ساو باولو – خلال رحلتين إلى لبنان في عامي 2013 و 2015، تم استقبال المنتج السينمائي البرازيلي فيتور غريزي من قبل عائلته في منطقة جبل لبنان في بتاتر، قرية سكنية كانت مسقط رأس جدّه الأكبر الذي هاجر إلى البرازيل في بداية القرن العشرين. هناك، التقط غريزي صورًا لحياة العائلة والمجتمع الدرزي المحلي، وبناءً على ذلك تم إنشاء كتاب الصور “القدوم من بعيد” الذي يتم بيعه مسبقًا عبر الإنترنت وسيتم إطلاقه يوم الثلاثاء هذا (25) في فيتوريا بولاية إسبيريتو سانتو.
غريزي وثّق رحلته في سلسلة من الصور و اليوميات التي يمكن الآن الاطّلاع عليها في الكتاب و الذي يلتقط فيه الكاتب الحياة اليومية لمجتمع في جبال لبنان، بالإضافة إلى الأزمات السياسية والمشاكل الاقتصادية والآثار الاجتماعية الناجمة عن الحرب الأهلية في سوريا الشقيقة.
يعبّر غريزي، و هو حفيد لمهاجر لبناني، عن تجربته من خلال 59 صورة، إضافةً لنص غير خيالي، بالنسختين البرتغالية والعربية، و وثائق و صوراً قديمة مأخوذة من أرشيف العائلة.
و يتيح الكتاب الفرصة للاطلاع على لبنان، البلد العريق الذي قلّما تمّ استكشافه، بالإضافة إلى تاريخ الهجرة اللبنانية إلى البرازيل والحوارات المنبثقة بين هاتين الثقافتين. علماً بأنّ البرازيل تحتضن اليوم أكبر مجتمع لبناني خارج لبنان والذي يضم العديد من المهاجرين اللبنانيين و أحفادهم.
الصور التي يتألّف منها الكتاب تعرض لحظات حميمية في مجتمع الدروز (مجموعة عرقية دينية تعيش في منطقة جبل لبنان)، و تمّ إنتاجها بواسطة فيلم فوتوغرافي بحجم 35 ملم و 120 ملم، باللونين الأبيض والأسود.
و كان المؤلّف قد صرّح في بيان قائلاً: “عندما كنت ألتقط الصور، كنت أحاول تصوير مواقف من الحياة اليومية والعمل والأسرة، وكانت الأهمية الأساسية بالنسبة لي هي عدم الانزلاق إلى تمثيل نمطي للعالم العربي. على سبيل المثال، هناك قليل من الإشارات في الصور إلى الدمار الذي ما زال حاضرًا بقوة والذي تسببت به الحرب الأهلية اللبنانية التي استمرت من عام 1975 إلى عام 1990 وتركت الكثير من الندوب في البلاد”.
يتخلل العمل نصًا غير خياليّ كتبه غريزي خلال رحلته الأولى عام 2013، وترجمته إلى العربية المصورة والمترجمة السورية يارا عثمان. ووفقاً له فإنّ فكرة الكتابة كانت قد برزت بشكل طبيعي كوسيلة لتوثيق الرحلة ونقل انطباعاته للعائلة في البرازيل، حيث أن العديد من الأقارب لم يسبق لهم زيارة البلد.
و كان قد تمّ مسبقاً نشر النصوص، بشكل يومي تقريباً، على مدونة أنشأها الكاتب، كشكل من أشكال التحاور و التعاطف مع الخطابات التي كان يتواصل من خلالها جده الأكبر، أمين، مع العائلة خلال أكثر من 70 عامًا عاشها في البرازيل دون العودة إلى لبنان.
و أفاد غريزي: “لكتابة النص، اخترت أسلوب يوميات السفر. كنت أسعى إلى سرد الحياة اليومية في الجبال، مستوحياً هذا من اللقاءات الشخصية والاكتشافات الصغيرة حول نمط الحياة والثقافة المحلية. كتبتُ لأُخبرَ العائلة في البرازيل عن مغامرات الرحلة، ولأتذكّر كيف يرتد صدى لقائي هذا مع تاريخ أجدادي، في نفسي”، و إذاً فإنّ فكرة تجميع هذه المواد في كتاب جاءت فيما بعد.
يعود المشروع الفني إلى فريق دار بوردا للنشر (Borda)، ويتميز بملاءمة التنسيق للصور والنصوص واحترام الاتجاهين للقراءة، الأول المستخدم في اللغة البرتغالية وهو من اليسار إلى اليمين، والثاني المستخدم في اللغة العربية من اليمين إلى اليسار.
حفل الإصدار
تم الإعلان عن إطلاق الكتاب الفوتوغرافي يوم الثلاثاء الموافق 25 أبريل في فيتوريا، في جاليري موزايكو (Mosaico Fotogaleria). وسيرافق الإطلاق معرض فوتوغرافي يضم حوالي 10 صور مكبرة، بالإضافة إلى العديد من المواد والمستندات مثل المسودات واختبارات الطباعة التي تظهر قليلاً من عملية تطور المشروع. وسيستمر المعرض حتى 13 مايو.
حظي الكتاب بدعم من وزارة الثقافة في إسبيريتو سانتو، من خلال برنامج المنح الموجّه للمشاريع القطاعية في الفنون البصرية، وتم تنفيذ المشروع باستخدام موارد الفنون والثقافة (Funcultura).
التفاصيل
القدوم من بعيد
المؤلّف: فيتور غريزي
دار النشر: بوردا
عدد الصفحات: 208 صفحة
السعر: 70 ريال برازيلي
اشتر الآن.
ترجمته من البرتغالية: يارا عثمان