ساو باولو – عُيّن الدبلوماسي سيدني ليون روميرو (في الصورة أعلاه) سفيرًا جديدًا للبرازيل في أبو ظبي في الإمارات العربية المتحدة، وسيتولى المنصب في آب/ أغسطس بعد موافقة مجلس الشيوخ على تعيينه الأسبوع الماضي في الرابع من تموز/يوليو، وكان روميرو يشغل منصب مدير دائرة الشرق الأوسط في وزارة الشؤون الخارجية البرازيلية منذ عام 2019 وستكون هذه المرة الأولى التي يتولى فيها الدبلوماسي البالغ من العمر 61 عامًا منصب سفير.
وفي هذا السياق زار روميرو يوم الإثنين (10) غرفة التجارة العربية البرازيلية في ساو باولو حيث كان باستقباله كل من رئيس الغرفة السفير أوسمار شحفي ومديرة العلاقات المؤسسية فرناندا بالتازار، وهناك أجرى الدبلوماسي مقابلة مع وكالة الأنباء العربية البرازيلية (ANBA).
وفي المقابلة قال روميرو: “أنا سعيد جدًا بتولي هذا المنصب، وباعتبارها مهمتي الأولى كسفير سيشكل ذلك تحديًا صعبًا لكن سيكون له بعد اقتصادي بالغ الأهمية لتعزيز التجارة وتقوية العلاقات الثنائية في مجالات أخرى مثل المجال الثقافي الذي يشرع الكثير من الأبواب أمامنا لكي نعمل سويًا، ومجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار التي تبرع الإمارات العربية المتحدة اليوم في الاستثمار فيها وعلى وجه الخصوص في مجال الذكاء الاصطناعي، لذلك أنا متحمس جدًا للعمل على مختلف الصعد وأن أكون قادرًأ على توسيع آفاق هذه العلاقة”.
ووفقًا للدبلوماسي فإن العلاقة بين البرازيل والإمارات اليوم بلغت مستوى الشراكة الاستراتيجية، وصرح إن “هذا يعني أننا ننظم علاقتنا وفقًا لأهداف وغايات طويلة الأجل ويعني أيضًا أننا نعزز التزاماتنا بمختلف المجالات التي تتخطى تعزيز التجارة والاستثمار لتشمل مجالات الدفاع والسياحة وكذلك الشؤون متعددة الأطراف، فالإمارت تشغل اليوم مقعدًا في مجلس الأمن (التابع للأمم المتحدة) ونحن كذلك وهذا ما يوسع حيز التفاهم بين البلدين”.
أما أكبر تحدٍّ سيواجه روميرو في منصبه كسفير في أبو ظبي فيتمثل في التعامل مع ضخامة جدول الأعمال، وأفاد في هذا السياق إن “الكثير من القطاعات والحكومات والهيئات الخاصة والعامة تبدي اهتمامًا كبيرًا جدًا وكذلك يكتسب العمل القنصلي أهمية أكبر يومًا بعد يوم مع بلوغ عدد البرازيليين الذين يعملون هناك 10 آلاف”.
ومع أن روميرو لم يذهب إلى الإمارات سوى في زيارة إلى دبي لكنه قال: “بدأت بالاستعداد جيدًا منذ أن عينني الرئيس في هذا المنصب المشرّف، فقرأت كثيرًا وتحدثت إلى مختلف الجهات المعنية وأنا متحمس للغاية. أعتقد أن بانتظاري بلد ينضح بالحداثة، واحد من أكثر البلدان الواعدة من بين البلدان العربية الـ22، فهو بلد يتطلع نحو المستقبل ويترك انطباعًا جديدًا عن المنطقة فيما يتعلق بالحداثة والإقدام واتخاذ المبادرات، وأعتقد أيضًا أنني سألقى بلدًا يتحلى بأوجه شبه مشتركة مع البرازيل في هذا الزمن، زمن النهضة والإصلاحات، ما سيشكل ائتلافًا مثاليًا بين ما ينتظرونه منا وما يمكننا تقديمه والعكس صحيح”.
ويضع السفير نصب عينيه هدفين أساسيين هما توسيع جدول الأعمال وتفاقم الأرقام إن كان من حيث التجارة أو من حيث الاستثمارات، بالإضافة إلى التصدي لقطاعات أخرى مثل القطاع الثقافي وزيادة أعداد السائحين الإماراتيين في البرازيل.
وفي خلال اجتماعه مع شحفي وبالتازار تمحور أحد الموضوعات حول مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي لعام 2023 في الدورة الـ28 لمؤتمر الأطراف (COP28) الذي سيُعقد في دبي في نهاية العام الحالي، وبما أنه من المتوقع أن يتزامن الحدث مع القيام بأنشطة موازية يود روميرو رؤية المزيد من الشركات البرازيلية المشاركة بالمشاريع المرتبطة بالتحول في مجال الطاقة والاستدامة والمعايير البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات. وعلاوة على ذلك اقترحت بالتازار أن يزور رجال أعمال إماراتيين مدينة بيلين البرازيلية حيث ستُعقد الدورة الـ30 لمؤتمر الأطراف في عام 2025، ما سيتيح لصناديق الاستثمار الإماراتية مثل مبادلة وجهاز أبو ظبي للاستثمار (ِAdia) أن تستثمر في الاقتصاد الأخضر.
وفي هذا السياق صرح روميرو: “أنا مندفع جدًا للعمل على رأس السفارة البرازيلية التي ستشهد انعقاد الدورة الـ28 لمؤتمر الأطراف ومن المرتقب أن تتلقى زيارة من الرئيس ومن مختلف حكام الولايات. آمل أن أتمتع بالطاقة الكافية للمضي قدمًا بكل هذه المساعي وبلائحة المبادرات”.
كذلك أكد رئيس الغرفة العربية إن روميرو سيلقى بيئة مواتية لتنمية العلاقات بين البلدين بشكل مثمر وإن الغرفة العربية على أهبة الاستعداد لتقديم يد العون ويشتمل ذلك على مكتبها في دبي.
السيرة الذاتية
وُلد سيدني ليون روميرو في ساو كايتانو دو سول في منطقة العاصمة في ساو باولو في عام 1962 وهو حاصل على درجة البكالوريوس في القانون من جامعة ساو باولو (USP) حيث حاز أيضًا على درجة الماجستير في القانون الدولي. التحق بمعهد ريو برانكو البرازيلي لدراسة الدبلوماسية في عام 1995 وعمل في برازيليا في المكتب الرئاسي وفي مكتب وزير الشؤون الخارجية.
أما في لندن في المملكة المتحدة فشغل منصب وزير مفوض في الشؤون الاقتصادية في السفارة البرازيلية هناك من عام 2015 حتى عام 2018، كما عُيّن نائبًا للقنصل العام في القنصلية العامة في لندن بين عامي 2018 و2019، كذلك شغل مناصب في البعثة إلى الأمم المتحدة في نيويورك (2002- 2006) وفي سفارات البرازيل في كل من تل أبيب في إسرائيل (2006- 2010) وعمان في الأردن (2010- 2012).
ترجمته من البرتغالية مريم موسى