قيس شقير*
تقف الغرفة التجارية العربية البرازيلية مما يزيد عن سبعة عقودٍ شاهدًا على الشراكة المنتجة بين الدول العربية والبرازيل. وسعى البرازيليون من أصولٍ عربيةٍ لبناء جسرٍ يردم الهوة الجغرافية بين بلداهم العربية التي وفدوا منها استكشافًا لعالمٍ جديدٍ ينقلون إليه ما سبقهم إليه العلماء والحرفيون من مصر وبلاد الشام والذين رافقوا الامبراطور دوم بيدرو الثاني في طريق عودته من زيارةٍ تاريخيةٍ شكّلت أول اتصالٍ رسميٍ بين العالمين العربي وقارة أمريكا اللاتينية.
وبعد النجاح الملفت لأبناء الجاليات العربية في الانخراط الهادف في المجتمع البرازيلي المنفتح على الآخر، حرصوا على فتح آفاقٍ مع الدول العربية ثقافيةً واجتماعيةً واقتصاديةً، وتلاقى حرصهم هذا بسعيِ مقابلٍ من لدن السفارات العربية المعتمدة في البرازيل تحقيقًا لهدفين رئيسيين؛ أولهما الارتقاء بالعلاقات العربية البرازيلية في مختلف مجالات التعاون إلى أوسع الآفاق، وثانيهما الاستثمار في التواجد الممتد للبرازيليين من أصولٍ عربيةٍ تمتينًا للروابط مع البرازيل؛ البلد الصديق، والذي نتشارك معه في السعي إلى تحقيق السلام، وإشاعته بين شعوبنا، وشعوب العالم أجمع.
هذا ما خطر على بال كاتب المقالة حين تسلّم من السيد محمد مراد الأمين العام للغرفة التجارية العربية البرازيلية اللوحة التذكارية الفضية بمناسبة احتفال جامعة الدول العربية بالذكرى الثمانين لتأسيسها.
إنها شراكة تربط مجلس السفراء العرب في البرازيل ويضم ثمان عشرة سفارة، إلى جانب بعثة جامعة الدول العربية ، شراكة تتكامل فيها الرؤى والأهداف لخير شعوب دولنا العربية، والشعب البرازيلي الصديق.
وفي جعبتنا الكثير في قادم الأيام، والأفكار متنوعة تصب كلها في تحقيق الأفضل والأجمل لشعوبنا…
وما اللقاءت التي تجمع المجلس بالغرفة التجارية العربية البرازيلية، والمنتديات الاقتصادية التي أقيمت، والزيارات التي تنظمها الغرفة لمجلس السفراء الى مختلف الولايات في أنحاء البرازيل، وآخرها زيارة مدينة بيليم إلا مثالًا على ما تقدم ذكره، لا بد وأن تتبعه أمثله..
*سعادة السفير قيس شقير هو رئيس بعثة جامعة الدول العربية في البرازيل
**ترجمه من البرتغالية معين رياض العيّا


