الضيقة أو القمصان ذات الأكمام القصيرة أو التنانير التي تعلو الركبة المعروضة على واجهات كل المجمعات التجارية في البلاد. معظمهن يرتدين المعاطف والملابس الطويلة (العباءات) ويسترن شعرهن بالمناديل (الحجاب)، ويصعب إيجاد هذه القطع من الثياب في المحلات والمتاجر التقليديّة، ولكنها الآن بدأت تُنتج على يد مجموعة من مصممات الأزياء اللواتي جعلن الإنترنت قناة أساسيّة للدعاية والبيع.
شيللا سوتيرو هي واحدة من بين السيدات اللواتي شرعن بصناعة وترويج الموضة الإسلاميّة، حيث تقوم بتصميم وتفصيل العباءات والحجابات والمعاطف في مدينة بيتيم / ولاية ميناس جيرايس. كارلا سيلفا أيضاً هي سيدة تقوم بتصميم وخياطة
الحجاب الإسلامي في مدينة تاوباتيه / ولاية ساو باولو. كما تقوم الشريكتان بياتريز كعدي وأليساندرا ميلو، في مدينة ساو باولو، بإنتاج ثياب مشابهة للنمط التقليدي تتناسب مع تعاليم الإسلام الإجتماعية ولكن بأسلوب حديث يتماشى مع موضة العصر. نادرةٌ في هذا المضمار هي العلامات التجارية الكبيرة في البرازيل التي تضمٌّ في مجموعاتها بعض القطع من الثياب الإسلاميّة كميزون ألكساندرين (Maison Alexandrine).
في ظل قلة عدد المتاجر التي تبيع الزي الإسلامي في البلاد، يترتب على السيدات اللواتي يرغبن باتباع فرائض الدين الإسلامي البحث والتفتيش. من لا يوجد بجوارها أي متجر فإنها تضطر للشراء عبر الإنترنت أو عن طريق سيدات معروفات في الجالية يجلبن قطع اللباس من البلدان الإسلاميّة أو يقمن بابتداه الحلول واستخدام البديهة والخيال. “السيدات المسلمات يقمن بإعداد وتكييف قطع الثياب. نحن نشتري سترات طويلة ونرتدي معها التنانير. أو نشتري ثوب قصير لاستخدامه كمعطف مع ارتداء البنطال”، هذا ما صرحت به سُهى الشبراوي التي تعمل في قطاع ضمان جودة الحلال ضمن شركة فامبراس للشهادات الحلال في اتحاد المؤسسات الإسلامية في البرازيل.
من يعمل في هذا القطاع، عليه التوسّع والتشكيل بهدف تغيير واقع الارتجال والعفويّة في خزانة الثياب الإسلامية. لذا، قامت كل من المهندسة المعماريّة بياتريز ومصممة الأزياء أليساندرا، منذ عام ونيف بابتكار الماركة التجاريّة (iCovered). كلتاهما اعتنقتا الإسلام وشعرتا بصعوبة إيجاد ثياب رزينة ومحتشمة ولكن بذات الوقت حديثة ومعاصرة من أجل استخدامهما الشخصي. “من هنا نشأت فكرة تطوير شأن مهم من شؤون المرأة المسلمة، وهو تأمين ثيابٌ رصينة لهن ولكنها في الوقت ذاته تلائم العصر بتصميمها وأناقتها”، على حد قول بياتريز.
إن ما تقدمه شركة (iCovered) لا يقتصر على العباءات والبراقع، إنها تنتج ثياباً تُستخدم للحياة اليوميّة كالتنانير والبناطيل والمعاطف والفساتين، وبشكل مناسب للنساء المسلمات. كما أن الشركة تُنتج المناديل للحجاب. “نحن لا نصمم الأزياء بشكلٍ حصريّ للمرأة المسلمة البرازيليّة، ولكن ملابسنا تلائم جميع الشرائح” أضافت بياتريز. تقوم بتصميم الألبسة كل من المهندسة المعماريّة ومصممة الأزياء، وأما الخياطة فتقوم بها خياطات تتعاقد معهن الشركة لتأدية الخدمات. تتميز العلامة التجاريّة بجودة الأقمشة والأكسسوارات اللازمة للصناعة، وهي تقوم بتصنيع منتجات حصريّة.
يتم تسويق المنتجات في المتجر التعاونيّ كارول مارتيني (Carol Martini) في ساحة بينيديتو كاليستو في مدينة ساو باولو، كما وبشكل رئيسي عبر وسائل التواصل الاجتماعي كالإنستغرام والواتس أب والفيس بوك. تروي بياتريز بأن الجزء الأكبر
من المبيعات يتم بواسطة شبكة الانترنت وهن يرسلنها إلى مناطق مختلفة في البرازيل كمدن الداخل في ولاية ساو باولو ومدينة كوريتيبا. “إنه سوقٌ ينمو تدريجياً” تؤكد بياتريز. العلامة التجارية لا تقوم بتصدير منتجاتها بعد، ولكن البيع لبلدان خارج البرازيل هو ضمن المخططات المستقبليّة.
