادت: “سنواصل العمل بجهود طموحة بعد كوب28، وآمل أن تتمكن فرقنا والقطاع الخاص لدينا من اعتبار كوب دبي نقطة انطلاق لـ كوب30”.
كما سلّطت الوزيرة الضوء على إمكانية القيام بإجراءات مشتركة في التمويل المناخي والحلول المستندة إلى الطبيعة والانتقال الطاقوي المركّز على عملية عادلة، بالإضافة إلى ذكرها لأهمية الشعوب الأصلية وصحتها.
“سيكون هناك تعاون حقيقي بين دول الجنوب، هذه هي أولويات كوب28 الحالية. و بالإضافة إلى الحكومات، يجب أن يكون للقطاع الخاص دور في تحقيق ذلك، إذ نعتمد على ابتكاركم وعلى روحكم العملية والواقعية، كما على أعمالكم الهادفة. فاليوم، لا تنصب اهتمامات الشركات فقط على الأرباح، بل على تحقيق الغرض الذي تخدمه أيضًا”، بهذه الكلمات اختتمت الوزيرة ريم الهاشمي خطابها.
تم عقد الاجتماع الاقتصادي بين البرازيل والإمارات العربية المتحدة في مقر الاتحاد الوطني للصناعة (CNI)، وتم تنظيمه بالتعاون بين المؤسسة والغرفة التجارية العربية البرازيلية. و خلال حفل الافتتاح تحدّث رئيس المؤسسة، السيد روبسون براغا دي أندرادي، مستذكرًا في كلمته، المهمة التي قامت بها المؤسسة في معرض دبي إكسبو 2020 في نهاية عام 2021، بالتعاون مع الوكالة البرازيلية لترويج الصادرات والاستثمارات (ApexBrasil).
و في هذا السياق، قال أندرادي: “تم توقيع بعض الشراكات الهامة خلال المهمة، مما يولد توقعات بزيادة صادرات المنتجات البرازيلية بأكثر من 67 مليون دولار”.
كما أشار رئيس الاتحاد الوطني للصناعة أنه في هذا العام، ستقوم المؤسسة بتنسيق مهمة جديدة للشركات البرازيلية إلى الدولة العربية. و أضاف موضّحاً: “في هذه المرة، سنشارك في المؤتمر الثامن والعشرين للأمم المتحدة حول تغير المناخ، والذي سيبدأ في نهاية نوفمبر في دبي”.
في خطابه، أكد أندرادي أيضًا أن الصناعة البرازيلية ملتزمة بتقليل وتعويض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري؛ للمساهمة في الجهود العالمية لمنع ارتفاع حرارة الكوكب. و أفاد: “في كوب28، نعتزم تقديم مشاريع ناجحة في مجال الاستدامة، والتي يمكن أن تلهم خطط الشركات الأخرى لحماية البيئة وتحقيق انحسار الكربون في الاقتصاد”.
على صعيدٍ آخر، ذكر رئيس الغرفة التجارية العربية البرازيلية، السيد اوسمار شحفة، أن الدول العربية قامت معًا، منذ بداية عام 2023 بزيادة مشترياتها من السوق البرازيلية، وأن الإمارات العربية المتحدة وحدها قامت بشراء بضائع بقيمة 1.2 مليار دولار بين يناير ومايو.
و أوضح قائلاً: “تشمل هذه التجارة مجموعة متنوعة من المنتجات، بما في ذلك الأغذية والمشروبات وقطع غيار السيارات ومنتجات صناعة التحويل وغيرها من العناصر التي جعلت الإمارات العربية المتحدة تحتل المركز الثاني بين الدول العربية، كأكبر مشترٍ من البرازيل”.
أمّا بشأن المؤتمر المناخي، فقد صرّح شحفة أن الغرفة التجارية العربية البرازيلية بدأت بالفعل عدّها التنازلي لـ كوب28 في دبي. و قال: “سيترتب على هذا الحدث فوائد هائلة بالتأكيد للسياسات البيئية العالمية، مما سيفتح بابًا جديدًا للتعاون والبحث والاستثمار في مجالات مختلفة”.
من جهة أخرى، أشار سفير الإمارات العربية المتحدة في برازيليا، السيد صالح السويدي، إلى الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس لولا إلى الإمارات في أبريل من هذا العام، وأعرب عن أمله في توسيع الشراكة الاستراتيجية بين البلدين. و أفاد: “أدعو المجتمع البرازيلي للاستفادة مما تُقدّمه الإمارات العربية المتحدة”.
في إطار الحدث، شارك المدير العام لمؤتمر الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ بنسخته الـ28، السيد ماجد السويدي، في جلسة حوارية حول الاستدامة و كوب28. وأكد بدوره بأنه يرغب في أن تكون هذه النسخة من المؤتمر مبتكرة، وأن ذلك لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال إشراك جميع الأطراف المعنية، مثل القطاعين العام والخاص، الشباب، المنظمات غير الحكومية، المجتمع المدني، والشعوب الأصلية، وغيرها.
كما ذكر المدير العام أن الإمارات لديها شراكات عامة وخاصة ناجحة وأن هذه الشراكات أساسية لتحقيق أهداف المؤتمر بشأن تغير المناخ، بما في ذلك التخفيف من تأثير التغيرات المناخية، وتقليل انبعاثات الكربون، وصندوق التعويض عن الخسائر والأضرار، والتكيف، والأمن الغذائي والمياه، وغيرها. وقال مُختتماً: “نحن نسعى لتقديم مؤتمر يملؤنا بالفخر”.
خلال الفعالية، تحدث أيضًا كلّ من: السيد دافي بومتيمبو، المدير التنفيذي للبيئة والاستدامة في الاتحاد الوطني للصناعة (CNI)؛ السيد فابيو جاليندو، الرئيس التنفيذي لمجموعة Future Carbon؛ السيد رودريغو جوستوس، المستشار القانوني والبيئي في الهيئة العامة للزراعة والثروة الحيوانية في البرازيل (CNA)؛ السيدة فرناندا كانديدو بالتازار، مديرة العلاقات المؤسسية في الغرفة التجارية العربية البرازيلية؛ السيد فريديريكو لاميجو، المشرف العام للأعمال الدولية في Senai؛ السيد غيليرمي بيز ماركيز، المسؤول عن العلاقات المؤسسية الدولية في BRF؛ السيد كريستوفر مورلاند، المدير العام الأعلى لشركة مبادلة؛ السيد جواو باولو بايشاو، مدير غرفة دبي التجارية في ساو باولو؛ و السيد ماركوس فالي، محلل الاستثمار في ApexBrasil. و من الغرفة التجارية العربية البرازيلية، شارك أيضاً في الحدث كل من: الأمين العام والرئيس التنفيذي، السيد تامر منصور، و نائب رئيس العلاقات الدولية، السيد محمد أورا مراد.
ترجمته من البرتغالية: يارا عثمان