ساو باولو – تعرفت كاميلا كلاين على العالم العربي للمرة الأولى في صغرها، ففي خلال نشأتها لطالما كان منزلها يعج بصديقات والدتها روزانجيلا كلاين العربيات. مع مرور الزمن قل احتكاكها بهن لكن عالمهن المحفوف بالزخارف لم يبارح خيالها قط، وفي عام 2022، بعد مرور عقدين من الزمن على امتلاكها علامتها التجارية الخاصة بالحُليّ التي تحمل اسمها، رأت كاميلا نفسها تستلهم من قطر ومن السيدات العربيات.
وأفادت كاميلا إنها “لطالما كنت شديدة الإعجاب بملكة قطر الشيخة موزا بنت ناصر المسند، فجمالها لا يُضاهى وأناقتها ورقيها منقطعا النظير. في عام 2020 دُعيت للذهاب إلى قطر في رحلة ترفيهية وهناك تقربت أكثر من هذه الحضارة وقررت أن أصمم مجموعة مستوحاة من الأميرات والملكات العربيات، وأردت من خلال هذه المجموعة أن أظهر قدرتنا على تحويل صحارينا إلى أماكن متماسكة ومنظمة ومذهلة”.
وكانت في صغرها معجبة بالمجوهرات أيضًا، أما تقديرها للحُلي فظهر بعد ذلك بأعوام، وتذكر الفنانة التشكيلية أن أمها لطالما كانت من هواة القطع المزخرفة وكانت تقتني مجوهرات غير اعتيادية، وكانت كاميلا في صغرها تُخرج تلك القطع من اللفائف المخملية لتمتع نظرها بها، وفي سن المراهقة بدأت بتصميم المجوهرات ثم بدأت بتصنيعها بعد تأسيس شركتها في عام 2000 مستخدمة قطع أمها.
“بين عامَي 2000 و2001 عملت على قطع أكبر حجمًا وأثقل وزنًا، لكن عندما لم تعد أمي تسمح لي بإذابة مجوهراتها ونظرًا لخطورة العمل بالذهب بدأت بتصنيع الحُلي مثل العقود والأقراط والخواتم والأساور وحتى الأحزمة”.
في البداية كانت الأعمال التجارية تُقام في المعارض المحلية والدولية، وفي إحدى هذه المعارض باعت كاميلا حليها للمرة الأولى إلى الإمارات العربية المتحدة، كما انضمت وجهات أخرى مثل نيويورك إلى قائمة عملائها الدوليين، لكنها توقفت عن حضور المعارض بعد ولادة أبنائها.
وبعد أن صبت كاميلا اهتمامها بالمتاجر المحلية وصل عدد منشآتها إلى 13 متجرًا منتشرةً في ريو دي جانيرو وكوريتيبا وساو باولو وكامبيناس وريسيفي، وتصدرت الأحزمة المرصعة بالأحجار والأقراط والعقود الكبيرة قائمة القطع المفضلة لدى العربيات المقيمات في البرازيل.
“لم تنشأ علامة كاميلا كلاين التجارية لتمكين النساء لأنهن ممَكّنات بالفعل، إنما نشأت لإبراز جوهر الأنوثة، فلطالما رغبت بصناعة قطع تترك أثرًا وتعزز جمال المرأة، وأعتقد أن هذا هو ما تبرع فيه النساء العربيات”.
بعد جائحة كورونا أقفلت المتاجر أبوابها وأغلق المصنعان اللذان كانا ينتجان القطع، لكن في السنوات الأخيرة أطلقت الفنانة التشكيلية العنان لجانبها الإبداعي لصنع أفضل الحلي انطلاقًا من تصاميم المجوهرات الراقية. ولإعادة إحياء جوهر العلامة التجارية يجري تحديث الموقع الإلكتروني وفي غضون شهرين ستفتتح سيدة الأعمال متجرًا جديدًا في حي جاردينز في ساو باولو.
مجموعة مستوحاة من سيدات عربيات
لطالما أحبت كاميلا المزخرفات والمنسوجات العربية ولذلك تملكتها رغبة بتصميم مجموعة مستوحاة من الشرق الأوسط، وفي خلال زيارتها لقطر أنشأت مجموعة “أواسيس” التي لا تزال الشركة توفر قطعها للبيع، وتفيد كاميلا إن “المجموعة تضم حوالي 100 قطعة من بينها أربعة أطقم مستوحاة من أربع سيدات من الشرق الأوسط”.
طقم “أواسيس – رانيا” مستوحى من ملكة الأردن وقطعه أنيقة وحديثة ومتينة صُنعت من المعدن اللامع ويعكس تباين المثلثات مع القطرات المتحركة بتناغم جمالية الاستقلالية، كما تتمم مظهرها المذهل درجات الأخضر والأزرق والبني المشغولة من معادن مطلية بالذهب والفضة المعتقين، مجتمعة مع البلور والراتنج والسلاسل
أما أميرة المملكة العربية السعودية وفاعلة الخير أميرة الطويل فكانت مصدر إلهام طقم “أواسيس – أميرة”. صُنعت حلي هذا الطقم من المعادن والبلور على أشكال مستطيلات ومربعات، وطُليت بالمينا وتخللها الراتنج ورُصعت بالأحجار الطبيعية مثل العقيق الأرجواني والعقيق البني والعقيق الهندي الأخضر والوردي بالإضافة إلى الكوارتز الوردي وكوارتز الروتيل، وأشارت كاميلا إن “الأحجار تتلاحم مع حلقات قويمة كرمز للوحدة والملكية”.
أما طقم “أواسيس – دينا” فهو مستوحى من المصرية دينا عبد الحميد التي كانت فردًا من العائلة الحاكمة الأردنية. وأفادت كاميلا إنها “بأسلوبها الفريد الحافل بالملابس الغريبة والجمال الخلاب أصبحت الأميرة مرجعًا للأزياء في بلدها وفي العالم أجمع، وتلهم أزياؤها البراقة الغنية بالألوان والأصالة إبداعات تجسد القوة والموقف الراسخ من خلال ألوان مثل البرتقالي والوردي والأخضر والفيروزي التي تؤلف مجتمعة واحة غنّاء واقعية”.
أما ملكة قطر فكانت مصدر إلهام للطقم الرابع والأخير “أواسيس – موزا”, وتوضح كاميلا إن الفخامة والترف اللذان أحدثا ثورة في الهندسة المعمارية في قطر يلهمان تصميم القطع الطنانة والضخمة، وتختم الفنانة التشكيلية قائلة: “من نسيم البحر إلى توهج المدن ليلًا ينبعث مزيج فريد من البلور والمعادن واللآلئ والأحجار الطبيعية مثل الأكواريت والجاسبر الوردي والفلوريت والحجر البركاني المعدني. وفي المقابل تتجلى دقة التصاميم في الخصائص العلاجية التي تتمتع بها الأحجار، فهي تضفي التألق على سمات مثل الروح الحرة والتعاطف والحنان والحب الذي يُعتبر الرمز الحقيقي للثراء”.
وأعربت كاميلا عن رغبتها في تصميم مجموعات أخرى مستوحاة من دول عربية وسيدات عربيات في المستقبل القريب.
تقرير ريبيكا فيتوري، خاص لوكالة الأنباء العربية البرازيلية (ِANBA)
ترجمته من البرتغالية مريم موسى