في مدينة تاوباتيه، كارلا سيلفا هي سيدة اعتنقت الإسلام أيضاً وتقوم بتطوير مشروع يخص الأزياء الإسلاميّة. بعد أن اعتنقت الدين الإسلامي منذ كانت في سن المراهقة، دخلت كارلا هذا المضمار مصممة الحجابات الخاصة بها. “إن ما يأتي من لبنان كان باهظ الثمن” أخبرتنا مصممة الأزياء كارلا وهي تروي عن منتجات كانت تجلبها سيدات من البلدان العربيّة لبيعها في البرازيل. كارلا تعلمت المهنة بمفردها كونها ابنة خيّاطة، وكل ما أكملته من الدراسة في هذا المجال هو “المرحلة الإبتدائية في دورة خياطة”. وقد بدأت بتفصيل الأحجبة وبيعها، بعد أن اُعجبت بعض السيدات بالحجاب الذي كانت تضعه على رأسها وطلبن منها تفصيل قطع مماثلة.
تشتري كارلا الأقمشة لصنع الحجاب في البرازيل ومن الخارج، من محلات تجارة الجملة والتجزئة. فهدفها الرئيسي هو الحصول على ملابس تحمل طابعها الخاص. تتميز أحجبتها بالتطريز والتخريم بالإضافة إلى الرسوم وغيرها من الأشكال الفنية الجميلة. تبيع منتجاتها في الجالية الإسلامية التي تنتمي إليها، وبشكل أساسيّ للسيدات اللواتي يعتنقن الإسلام، كما تبيع أيضاً عبر الانترنت بوسائل التواصل الإجتماعي كالواتس أب وموقع السوق الحرة (Mercado Livre) والفيس بوك. كارلا قد أدت فريضة الحج المباركة إلى مدينة مكة المكرمة، وهي تسعى إلى توسيع عملها في تصميم وإنتاج الحجاب عبر إنشاء موقع على شبكة الانترنت وابتكار ماركة حصريّة بمنتجاتها التي تحمل اليوم اسمها الخاص.
شيللا سوتيرو تقوم بالإنتاج في ورشتها في مدينة بيتيم (Betim)، حيث تبيع هناك على الصعيد المحلي كما وعبر شبكة الانترنت، لكنها تفكر بفتح محل للبيع في مدينة بيلو أوريزونتي، عاصمة الولاية. وهي من خلال علامتها التجاريّة (Ssotero) تستوحي ميول الموضة لتطبقها على الأزياء الإسلامية، مستخدمةً ألواناً وأقمشة عالية الجودة، وتزين العباءات والمعاطف والأحجبة بزخرفات وتطريزاتٍ مميزة. “إنهن يرغبن بإرتداء ثياباً حديثة من دون أن تحيد في تصميمها عن الأمور الجوهرية التقليدية، كعدم استخدام أقمشة شفافة أو قياسات ضيقة” وهي أمور أساسية تراعيها شيللا عند تفصيل الموديلات.
شيللا هي مواطنة من ولاية ميناس جيرايس وابنةٌ لمصممة أزياء، كانت في طفولتها تنسخ الرسومات التي تصممها والدتها، وكثيراً ما كانت الأم تنقل أفكار شيللا إلى الورق لاستخدامها في العمل. وقد ربحت في مسابقة لمصممي الأزياء حيث أخذت تصاميمها تُقدم في دور عرض الأزياء، وهي تملك حالياً حوالي ثلاثة آلاف متابع على شبكات التواصل الاجتماعي. على الرغم من أنها تفصل الملابس التقليدية أيضاً، إلا أن المصممة شيللا تنوي التركيز على الموضة الإسلامية، وهي بنفسها تصمم وتنتج القطع التي تحمل علامتها التجارية، معتمدةً على مساعدة بعض الخياطات.
ميزون القفطان
في متجر ميزون ألكساندرين، وهو كائن في دارٌ فخمة تقع في حي جاردين باوليستا، واحد من أرقى الأحياء التجارية في مدينة ساو باولو، تشغل العباءات قسماً مع قطع أخرى تحمل هذه العلامة التجاريّة المعروفة. تؤكد المصممة وصاحبة المتجر
ألكساندرا فروكتوزو بأن العباءات تشكل جزءً صغيراً من كامل تشكيلة الملابس، وتباع بمعدل قفطانين في الشهر (قفطان: هي الكلمة التي تستخدمها ألكساندرا للتعبير عن كلمة عباءة). “لدينا تشكيلة متنوعة من العباءات، على الأقل ستة موديلات، ومن البديهي بأنه يمكننا تكييف الألوان وإغناء زركشة المنتج بحسب رغبة الزبون” على حد قول ألكساندرا.
