دبي – شاركت شركة “جاد أوتيسم” (Jade Autism) البرازيلية الناشئة بمعرض “جيتكس فيوتشر ستارز” (Gitex Future Stars)، أكبر معرض للشركات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا. تتركز أنشطة الشركة في ابتكار تكنولوجيات موجهة لتطوير قدرات الأطفال والمراهقين المصابين بالتوحد. وتلك كانت المشاركة الثانية للشركة من خلال الجناح البرازيلي الذي تشرف على تنظيمه “الوكالة البرازيلية لترويج الصادرات والإستثمار” (Apex – Brasil)، والذي احتضن هذا العام 10 شركات ناشئة. يذكر بأن الشركة فازت بجائزة “سوبر نوفا” (Supernova) عن فئة “أفضل أثر اجتماعي وبيئي” في إصدار العام الماضي الذي أقيم في شهر ديسمبر.
ومنذ ذلك الحين سرقت الشركة الأنظار واستحوذت على اهتمام المستثمرين الخليجيين، حتى أنها تلقت الدعم من الحاضنة “Hub 71″، أكبر حاضنة لتسريع أعمال الشركات الناشئة في الإمارات العربية المتحدة، ومقرها أبو ظبي. الجدير بالذكر أن الشركة، التي تأسست في عام 2018 في ولاية إسبيريتو سانتو، تقدّم خدماتها بأربع لغات: البرتغالية والإنجليزية والإسبانية والعربية، ولديها حتى الآن أكثر من 100000 تنزيل لتطبيقاتها في 179 دولة.
تواجدت وكالة الأنباء العربية البرازيلية (أنبا) في “جيتكس فيوتشر ستارز” هذا الأسبوع وأجرت لقاءً مع مدير التسويق والعمليات في الشركة، السيد “ماركوس كونيا” (في الصورة أعلاه)، الذي كشف بدوره أنه من خلال الألعاب التي يتم عرضها على الطفل، يصار إلى تحليل سلوكه بالاعتماد على معايير متعددة ويتم إعداد تقرير تشخيصي عن الحالة الصحية والتربوية للطفل، مظهراً أبرز الصعوبات التي يعاني منها ومقدماً تحليل سلوكي مفصّل. وفصّل: «انطلاقاً من تلك المعلومات، يصبح لدى الاختصاصيين (مدرسين وخبراء نفسيين وأخصائيي العلاج الوظيفي المهني) المزيد من الأدوات الداعمة لهم لضمان حسن سير العملية العلاجية».
علماً بأن التطبيق يبقى على تواصل دائم بالطفل، لمعرفة ما إذا كانت المنهجية المعتمدة في علاجه تؤتي ثمارها، فإن لم تكن كذلك، يقوم التطبيق بإدخال التعديلات عليها وموائمتها على الفور. وفي هذا السياق أوضح “كونيا”: «يغيّر هذا التطبيق حياة هؤلاء الأطفال كلياً، لأن العلاج المتوفر اليوم في الأسواق هو علاج موحد وعام لجميع المرضى، وهذا لا يتوافق مع الاحتياجات المختلفة لكل طفل، فمصابو التوحد يختلفون فيما بينهم، ولكل منهم ما يميزه عن غيره، وبحكم أن علاجنا مخصص فإن بإمكانه تقديم نوعية حياة أفضل”.
تقدم شركة “جاد أوتيسم” ثلاث تقنيات: برنامج علاجي يستهدف صحة الأطفال، وبرنامج تعليمي، والبرنامج الثالث هو “Autism Tracking” الذي يقوم على مبدأ المراقبة وتحديد احتمالات إصابة الطفل بالتوحد.
يتم استخدام البرنامج العلاجي من قبل العيادات والخبراء النفسيين وأخصائي العلاج الوظيفي المهني، أما البرنامج التعليمي فيتم استخدامه في المدارس، وبالنسبة لبرنامج التتبع ” Autism Tracking” فيوصى باستخدامه من قبل الأطباء لتقديم تقرير كامل خلال الاستشارة الواحدة. وعن هذا الأخير، بيّن “كونيا” أنه «ينصح باستخدامه من قبل المرشدين النفسيين في المدراس، المكان الذي يتم فيه عادةً اكتشاف العلامات الأولى للتوحد». هذا ويترتب على المدارس والعيادات دفع اشتراك شهري لقاء حيازة البرنامج.
صرح “كونيا” أن 80٪ من خصائص التطبيق مجانية ويمكن لعائلات هؤلاء الأطفال استخدامها، وهم في الغالب من ذوي الدخل المنخفض أو المعدوم. ولا يتطلب اللعب في هذا التطبيق اتصال بشبكة الانترنت.
كشف “كونيا” بإن الولايات المتحدة الأمريكية هي أكبر أسواق الشركة، وأنها الدولة الأكثر متابعة لاضطراب طيف التوحد. حيث قال: «ثمّة اليوم حوالي مئتي مليون شخص مصاب بالتوحد حول العالم، أو بعبارة أخرى، من بين كل 105 أطفال أصحاء يوجد طفل واحد مصاب. وترتفع هذه النسبة في الولايات المتحدة، حيث يعاني طفل من بين كل 68 طفلاً من مرض التوحد، ولكن ارتفاع هذه النسبة يرجع إلى أن أمريكا هي أكثر من يجري اختبارات التشخيص». وأضاف أن فرص الإصابة بالمرض هي 90٪ عوامل وراثية و10٪ عوامل بيئية.
الجدير بالذكر أن مؤسس الشركة ورئيسها التنفيذي، السيد “رونالدو كوهين”، هو أب لطفل مصاب بالتوحد ولذا ارتأى ضرورة إنشاء تطبيق متطور للآباء وأطفالهم المصابين بالتوحد. يعمل “كوهين” في مجال تطوير البرامج وحصل على دعم المعالجين والمهنيين المتخصصين في علاج اضطراب طيف التوحد التابعين لـ “جمعية آباء وأصدقاء المتميزين” في ولاية إسبيريتو سانتو، شريكة هذا المشروع منذ ولادته. وهكذا، قام بتطوير تطبيق مؤلف من مجموعة ألعاب قائمة على مبدأ إدراك وتمييز الألوان والأرقام والحروف والحيوانات والأشياء. كما تقدم الشركة على موقعها الإلكتروني الكثير من المعلومات المفيدة بخصوص هذا الاضطراب.
*ترجمة معين رياض العيّا