ساو باولو – في خطاب ألقاه خلال افتتاح الاجتماع الـ 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الثلاثاء الـ 19 من أيلول / سبتمبر، في نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية، طالب الرئيس البرازيلي لويز ايناسيو لولا دا سيلفا قادة الدول بمحاربة عدم المساواة ومكافحة تغير المناخ.
وأشار لولا إلى أن حديثه الأول امام الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام 2003 كان قد ركز على عدم المساواة، واليوم وبعد 20 عاماً قد أمسى العالم أكثر تفاوتاً وازداد به عدم المساواة. “لقد كان الجوع الموضوع الرئيسي لكلمتي أمام هذا البرلمان العالمي منذ 20 عاماً، واليوم هناك ما يقارب الـ 735 مليون من البشر سينامون هذه الليلة وهم لا يعلمون إن كان هناك ما سيسد رمقهم غدا”ً.
قال الرئيس البرازيلي إننا نفتقد إلى الرغبة السياسية لدى أولئك الذين يحكمون العالم لتحقيق الانتصار على عدم المساواة. ووفقاً له، فإن الحد من عدم المساواة في البلدان يتطلب إدراج الفقراء في الميزانيات الوطنية وجعل الأغنياء يدفعون ضرائب تتناسب مع ثرواتهم.
وأكد لولا أن العالم يغوص في الأزمات مثل وباء كوفيد-19 وتغير المناخ وانعدام الأمن الغذائي والطاقة المشحونة بالتوترات الجيوسياسية, بالإضافة إلى العنصرية والتعصب وكراهية الاجانب التي تتفاقم أو أن عدم المساواة متأصل في جذورها.
وانتقد الزعيم البرازيلي التطور في أجندة عمل الأمم المتحدة 2030 فيما يتعلق بأهداف البلدان من أجل التنمية والتي تتضمن القضاء على الفقر. وقال: “إن الدافع الأخلاقي والسياسي لاستئصال الفقر والقضاء على الجوع يبدو مُخَدَراً”, وأضاف أنه عند ترأس البرازيل لمجموعة الـ 20 – G20 في كانون الأول/ ديسمبر سيضع مكافحة عدم المساواة في صميم الأجندة الدولية.
التغير المناخي
انتقل لولا من موضوع عدم المساواة إلى موضوع التغير المناخي. إن شعوب النصف الجنوبي من الكرة الارضية هم الأكثر تأثراً بالأضرار الناجمة عن التغير المناخي. وقال لولا: “إن نسبة الـ 10% الأكثر ثراءً في شعوب العالم هم المسؤولين عن ما يقارب نصف الكربون المنبعث إلى الغلاف الجوي. ونحن الدول النامية لا نريد أن يتكرر هذا”.
كما تحدث الرئيس عن موقف البرازيل بخصوص الانتقال إلى الاقتصاد الأخضر قائلاً: “نحن في طليعة الانتقال إلى الطاقة النظيفة ومصفوفتنا هي بالفعل واحدة من أنظف المصفوفات في العالم. حيث أن 87٪ من الكهرباء لدينا تأتي من مصادر نظيفة ومتجددة “. ووفقاً له فأنه في غضون ثمانية أشهر قد انخفضت إزالة الغابات في منطقة الأمازون البرازيلية بنسبة 48%.
وأضاف الرئيس أن الوعد بتقديم 100 مليار دولار أمريكي سنوياً للدول النامية من أجل مواجهة مسألة تغير المناخ لازال عبارة عن وعد فقط. “اليوم هذه القيمة لم تعد كافية لتلبية الاحتياجات التي تصل إلى تريلوينات الدولارات حقاً “.
مجموعة البريكس – BRICS
وقال لولا أن مجموعة البريكس مكونة من منصة استراتيجية لتعزيز التعاون بين الدول الناشئة. “إن التوسع الأخير للمجموعة خلال قمة جوهانزبرج يعزز الكفاح لتحقيق نظام يتسع للتعددية الاقتصادية والجغرافية والسياسية في القرن الـ21.
الحروب
ودافع الرئيس البرازيلي عن السلام وقال “لا استدامة بدون سلام”. وأضاف أنه من المقلق أن تستمر نزاعات قديمة لم يتم حلها بعد وأن تنشأ تهديدات جديدة أو تكتسب قوة.
المغرب وليبيا
من ناحية أخرى, أعرب الرئيس البرازيلي عن تعازيه بضحايا الزلزال الذي ضرب المغرب والإعصار الذي ضرب ليبيا. حيث قال ” إن ما حدث شبيه لما حدث في ولاية ريو غراندي دو سول في بلادي, هذه المآسي التي تحصد أرواحاً وتتسبب بخسائر فادحة. تعازينا وصلواتنا للضحايا وعائلاتهم”