تتميز مجموعة ميزون الجديدة من العباءات بألوانها الزاهية ومصنوعة بأقمشة موشاة بالورود، كي تتوافق مع ما تمر فيه الدول الإسلامية في هذا الوقت من حيث السعي لتحرير المرأة، وفقًا لأقوال ألكساندرا. وأضافت قائلة: “لهذا السبب قررت اتباع نمط أكثر بهجة وإطلاق الخيال في عالم الأقمشة ومزاوجة النموذج التقليدي مع نماذج أخرى مع إمكانية إضافة حزام عند الخصر في حال الرغبة باستخدامه”.
تروي مالكة ميزون ألكساندرين بأنها عندما صممت العلامة التجارية، فكرت في الشرق الأوسط كواحد من الأسواق التي ترغب في العمل معها. “بشكلٍ خاص المملكة العربية السعودية، حيث أن الناس هناك مثقفون للغاية، وقد سافروا وتأقلموا مع عالم الموضة والأناقة”. لذا وانطلاقاً من رغبتها هذه، بدأت ألكساندرا البحث عن وسائل للبيع في الأسواق العربية، فأخذت بإنتاج العباءات تحقيقاً لما كانت تفكر به. في العام الماضي، شاركت علامتها التجارية في أسبوع الموضة العربي الأول الذي اُقيم في الرياض / المملكة العربية السعودية.
تذكر ألكساندرا بأن العباءة هي لباس تقليدي، ولكن النساء المسلمات يرتدين أنماط أخرى من الملابس تحتها، كملابس الحفلات والملبوسات الجاهزة. “هذا الأمر يجعل من علامتنا التجارية مائة بالمائة مثالية للنساء الأكثر أناقة وصاحبات الذوق الرفيع” تقول ألكساندرا.
بالإضافة إلى توفير أنواع أخرى من الأزياء الإسلامية، فإن ميزون ألكساندرين تبيع الأزياء الإسلامية للنساء غير المسلمات. “العباءات هي أيضًا قفطان تجعل النساء أنيقات وساحرات في موسم الصيف. إنها قطعة من الملابس تُستخدم اليوم وتتناسب مع حداثة الشرق الأوسط وموضة العصر. في النهاية، العالم هو قرية عالمية” تقول ألكساندرا مازحة. ووفقا لرأيها يمكن استخدام هذه الملابس في المنتجعات والشواطئ والمراكب مع ثوب السباحة العادي أو البيكيني تحتها. “حتى في الحفلات فإن القفطان المطرّز الذي نُعدّه يعكس بريقاً يعجب شريحةً كبيرة من النساء” تؤكد ألكساندرا.
خيارات متنوعة
تتنوع الملابس التي ترتديها المسلمات بشكل كبير في البرازيل. هناك أولئك اللواتي يرتدين الفساتين الطويلة والحجاب كل يوم، وهناك أولئك اللواتي يفضّلن ارتداء ملابس محتشمة تستر تقاطيع الجسد. “لقد كُتب في القرآن الكريم بأن على النساء ارتداء
ملابسهنّ بطريقة خَفِره وإخفاء زينتهن. ولكن لا يمكن فرض هذا على أي امرأة، فتكون المرأة حرةً في اختيار متى وكيف تلبس الزي الإسلامي”، كما تقول المسلمة سهى الشبراوي. المسلمات يرتدين اللباس التقليدي وعليهن لبس الحجاب الكامل داخل المساجد “المسجد هو بيت الله ويجب احترامه. وهذا يعني ارتداء الملابس الإسلامية كاملة داخل المسجد” على حد قول سهى الشبراوي.
وأضافت سهى الشبراوي بإنها تعرف متجراً واحداً فقط في ساو باولو يبيع اللباس النسائي الإسلامي وهو يقوم بتفصيل الملابس داخل ورشته الخاصة. عدا عن ذلك، هناك الكثير من الأشخاص الذين يُحضرون الثياب من لبنان ومصر وتركيا وسوريا ودول إسلامية أخرى إلى البرازيل ويقومون بتسويقها في منازلهم وفي المساجد وفي الملتقيات الإسلامية، ومؤخراً على شبكة الإنترنت.
للتواصل
ماركة (iCovered) – بياتريز كعدي وأليساندرا ميلو
البيع في المتجر التعاوني كارول مارتيني
ساحة بينيديتو كاليستو، رقم 165 – حي جاردين باوليستا – مدينة ساو باولو / ولاية ساو باولو
هاتف: +55(11)97651 5522
البريد الإلكتروني: icoveredstyle@gmail.com
إنستغرام هنا
فيسبوك هنا
كارلا سيلفا
تاوباتيه – ساوباولو
هاتف: +55 (12) 988898395
فيسبوك هنا
ماركة (Ssotero) – شيللا سوتيرو
مدينة بيتيم / ولاية ميناس جيرايس
هاتف: +55 (31) 986727912
فيسبوك هنا
ميزون ألكساندرين
شارع لويس ماشادو بيدروزا، رقم 59 – حيّ جاردين باوليستا – مدينة ساو باولو / ولاية ساو باولو
هاتف: +55 (11) 28289733
الموقع الالكتروني هنا
الفيس بوك هنا